«بى.تى.إس».. فريق غنائى كورى يكسر حاجز اللغة ويصل للعالمية

وصفتهم «التايمز» الأمريكية ب«قادة الجيل القادم».. و«الجارديان»: أكبر فرقة شبابية على مستوى العالم
بدأت شهرتهم عام 2016 بأغنية «DNA».. وحققت أغنيتهم Idol» 200» مليون مشاهدة خلال شهر
تفوقت على ترامب وجاستن بيبر على «تويتر» ب 502 مليون تغريدة.. وباعت أربعة ملايين ألبوم منذ تأسيسها فى 2013
BTS فرقة غنائية كورية، استطاعت أن تكسر حواجز اللغة، وتصل إلى العالمية دون التخلى عن ثقافتهم الأسيوية، متفوقة خلال العامين الأخيرين على أشهر الفرق الأجنبية مثل «وان دايركشن، وباك ستريت بويز»، حتى أن صحيفة الجارديان البريطانية وصفتها بأنها أكبر فرقة شبابية على مستوى العالم، متوقعة أن يستمر نجاحها لأكثر من 10 سنوات.
يتكون فريق BTS من 7 شباب، أعمارهم تتراوح ما بين 20 و25 سنة، تتنوع مواهبهم بين الرقص والغناء، نالوا جائزة «الفرقة المفضلة» لدى جمهور السوشيال ميديا فى حفل توزيع جوائز الموسيقى الأمريكية لتكون أول فرقة كورية تنال هذه الجائزة، ونشرت مجلة التايمز الأمريكية ملفا كاملا عن رحلة صعودهم ووصفتهم على غلافها بأنهم «قادة الجيل القادم»، ففى 5 سنوات أطلقت الفرقة 6 ألبومات باللغة الكورية واليابانية بالإضافة إلى ألبومات تجميعية تستهدف السوق الأوروبى، وتجرى حاليا جولة غنائية مطولة شملت عدد من الدول منها انجلترا.
تدين الفرقة التى بدأت رحلتها من كوريا الجنوبية إلى السوشيال ميديا فى تحقيق هذا الانتشار والنجاح، فيعتمدون كثيرا عليها فى التواصل مع شريحة أكبر من الجمهور من خلال نشر صور وفيديوهات حية وتداول أخبارهم وموادهم الغنائية مما جعلهم الأكثر تداولا، وتمتلك الفرقة أكبر نسبة من التغريدات والمشاركات التى وصلت على موقع تويتر إلى 502 مليون مشاركة، متفوقة على حساب مشاركات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمغنى جاستن بيبر.
«بى.تى.اس» اسم مختصر لمصطلح Beyond the Scene أو «ما وراء المشهد»، تستخدمه الفرقة الكورية لتقديم موسيقى بوب متطورة تجمع بين التراث الكورى والألحان العصرية، وتظهر فى فيديوهاتهم الغنائية ألوان مبهجة ورقصات جاذبة للفئة الشبابية، وتحقق أغانيهم أرقاما قياسية وتتزايد مع الوقت، وحطمت أغنيتهم «Idol» الأرقام العالمية عبر موقع يوتيوب وتصدروا المشاهدات الدولية والمحلية بحسب موقع التايمز الأمريكى حيث تخطت حاجز 200 مليون مشاهدة خلال شهر، وباعت الفرقة الشبابية أربعة ملايين ألبوم منذ بدايتها عام 2013 على مستوى العالم.
لمع نجم فرقة BTS الكورية منذ عام 2013 على المستوى المحلى، بعد نجاح أغنيتهم No More Dream من ألبوم 2COOL 4 SKOOL وساعدتهم المهارات المتميزة لدى أعضاء الفرقة فى رقص الهيب هوب فى الفيديوهات الدعائية على لفت الانتباه والنجاح كما يصف موقع بيل بورد، ثم واصلت الفرقة نجاحاتها المحدودة فى إصدار ألبومات باللغة الكورية واليابانية، والظهور فى جولات غنائية عبر عدد من الدول الأسيوية مع بعض المشاركة المحدودة فى حفلات بالولايات المتحدة حتى عام 2015.
وفى سبتمبر 2017 أطلقت الفرقة الكورية أغنية « DNA» التى تخطت مشاهداتها عبر يوتيوب 500 مليون، وهو الرقم الذى فاق التوقعات وكسر أرقاما مميزة حققها نجوم سابقون مثل جاستين بيبير وسيلينا جوميز، وساهم فى ذلك ظهورهم فى حفل توزيع جوائز بيلبورد الموسيقية التى تعتبر من أكبر الجوائز الأمريكية فى مجال الموسيقى، ومشاركتهم فى بعض البرامج الحوارية الأمريكية فى نفس العام.
وبحلول 2018، لمع نجم الفرقة الشبابية وتصدرت ألبوماتها المبيعات على مستوى دول العالم من اليابان وحتى كندا، وأجرت الفرقة جولة موسيقية فى أمريكا الشمالية، وظهروا فى برامج حوارية ذات مشاهدات عالية فى أمريكا، وحققوا نجاحا كبيرا خلال العام الحالى بإطلاق ألبومين، والخروج فى جولات غنائية وحفلات حول العالم.
وفى ملف التايمز تتحدث الفرقة عن نجاحها الملحوظ، ويؤكدون أن سر تميزهم هو الصبغة الخاصة بأغانيهم وبعدهم عن تقليد الآخرين، فهم يقدمون مادة تعبر عن أفكارهم وقناعاتهم، ويتجهون أخيرا لإصدار ألبومات تحمل مبادئ محفزة للشباب لمساعدتهم على الثقة بأنفسهم وتقبل ذاتهم، والإيمان بقاعدة « حب نفسك أولا» لأنها المفتاح الأهم لمواجهة مشكلات وصعوبات الحياة.
شباب BTS يؤمنون بأن توقيت ظهورهم كان عاملا أساسيا فى تحقيق النجاح، وانتباهم فى وقت مبكر لأهمية مواقع التواصل الاجتماعى ومناصاته الناجحة والمنتشرة مثل تويتر، والاستفادة من التكنولوجيا الأهم من وجهة نظرهم وهى خدمة البث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى برزت خلال 2014، والتى أصبح يعتمد كثير من المشاهير أخيرا، ولكن استغلالهم لهذه المنصات فى وقت مبكر ساهم فى نجاحهم بشكل أسرع وأكبر حسب وصفهم.
نجاح الفرقة أصبح ملموسا فى خطواتهم الأخيرة، ففى عالم الموسيقى والغناء تعتبر الجولات الفنية عبر أوروبا والولايات المتحدة مؤشرا هاما على النجاح، وهو ما تنغمس فيه حاليا بعد أن قدمت عروضا فى 15 ولاية أمريكية وكندا، وكانت أبرز محطة فى هذه الجولة هو حفل الختام الذى أقيم فى حديقة ملعب البيسبول الضخم بمدينة نيويورك واحتشد به 40 ألف متفرج، وتم بيع جميع تذاكر الحفلات الموسيقية عقب صدورها، وانتقال هذا الاهتمام إلى السلطات الأمريكية التى خصصت لهم جناحا فاخرا فى أحد الفنادق العالمية، كما دعيت الفرقة فى سبتمبر الماضى للظهور على مسرح الجمعية العامة للأمم المتحدة فى إحدى فاعليات «اليونسيف» للإعلان عن مبادرة لتمكين الشباب.
أسباب النجاح تختلف من نموذج لآخر، ولكن الأمر الملفت للانتباه أن BTS حافظت على ثقافتها الأصلية، ولم تتلون بالصبغة الغربية، وحتى اليوم تغنى بلغتها الأصلية سواء الكورية أو اليابانية، ويرى الشباب أن اللغة لم تعد حاجزا بين الدول، بل لغت الموسيقى هذه الأمور التقليدية وأصبحت جسرا يربط الفنان مع الجمهور، والروح المختلفة والانسجام بين أعضاء الفرقة خلق حالة من التواصل مع الجماهير خاصة شريحة الشباب وصغار السن، وفى الحفلات يتمكنون من جذب الحضور بالأداء المسرحى المذهل، والاستعراضات الفكاهية والرقص الشبابى وكلمات أغانيهم المتنوعة.
بنود مترابطة - 1