أكثر من نصف مليار شخص، منهم 7 ملايين مصرى، يحملون هذا اللقب: مواطن كبير. واليوم يحتفل العالم بكل من تخطوا سن المعاش، وأصبحوا فى قائمة «الكبار»، بمناسبة اليوم العالمى للمسنين. وتتوقع منظمات الأممالمتحدة أن يتضاعف عدد المسنين فى العالم بحلول 2050، ليصل إلى مليار و53 مليون نسمة، بعد ارتفاع متوسط الأعمار من 55 عاما فى منتصف القرن الماضى، إلى أكثر من 65 عاما فى الوقت الراهن. تمتلك مصر 145 دارا لرعاية المسنين، نصفها فى مدينة القاهرة وحدها، تستضيف 4 آلاف مسن، وهو عدد يراه أحمد أمين مدير إدارة رعاية المسنين بوزارة التضامن الاجتماعى، كبيرا. «السبب فى ذلك هو أسلوب الحياة العصرى والسريع، الذى يقلل من الدعم العاطفى والاجتماعى والأسرى بين الصغير والكبير». يضيف أمين أن مدينة أسوان لا يوجد بها غير دار واحدة بها 3 نزلاء فقط، لأن أهل الصعيد يعتبرون «المسن دا كبير العيلة، وعيب يسيب بيته». ويرى أمين أن عدم وجود دور رعاية فى محافظات البحر الأحمر وجنوب وشمال سيناء، وسوهاج والوادى الجديد والشرقية ومطروح، يعد دليلا قويا على تفاوت نظرة المصريين لوجود كبير العائلة فى دار لرعاية المسنين. أكبر مشكلة للمسنين هى دائما وجود وقت فراغ طويل، والحل الذى ينصح به أحمد أمين ليس دور المسنين، بل نوادى المسنين المنتشرة عبر 190 ناديا فى ربوع مصر. «هذه النوادى تساعد كبار السن على قضاء أوقات فراغهم فى الأنشطة البدنية والثقافية والرحلات والمصايف ورحلات الحج والعمرة، وتشترط أن تبدأ أعمار المسنين الرجال من الستين، والسيدات من 55 عاما، باستثناء عامين فى حالات المعاش المبكر». ويبدأ الاشتراك الشهرى فى هذه الأندية من جنيهين إلى 5 جنيهات فى الشهر حسب المحافظة، وهناك 40 ألف رجل وسيدة فى ربيع العمر يشتركون بهذه النوادى، ومنها نادى الزهور بمدينة نصر، والأمل فرع الجيزة، ونادى الإخلاص فى روض الفرج، أما فى الإسكندرية فهناك نادى الوفاء بمحرم بك، والسعادة بمنطقة رشدى، والمركز الثقافى بسيدى بشر. وتحاول وزارة التضامن الاجتماعى خلال الفترة المقبلة مد الخدمات التى تخص المسنين خاصة الاجتماعية إلى القرى، على حد قول أمين، لأن مسن القرية «حاسس إن الدولة مش بتقدم له خدمات»، على عكس مسن العاصمة، الذى يجد أكثر من مكان يقضى به وقت فراغه، من النوادى الاجتماعية إلى مراكز العلاج الطبيعى والمقاهى. وينصح د. هانى عادل، خبير التغذية، المسنين بالتقليل من اللحوم الحمراء والدهون، والتوازن فى استخدام السكر والملح مع الحرص على تناول الفاكهة الطازجة. ويرى أن المسن يستطيع الحفاظ على صحته بالابتعاد عن السهر والنوم ساعات كافية، ويتعجب من استمرار البعض من كبار السن فى إدمان السجائر والشيشة «الشيخوخة ضد التدخين والكحوليات». ويحذر د. هانى من استخدام الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب «حتى لو دواء كحة» لأن صحة المسن تحتاج التدقيق فى كل كبيرة وصغيرة، وينبه على ضرورة عمل فحص دورى على الجسم كاملا، مع الالتزام بممارسة بعض التمرينات الرياضية بانتظام خاصة رياضة المشى لتجنب زيادة الوزن.