تحل اليوم ذكرى تنصيب الملك "فؤاد الأول" ملك مصر وسيد النوبة وكردفان ودارفور، على حكم مصر في التاسع من أكتوبر 1917، بعد وفاة أخيه السلطان حسين كامل، فتم تنصيب فؤاد يوم 9 أكتوبر 1917 سلطانا على مصر، قبل أن يتغير اللقب فيما بعد إلى ملك مصر والسودان عام 1922، ليحكم مصر بمسمى "سلطان" اثنان فقط من أبناء أسرة محمد علي. وفي التقرير التالي تستعرض «الشروق» تاريخ الحاكم "السلطان" في مصر. مرت على مصر مراحل تاريخية متباينة تغير فيها اسم الحاكم كثيرًا، ولكن بداية الحكم السلطاني في مصر بدأ مع سلطان مصر صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية في عام 1174 وحتى الفتح العثماني لمصر في عام 1517. توالى على حكم مصر في تلك الفترة 8 سلاطين بداية من صلاح الدين الأيوبي وآخرهم الصالح نجم الدين أيوب يليه حتى توران شاه آخر حكام الدولة الأيوبية 1250 . حكم المماليك : كان السلطان الصالح نجم الدين أيوب في عصر الدولة الأيوبية قد توسع منذ عام 1240 في شراء المماليك لتعضيد جيشه بالقاهرة. وكان الأيوبيون يكثرون من شراء المماليك البيض من من بعض دول آسيا وأوروبا والذين منهم تكونت فيما بعد زوال الدولة الأيوبية دولة المماليك البحرية، وسموا بالبحرية ربما لأنهم سكنوا جزيرة الروضة في وسط النيل أو لأنهم أتوا عن طريق البحر. بعد مقتل توران شاه، كان من الطبيعي أن يطمع كل أمير منهم في تبوء عرش السلطنة الشاغر، وأن يرى كل منهم في نفسه الشرعية لتولى السلطنة بعد توران شاه، فاختاروا أرملة السلطان الصالح شجرة الدر لتولى السلطنة في مايو 1250. كما عهد المماليك إلى عز الدين أيبك، وهو أحد الأُمراء الصالحية، بأتابكية العسكر، فكان لها بمثابة الشريك. ومن هنا أسقط المماليك الدولة الأيوبية وحكموا مصر منذ 1250 وحتي 1517. يقسم المؤرخون الدولة المملوكية على مصر إلى دولتين هما: دولة المماليك البحرية وكان أكثرهم من الترك والمغول تضم 28 سلطانًا والذي استمر حكمهم من 1250 وحتى عام 1382، ودولة المماليك البرجية وكانوا من الشركس حكموا مصر من 1382 حتى عام 1517 من خلال 27 سلطان. دام حكم المماليك على مصر حتى بلغت الدولة العثمانية ذروة قوتها وضم السلطان سليم الأول الديار الشامية والمصرية إلى دولته بعد هزيمة المماليك في معركة الريدانية عام 1517. سلاطين الدولة العثمانية هُم مجموعةُ من السلاطين التُرك المُسلمين السُنَّة من آل عُثمان حكموا إمبراطوريَّة مُترامية الأطراف امتدَّت أراضيها على ثلاث قارَّات، وقد جمعوا بين الخِلافة الإسلاميَّة والسلطنة بدايةً من عام 1517م، ودام مُلكُهم من عام 1299م إلى عام 1922م، دامت سُلالة الدولة العثمانية ستة قرون ميلادية، وبلغ عدد سلاطينها 36 سلطانًا. في تلك الفترة، تغير مسمى الحاكم في مصر في تلك الأيام، باعتبارها إقليما ضمن الدولة/السلطنة العثمانية إلى عدة مسميات بينها البكلربك هو لقب عثماني، ويعني «بك البكوات» أو «سيد السادة»، ونائب الملك، والحاكم، والحاكم العام، أو بشكل أعم يمكن إطلاق «الوالي» على حاكم مصر في تلك الفترة. في العام 1914 أعلنت الحماية البريطانية على مصر، بعد عزل الانجليز الخديوي عباس حلمي الثاني، نصب عمه حسين كامل، سلطانا على مصر ليصبح اسم الدولة المصرية في ذلك الوقت هو "السلطنة المصرية"، ليحكم مصر بهذا المسمى في العصر الحديث، حاكمان فقط، السلطان حسين كامل، والسلطان فؤاد الأول. السلطان حسين كامل هو حسين كامل ابن الخديوي إسماعيل، نصب سلطانًا على مصر في الفترة من من 19 ديسمبر 1914 وحتى 9 أكتوبر 1917، وذلك خلال الاحتلال البريطاني، بعدما عزل الإنجليز ابن أخيه الخديوي عباس حلمي الثاني وأعلنوا مصر حامية بريطانية في عام 1914 وذلك في بداية الحرب العالمية الأولى. وقبل توليه السلطة في مصر سبق له أن تولى نظارة الأشغال العمومية، فأنشأ سكة حديد القاهرة - حلوان، ثم نظارة المالية فرئاسة مجلس شورى القوانين. الملك "فؤاد الأول" بعد توفى السلطان حسين كامل وبحسب نظام وراثة العرش كان المفترض أن الأمير كمال الدين حسين الابن الأكبر يتنصب سلطان على حكم مصر، لكن حدثت سابقة هي الأولى وربما الأخيرة من نوعها في مصر، إذ رفض الأمير كمال الدين حسين أن يخلف أباه في حكم مصر، وأن يعتلى العرش خلفا له، فتم تنصيب عمه فؤاد يوم 9 أكتوبر. ولد الملك فؤاد الأول فى قصر والده الخديوى إسماعيل باشا فى القاهرة فى 26 مارس سنة 1868 ، و كان فؤاد الأول أصغر أولاد الخديوى اسماعيل ووالدته هي الأميرة فريال هانم الزوجة الثالثة للخديوى، وهو تاسع حاكم من أسرة محمد على. التحق الملك فؤاد بالمدرسة الخاصة التى أنشأها والدة فى قصر عابدين، ثم ذهب إلى سويسرا ليكمل دراستة ، وأثناء تواجدة فى سويسرا تم نفى والده إلى إيطاليا ، فإتجه إلية فؤاد واستكمل دراستة بالمدرسة في مدينة تورينو الإيطالية الملكية و إنضم للجيش الإيطالى لمدة سنتين، ثم عينه السلطان العثمانى عبد الحميد ياورًا ملكياً فى البلاط السلطانى فى إسطنبول، ثم إستدعاه الخديوى عباس الثانى إلى مصر، ثم عاد إلى مصر سنة 1890، وتولى منصب كبير الياورن في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وتدرج في المنصب حتى أصبح ياورًا للخديوي واستمر في هذا المنصب ثلاث سنوات متتالية، وتولى حكم مصر حتى وفاته 28 أبريل 1936 في قصر القبة ودفن في مسجد الرفاعي و،قد خلفه على العرش ابنه الملك فاروق. عاش الملك فؤاد الأول حياة هادئة ولا تشكل فترة حكمة إلا القليل من الأحداث المؤثرة وتعتبر ثورة 1919 م هى أهم حدث منذ فترة توليه حكم مصر من 1917 إلى 1922، وتم تلقيبة بسلطان مصر، ثم تغير اللقب بعد ذلك إلى "فؤاد الأول ملك مصر ، وذلك منذ إعلان استقلال مصر في 15 مارس 1922 بعد تصريح 28 فبراير 1922 برفع الحماية عن مصر.