شبه وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، أمس الأثنين، المسلمات اللواتي يرتدين النقاب ب"لصوص البنوك" و"صناديق البريد"، ما دفع سياسيون بريطانيون لاتهامه بالعنصرية وبث الكراهية ضد المسلمين. وكتب جونسون في مقال نشرته صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، إن "النساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع (النقاب) يشبهن صناديق البريد، ولصوص البنوك". كما انتقد جونسون في المقال ذاته قرار الدنمارك حظر النقاب، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن تغطية وجوه النساء "قمعي ومريب"، على حد قوله. إلا أنه رأى أن الحظر يتناقض مع الروح الدنماركية المنفتحة والتي تتسم بالحرية. وعلى إثر المقال، تعرض جونسون، لانتقادات لاذعة، حيث اتهمه ديفيد لاميه النائب عن حزب العمال، بإذكاء نار الإسلاموفوبيا وبثّ الكراهية ضدّ المسلمين في بريطانيا. وكتب لاميه على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "النساء المسلمات يتعرضن لخلع النقاب بالقوة من قبل البلطجية في شوارعنا، وتعليق جونسون يهدف للسخرية منهن، وهو يحاول أن يشعل بتصريحاته نيران الإسلاموفوبيا لتحقيق طموحاته الانتخابية الواهية". أما وزيرة شؤون المساواة في حكومة الظل البريطانية ناز شاه، فقد قالت: "إهانات جونسون العنصرية الأخيرة لا يمكن أن يتم التغاضي عنها كما تم الاعتياد على ذلك". وتابعت: قوله إن النساء المسلمات يشبهن صناديق البريد، ووصفه الإسلام بأنه مشكلة، هجوم متعمد تم نشره في صحيفة وطنية، ويجب على تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية، أن تدين هذا التعدي الصارخ ويجب على جونسون الاعتذار. يشار إلى أن حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا واجه انتقادات في الآونة الأخيرة على خلفية تورط عدد متزايد من مسؤوليه في وقائع متعلقة بظاهرة الإسلاموفوبيا. وفي يونيو الماضي، دعا المجلس الإسلامي البريطاني، أكبر منظمة مدنية للمسلمين في بريطانيا، حزب المحافظين إلى التحقيق في حوادث الإسلاموفوبيا ضمن أوساط الحزب. مشيرًا إلى أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في مثل تلك الحوادث. ويقدر عدد المسلمين في بريطانيا بنحو 4.1 ملايين مسلم، أو ما نسبته 6.3% من مجموع السكان البالغ عددهم نحو 66 مليونا.