جامعة أسوان تنظم ورشة عمل لمناهضة العنف ضد المرأة    «التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن المقبولين وموعد امتحانات وظيفة معلم مساعد مادة العلوم    رئيس البرلمان منتقدًا غياب "نواب": أقول أسماء الغائبين بصوت عال لأهمية الجلسة وليس لإحراجهم    محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يفتتحان المعهد الفني للتمريض الجديد بمنشأة سلطان    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    تنسيق الجامعات.. 6 أقسام متاحة لطلاب الثانوية ب حاسبات حلوان    محافظ الجيزة يشهد فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر أخبار اليوم العقاري | صور    وكيل صحة القليوبية يناقش آلية تنفيذ حملة طرق الأبواب بالتعاون مع التضامن الاجتماعي    سيناريوهات نهاية النزاع بين إسرائيل وإيران.. والثالث «مُرجح»    زيلينسكي يزور فيينا للمرة الأولى منذ بداية الحرب الروسية - الأوكرانية    سفير إيران لدى الكويت: لسنا بصدد توسيع الحرب ولن نتوانى في الدفاع عن سيادة بلادنا بحزم    الزمالك يكشف حقيقة عروض احتراف ناصر منسي وموقف النادي من رحيله    صور | انتشال جثة طالبة انهار علبها منزل مكوّن من 3 طوابق في قنا    المشدد 6 سنوات لصاحب محل بتهمة الإتجار في المواد المخدرة بالدقى    ميكروباص ينهي حياة ممرضة وطفلة بطرق الشرقية    «استئناف المنيا» تؤيد عقوبة الإعدام شنقًا ل قاتل عروس بني مزار    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    قصور الثقافة تطلق أسبوعا ثقافيا لتمكين المرأة بالمنيا    افتتاح استوديو نجيب محفوظ بمبنى الإذاعة والتليفزيون بحضور كريمة الأديب العالمي    «وحشتنا القاهرة».. إلهام شاهين تعلن عودتها من العراق    «حسبي الله في اللي بيقول أخبار مش صح».. لطيفة تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاة شقيقها    ما هي علامة قبول الطاعة؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    «الصحة»: «التأمين الصحي» أصدرت 19.9 مليون قرار علاج مميكن خلال العام المالي 2024/2025    محافظ المنوفية يدشن قافلة طبية متكاملة بمنشأة سلطان ضمن احتفالات العيد القومي    افتتاح مستشفى رمد المنيا بعد تطويره بأحدث الأجهزة    وزير الزراعة يفتتح ورشة العمل الأولى لتنفيذ استراتيجية إعلان كمبالا للبحث والتطوير الزراعي في أفريقيا    المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: قطع الاحتلال للاتصالات والإنترنت جريمة مدروسة ومقصودة لعزل القطاع    الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجمات إسرائيلية قرب منشآت حساسة    رئيس مجلس النواب يعلن قواعد مناقشة الموازنة العامة    محافظ سوهاج يدعو المواطنين للإبلاغ عن وقائع الغش في امتحانات الثانوية العامة بالأدلة    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    الصحة: لا نعاني من أزمة في أعداد الأطباء.. وبدء تحسين أوضاع الكوادر الطبية منذ 2014    طارق شكري في مؤتمر «أخبار اليوم العقاري»: نحتاج جهازًا حكوميًا لتصدير العقار    أسعار النفط تقفز وسط تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات    معلق مباراة الأهلي: الحماس سبب تريند «تعبتني يا حسين».. والأحمر كان الأفضل (خاص)    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    الدخول ب5 جنيهات.. 65 شاطئا بالإسكندرية في خدمة المصطافين    إيران تنفذ حكم الإعدام فى مدان بالتجسس لصالح إسرائيل    إعلام إسرائيلى: تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    حالة الطقس اليوم في الكويت    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 16-6-2025.. هبوط كبير تجاوز 900 جنيه    رئيس جهاز حماية المستهلك يلتقي وزير الطيران المدني لبحث سُبل التعاون بين الجانبين    مدرب بالميراس يتوعد الأهلي قبل مواجهته في مونديال الأندية    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    عمرو أديب: كنت أتمنى فوز الأهلي في افتتاح كأس العالم للأندية    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    إيران تعلن اعتقال عنصرين تابعين للموساد الإسرائيلى جنوب طهران    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الهجرة واليمين المتطرف والعنصرية.. ديمقراطية أوروبا فى خطر
نشر في الشروق الجديد يوم 07 - 09 - 2018

بات خروج العبارات المعادية للأجانب والكارهة للاجئين من أفواه السياسيين المنتمين لليمين المتطرف أو القريبين من أفكاره فى أوروبا اعتياديا وسهلا للغاية.
قبل يومين، عبر وزير الداخلية الألمانى هورست زيهوفر عن تفهمه «لمشاعر المواطنين» الرافضين لهجرة الأجانب والمطالبين بالحد من أعداد اللاجئين والذين خرجوا خلال الأسابيع الماضية إلى شوارع وميادين بعض مدن شرق ألمانيا (كمدينة كيمنتس) فى احتجاجات عنيفة. بجملة مقتضبة، أدان الوزير المنتمى للحزب المسيحى الاجتماعى (الشقيق الأصغر للحزب المسيحى الديمقراطى الذى تترأس باسمه المستشارة أنجيلا ميركل الحكومة الائتلافية فى ألمانيا) عنف المحتجين، وأعقب ذلك بتوصيف حاد لقضية الهجرة «كأم القضايا السياسية» المطروحة راهنا على المجتمع الألمانى والتى يتعين مواجهتها للحفاظ على السلم الاجتماعى.
حصد وزير الداخلية سيلا من الانتقادات بسبب إدانته للعنف اللفظى والمادى ضد الأجانب الذى تورط به محتجو اليمين المتطرف بجملة مقتضبة، وبسبب اعتباره لقضية الهجرة وحدها كالقضية السياسية الأهم دون تقدير لأهمية قضايا أخرى كتحديات المعدلات المرتفعة للبطالة والفقر والنزوح الداخلى (من الشرق إلى الغرب) فى المناطق الشرقية وكذلك الصعود الخطير لليمين المتطرف الذى يهدد السلم الاجتماعى بشعاراته العنصرية وينشر ثقافة الكراهية والعداء لغير البيض فى مجتمع ألمانى متنوع. لم تأتِ الانتقادات الموجهة للوزير فقط من أحزاب المعارضة كحزب الخضر وحزب اليسار وحزب الديمقراطيين الأحرار ولم تقتصر على برلمانيى وسياسيى الحزب الاشتراكى الديمقراطى الذى يشارك فى الحكومة الائتلافية، بل توالت التصريحات الرافضة للاستخفاف بعنف اليمين المتطرف ولاختزال قضايا ألمانيا فى الهجرة واللجوء من قبل الوزراء والمسئولين الحكوميين المنتمين للحزب المسيحى الديمقراطى وفى مقدمهم المستشارة ميركل.
غير أن سيل الانتقادات الموجهة لزيهوفر لا يغير أبدا من حقيقة تحول إطلاق العبارات المعادية للأجانب والكارهة للاجئين إلى ظاهرة سياسية وإعلامية مقبولة فى بلد يفرض تاريخه فى النصف الأول من القرن العشرين الحذر الشديد من مجرد حضور مشاعر العداء والكراهية للأجانب فى الفضاء العام، فى بلد يفرض تاريخه فى النصف الأول من القرن العشرين التوجس من صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة والحركات العنصرية ومواجهتها الحاسمة بدحض أفكارها وشعاراتها المتهافتة والامتناع التام عن الاقتراب من اختزالها للأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى ظواهر سلبية يدفع بمسئوليتها إن باتجاه الآخر الدينى كما فى الماضى (اليهود الألمان فى النصف الأول من القرن العشرين) أو الآخر العرقى والدينى كما فى الوقت الراهن (الأجانب غير الأوروبيين واللاجئين القادمين من العالم العربى والإسلامى).
***
لا يمثل إطلاق العبارات المعادية للأجانب والكارهة للاجئين المسار الوحيد للتناول السياسى والإعلامى لقضية الهجرة، ويجافى الصواب أيضا تصور أن الصمت على الصعوبات التى تطرحها الأعداد المتزايدة للمهاجرين واللاجئين على المجتمع والسياسة فى ألمانيا سيجعلها تتراجع تدريجيا. بل المطلوب هو من جهة المعالجة الموضوعية للهجرة التى تضغط منذ 2015 بمئات آلاف القادمين الجدد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وأمنيا على المناطق والمدن الألمانية، ومن جهة أخرى طرح رؤى وحلول سياسية واقعية لاندماج الأجانب واللاجئين ولأزمات البطالة والفقر والنزوح الداخلى فى شرق ألمانيا وللتوزيع المتوازن لأعباء الهجرة واللجوء إلى أوروبا بين دول الاتحاد الأوروبى الكثيرة (لا توازن حاليا بين اليونان وألمانيا وإيطاليا والنمسا التى تستقبل مئات الآلاف من المهاجرين سنويا وبين دول كالمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا التى تغلق أبوابها فى وجه غير الأوروبيين وغير البيض).
ومن بين شروط المعالجة الموضوعية وطرح رؤى وحلول واقعية لقضية الهجرة يظل الامتناع عن الاستخفاف بالعبارات المعادية للأجانب والكارهة للاجئين ورفض العنف من قبل اليمين المتطرف والعنصريين شرطا أساسيا. ويستطيع المسئولون الحكوميون والبرلمانيون والسياسيون الألمان النظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية التى رتب بها خليط من القبول الصامت والتجاهل المتعمد لصعود العداء والكراهية للأجانب فى الفضاء العام (من بين عوامل أخرى) وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أو الالتفات إلى الأغلبية الثابتة لأحزاب وحركات اليمين المحافظ والراديكالى فى بلدان شرق ووسط أوروبا التى تعتاش على إغلاق الأبواب فى وجه الأجانب.
***
على نخبة الحكم الألمانية، وهى نخبة منتخبة وديمقراطية النزعة، التفكير فى الخطر الداهم الذى تحمله عبارات وزير الداخلية زيهوفر حين يحتفى بها اليمين المتطرف والحركات العنصرية وحين يتخوف العقلاء فى السياسة والإعلام من تداعياتها السلبية التى قد تحفز على المزيد من العنف تجاه الأجانب والمزيد من اختزال أزمات ألمانيا إلى الهجرة كأم متوهمة لكل الأزمات والقضايا.
فالحفاظ على الديمقراطية، نظاما عاما وثقافة، يستدعى الدفاع المستمر عن قيم المساواة والتسامح والسلمية وحق الأجانب واللاجئين فى الاندماج ويستدعى أيضا الرفض القاطع للأفكار والشعارات التى تنشر الكراهية وتهدد السلم الاجتماعى. قولا واحدا، لن تنجح أبدا مواجهة لليمين المتطرف والعنصرى تستند إلى تبنى عباراته من قبل مسئولين وسياسيين ينتمون إلى أحزاب ديمقراطية ويتوهمون قدرتهم على الحد من غلواء العداء والكراهية للأجانب وللاجئين بسحب البساط من تحت أقدام المتطرفين والعنصريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.