تعد نمذجة معلومات البناء BIM من أحدث النظم التكنولوجية فى تنفيذ مشروعات البناء فى جميع مراحله، والتى اتسع مفهومها خلال الفترة الأخيرة فى مجال البناء. حول تلك التكنولوجيا؛ عقدت ورشة عمل بعنوان «أهمية نمذجة معلومات البناء فى تنفيذ المشروعات»، على هامش اليوم الثانى لمؤتمر The Big 5 Construct Egypt الذى تم تنظيمه بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، ويضم العديد من شركات البناء الكبرى فى مصر والعالم. وخلال الورشة تحدث المهندس صلاح عمر عمران، مدير نمذجة معلومات البناء بشركة تيرنر الدولية وجامعة الكويت، عن معنى النمذجة، موضحا أنها عبارة عن تطبيق المشروع بالكامل كنموذج افتراضى عبر برامج الكمبيوتر، بالإضافة إلى تقسيم مراحل العمل ومهامه، وحساب التكلفة لكل مرحلة والتكلفة الكلية، قبل البدء فى تنفيذ المشروع على أرض الواقع. وقال إن أهم مشاكل البناء ترتبط بعدم تواصل جميع أفراد فريق العمل المشاركة فى المشروع، حيث تصبح مكونات المشروع كجزر منعزلة مما يؤدى إلى التركيز على أهداف منفصلة، وهو ما يؤدى إلى ظهور المشكلات وزيادة التكاليف، مؤكدا أهمية التواصل الأسبوعى بين فريق عمل المشروع الواحد، خاصة مع تطبيق نظام BIM. وأضاف أن صناعة البناء والتشييد فى مصر لم تشهد أى تطوير يذكر «من أيام الفراعنة تقريبا»، لافتا إلى أن مشروعات البناء حول العالم تنفق نحو 100 مليار جنيه إسترلينى سنويا. وأكد «عمران» أن إحدى المشكلات الرئيسية فى مشروعات البناء هى «الفاقد»، والتى تصل فى الولاياتالمتحدة إلى 30%، ومن المرجح أن تكون أكبر بطبيعة الحال فى الشرق الأوسط عن هذه النسبة الكبيرة. وقال خبير نمذجة معلومات البناء إن من الصعب على الشركات تغيير العادات القديمة فى البناء، ولكن تكنولوجيا BIM أصبحت مطلوبة أكثر فى مصر، نظرا للعديد من المشكلات فى هذا القطاع، مشددا على أنه يتوجب أن نعتمد على البناء الإلكترونى للمشروعات المختلفة قبل البناء والتنفيذ على أرض الواقع، وهو ما تطبقه كبرى الشركات فى مختلف المجالات وليس البناء والتشييد فقط. وأكد أن استخدام نظام BIM من شأنه أن يساعد على توفير المعلومات الكاملة لكل مراحل المشروع والتصميمات، كما يساعد على تعاون فريق العمل بشكل أفضل، مؤكدا أنها مرحلة متطورة عن التصميمات ثلاثية الأبعاد للمشروعات لأنها توفر معلومات كاملة عن المشروع مما يساعد على القضاء على أو التقليل من مشاكل مشروعات البناء فيما بعد، ويفضل أن تطبق فى بدايات المشروعات لأنها تأثيرها يكون أكبر. وعن تطبيق نظام الBIM فى الشرق الأوسط؛ أوضح «عمران» أنها طبقت فى عدد من المشروعات فى دبى وفى وزارات الصحة والأشغال ومدينة صباح السالم الجامعية فى الكويت، والنطاق يتسع فى المنطقة، مضيفا أن بعض المقاولين باتوا يطلبون المشروعات التى سينفذونها أن تكون بأسلوب BIM.