كانت بداية ظهور دولة المماليك عندما مات فجأة آخر سلاطين الأيوبيين الصالح نجم الدين أيوب قبيل سنة648 ه1250 م, فتكتمت زوجه شجرة الدر علي الخبر, لأن بلاد مصر كانت في حرب مع ملك فرنسا لويس التاسع, ثم استدعت الزوجة الملكة ابن زوجها توران شاه لينقذ البلاد من الصليبيين, فلما انتصر عليهم حاول أن يستأثر بالسلطة فقتلته شجرة الدر, ثم نصبت نفسها بمساعدة المماليك ملكة علي مصر, وكانت ذا عقل وحزم, كاتبة وقارئة ولها معرفة تامة بأحوال المملكة, واختار المماليك كبيرهم عز الدين أيبك ليقوم بمساعدة الملكة في إدارة شئون البلاد, وتطور الأمر فتزوجت الملكة بعز الدين, وتنازلت له عن السلطة تفاديا لأي حرج شرعي في ولاية النساء, وبخاصة عندما تكلم العلماء والناس في هذا الوضع. وعندما استأثر عز الدين أيبك بالسلطة لسبع سنوات أحست فيها شجرة الدر بالإقصاء دبرت مؤامرة وفتلته, خاصة مع غضبها من زواج عز الدين بامرأة أخري شابة, ولكن سرعان ما قتلها المماليك ثأرا لكبيرهم عز الدين أيبك سنة655 ه1257 م. ثم جاءت الدولة العثمانية وضمت مصر إليها في عهد السلطان سليم الأول العثماني سنة923 ه1517 م. ثم كانت الحملة الفرنسية سنة1213 ه1798 م والتي بقيت عدة سنوات حتي خروجها سنة1216 ه1801 م بناء علي اتفاقية العريش, وأصدر الخليفة العثماني مرسوما بتعيين محمد علي باشا واليا علي مصر سنة1222 ه1807 م, وتستمر الولاية في أولاده من بعده. وكان رئيسا للجند الألبان الذين اشتركوا في الحملة العثمانية لإخراج الفرنسيين. ولم يستطع محمد علي أن يتخلص من نفوذ المماليك إلا بما أعده من مذبحتهم الشهيرة بالقلعة, وتمكن قليل منهم من الهرب إلي أرض النوبة. وفي عام1299 ه1882 م قامت بريطانيا بزعم حماية مصالحها الحيوية باحتلال مصر في عهد الخديوي توفيق, وأبقت بريطانيا مصر تحت سيطرة العثمانيين, وفي الوقت نفسه عينت مندوبا لها بصلاحيات كبيرة. وبعد ثورة1919 م التي أدي فيها سعد زغلول دورا بارزا منحت مصر سنة1922 م استقلالا مقيدا من بريطانيا نصب بعده فؤاد الأول ملكا علي مصر الذي مات سنة1936 م ليخلفه ابنه فاروق وهو الذي أطاحت به ثورة1952 م التي أسقطت النظام الملكي وأعلنت النظام الجمهوري حتي الآن, والذي تولي رئاسته اللواء محمد نجيب حتي1954 م إثر تنحيته من مجلس قيادة الثورة وتنصيب البكباشي جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية حتي وفاته سنة1971 م, فتولي نائبه البكباشي محمد أنور السادات الرئاسة حتي مقتله سنة1981 م, فتولي نائبه الفريق محمد حسني مبارك الرئاسة حتي تخليه عن منصبه يوم2011 م إثر الثورة الشعبية التي بدأت يوم25 يناير2011 م. أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر