اتفقت السودان ودولة جنوب السودان، أمس الجمعة، على تطوير التعاون العسكرى والعمل لإقرار منطقة عازلة بين البلدين، وفتح المعابر والحدود قبل نهاية العام الجارى. جاء ذلك في ختام مباحثات عسكرية بين البلدين انطلقت الأحد الماضي، بالعاصمة السودانية الخرطوم. ووقع رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق أول كمال عبد المعروف الماحى، ونظيره من جنوب السودان الفريق أول قبريال جوك ريك، على محضر المباحثات، تمهيدا لتطويره إلى مذكرة تفاهم للتعاون في المجال العسكري، وفقا لوكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا". وقال رئيس الأركان السودانى إن المباحثات جاءت في ظروف ملائمة تتيح الإنطلاق بعلاقات التعاون العسكري بين البلدين إلي الإمام و التوصل إلي تفاهمات مشتركة تمهد الطريق لإحداث إختراق كبير في عدد من القضايا العالقة. وأشار عبدالمعروف إلي تكامل الأدوار والعمل المشترك والتوافق عبر الآليات المقترحة لإقرار المنطقة العازلة والخط الصفري وفتح المعابر والحدود قبل نهاية العام. واعتبر أن "أمن السودان من أمن دولة جنوب السودان" والعكس صحيح. كما أشار إلى أنه "وفقاً لهذه الرؤية، تتكامل الأدوار لتبادل المصالح بما يخدم الأمن والاستقرار بالبلدين". من جانبه، أكد رئيس أركان جنوب السودان "الالتزام الكامل بما تم التوصل إليه"، معتبرا أن في ذلك "دفعة قوية في مسار العلاقات الثنائية بشقيها السياسي والعسكري". والثلاثاء الماضى، اتفقت الخرطوموجوبا على التعاون في مجالات التدريب العسكري المشترك. كما اتفقتا على إنفاذ جميع الملفات العالقة بين البلدين، قبل نهاية العام الجاري، لتمهيد الطريق لتطبيق اتفاقيات التعاون بين الجانبين. كانت جنوب السودان قد انفصلت عن السودان رسميا، في يوليو 2011، بموجب استفتاء شعبي، واستأثرت جوبا بثلاثة أرباع الآبار النفطية. وفي فبراير 2017، وقع البلدان على إعادة تفعيل الاتفاق الخاص بالترتيبات الأمنية، والمتعلق بإنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بين البلدين. ويتنازع البلدان على عدد من المناطق الحدودية، أهمها منطقة "أبيي" الغنية بالنفط، دون التوصل لاتفاق بشأن تبعيتها لأي منهما.