الجمهور يشيد بالفيلم ودعوة لعرض الأفلام السورية بمصر زيدان: سوريا رمت عباءة الحزن وتستعد لاستقبال الشمس من جديد.. وسعيد بردود الأفعال نادين خورى: شعرت بامكانياتى الضعيفة وأنا أعمل مع مخرج يتفوق على.. وبكيت مع الناس فى قاعة العرض اصطحب الفنان والمخرج السورى أيمن زيدان جمهور مهرجان «الاسكندرية السينمائى» فى رحلة سينمائية مختلفة استمرت قرابة 113 دقيقة، من خلال فيلمه «أمينة» باكورة اعماله السينمائية، والذى يشارك من خلاله فى مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة ال 34 للمهرجان، حيث يستعرض «زيدان» قصة حياة امينة المرأة القوية، التى تخفى دموعها عن الجميع، وتظهر بقدرة هائلة للتغلب على كل المشكلات والأهوال التى تتعرض لها أسرتها. أمينة تفقد زوجها فى بداية الفيلم، فتتحمل بمفردها ومعها ابنتها اعباء مرض ابنها الوحيد، الذى أصيب فى الحرب الغاشمة التى تخوضها سوريا ضد الأرهاب بطلقة نارية جعلته طريح الفراش، فقد كل احساسه بجسمه، ولم يعد لديه القدرة على تحريك أى شىء سوى عينيه، وسيلته الوحيدة فى التواصل مع اهله. وعلى الرغم من أنه فى نظر الجميع بطل كبير، خاصة انه تطوع فى الجيش لمساندة بلده فى حربها، فإن هذا لم يمنع زوجته ان تطلب الرحيل وتصطحب معها ابنهما الوحيد، لأنها لم تعد تتحمل أعباء مرضه، ولم يمنع جارهما الثرى ان يبتز الاسرة بالديون المتراكمة، وتقف الأم صامدة فى وجه كل هؤلاء تواصل الليل بالنهار حتى تسد الديون، وتزوج ابنتها ممن يستحق، وحينما بلغت الاحداث ذروتها ومات ابنها الوحيد بعد ان شاهد بعينيه محاولة الجار الثرى الاعتداء على شقيقته وهو عاجز لا يستطيع فعل شىء، انتهى الفيلم و«امينة» تعاود حرث الأرض المحروقة من جديد. استعرض الفيلم الوجه الآخر من الحرب بلا طلقة رصاص واحدة، أو نقطة دماء، قدم صورة أمتعت الحضور وموسيقى مصاحبة اثارت شجن الناس وتفاعلهم مع الاحداث. وفور انتهاء العرض، استقبل الحضور اسرة الفيلم بحفاوة واستمر تصفيق الناس لمخرج وبطلة العمل نادين خورى عدة دقائق، وحرص الوفد السورى بأكمله حضور العرض الأول لهذا الفيلم، وشاركوا المخرج أيمن زيدان فرحته بالعمل، وتساءل كثيرون عن سبب عدم عرض الافلام السورية عرضا تجاريا داخل مصر، حتى يشاهد الجمهور تلك النوعية من الافلام. وقال المخرج والفنان ايمن زيدان عن تجربته الاولى فى السينما: حينما شرعت فى كتابة هذه الفكرة تعمدت ان ابتعد تماما عن متابعة السينما، فلم أشاهد أى فيلما طوال فترة تحضيرى للعمل وحتى انتهائى منه، وذلك حتى لا أتأثر باحد، واكون مع نفسى تماما. وأضاف: طوال الرحلة الموجعة التى نعيشها فى سوريا منذ قرابة 7 أعوام، ومررنا بتجارب قاسية ودموية ومحطمة معنويا وماديا، كانت الام السورية هى أيقونة هذه الرحلة، وكانت نموذجا يحتذى به، ومن هنا جاءت فكرة «امينة»، وسعدت كثيرا ان كل التفاصيل التى احتواها العمل وصلت للناس بشكل رائع، وسعيد بتجربة التعاون مع نادين خان فنحن قدمنا نموذج أشبه بالتوامة بينى وبينها، وأود ان أقدم تحية لكل فريق العمل الذين شاركونى العمل منذ بداية المشوار. وكشف أيمن زيدان انه اثناء مشاهدته الفيلم مع الجمهور كان يشعر بحالة ارتباك شديدة، خاصة أن هذه هى المرة الأولى التى يشاهده فيها مع الجمهور ويرصد ردود أفعالهم. سألته عن مشهد غضب «أمينة» من هجرة السوريين لسوريا أثناء الحرب، وعن رأيه الخاص فى الملاجىء الكثيرة فى جميع انحاء العالم التى امتلأت بالسوريين قال: بعد 7 أعوام اعتقد ان الصورة اتضحت للجميع، ولم يعد هناك مجالا لهذه النوعية من الاسئلة، فالكل يعلم الان ما هى الحقيقة، فسوريا للسوريين، وفى هذا الفيلم لم اكن اريد ان أتحدث عن السياسة. وعن سبب وفاة الأبن فى نهاية الفيلم على الرغم من توقعات البعض انه سيشفى ويقوم من فراشه يساند أمه فى اشارة إلى ان سوريا ستعود من جديد قوية قال: لقد تعمدت ان يموت الابن فى نهاية الاحداث، خاصة ان موته فيه رجوله، فلم يستطع تحمل فكرة ان يحاول أحد الاعتداء على شقيقته وهو لا حول له ولا قوة، كما اردت ان يكون الشو الاخير حينما نشاهد الأم وسط الرماد وهى تحاول ازاحته لتدخل دائرة جديدة من الحياة فى ظل اصرار كبير منها ان تعبر الالم وتعيش من جديد. ومن ناحيتها اعلنت الممثلة نادين خورى عن اكتشافها لمخرج سينمائى جديد وقالت: كثيرون قد يفكرون قبل ان يخوضوا تجربة سينمائية مع مخرج أول مرة يعمل بالسينما، لكن مع ايمن زيدان وافقت على الفور، فكانت لدى ثقة كبيرة فيه، استطاع ان يثبت منذ اللحظة الأولى كيف انه مخرج يمتلك أدواته الساحرة واختزال شديد للأحداث بشكل رائع وراقى، ولديه رؤية وفكر تجعلنى اطلب منه التفرغ السنوات القادمة للإخراج السينمائى. وقالت: عيب على كممثلة ان اعلن عن تأثرى بالعمل وبكائى، فهذا الامر حق للمشاهد وليس المشارك فيه، لكن اعلن تأثرى وانا اشاهد الفيلم مع الجمهور لأول مرة وبكيت تأثرا فى أكثر من مشهد، وشعرت بامكانياتى الضعيفه فى هذا الفيلم وانا اتعاون مع مخرج يتفوق على فى كل شىء، وسعيدة بدور امينة التى تعد انعكاسا للحرب وتداعياتها.