في فيلم وثائقي جديد خاص بالقناة الرابعة البريطانية يدعى "My Week as a Muslim"، أي "أسبوعي كمسلم"، شاركت الممثلة "كاتي فريمان" بدور سيدة باكستانية مسلمة تعيش في مدينة "مانشستر" البريطانية. ارتدت "كاتي" البالغة من العمر 44 عامًا، حجابًا وملابس فضفاضة، ووضعت مستحضرات تجميل لإضافة السمرة إلى بشرتها البيضاء الفاتحة، كما وضعت أنفًا وهمية أكبر في الحجم، لتتظاهر بأنها مسلمة، وهو ما اعتقده المواطنون البريطانيون بالفعل. وسلط الكثير من المواقع الأجنبية، مثل "ذا صن" و"الدايلي ميل"، الضوء على ردود أفعال المارة عندما شاهدوا "كاتي" واعتقدوا أنها مسلمة، حيث انهالت عليها الاعتداءات اللفظية القاسية والألفاظ الخارجة والانتقادات المسيئة. كشفت "كاتي" من خلال مشهدها التمثيلي عن العداء البريطاني الواضح تجاه المسلمين، وخوفهم من الإسلام ومن أي شخص مسلم، وهو ما يعرف ب"الإسلاموفوبيا"، فمجرد أن شاهدها المارة قال لها أحدهم: "هل ستفجريننا؟". وأثار مقطع فيديو يظهر ما تعرضته له "كاتي" بعد تنكرها في الزي الإسلامي، غضب الكثير من المشاهدين الذين رأوا أن الاعتداء عليها غير مقبول، موضحين أنهم يشعرون بالخجل لما يتعرض له المسلمون من اعتداء مروع هناك، وهو ما كشفته "كاتي". وعلى الرغم من أن الممثلة البريطانية كانت تقوم بحملة هدفها حظر ارتداء "البرقع"، ووافقت على القيام بهذه المهمة في محاولة منها لتحدي تعرض المسلمين للاعتداء في بريطانيا، فإن ما عانته بعد تجربتها العيش أسبوعًا كمسلمة صدمها كثيرًا. تعايشت "كاتي" لمدة سبعة أيام كاملة مع عائلتها في مدينة "مانشستر"، مدعية أن اسمها "سايما ألفي"، وتبلغ من العمر 49 عامًا، وقالت في مقابلة تليفزيونية: "كان لدي مخاوف كثيرة بشأن كيف سأظهر على الشاشة، فأنا لست عنصرية، على الرغم من أنني اندهشت من بعض وجهات نظري السابقة". وفي حين أثارت "كاتي" إعجاب الكثيرين؛ فإن البعض اتهمها بالعنصرية بسبب الشكل الذي ظهرت به في الفيلم ببشرة سمراء اللون وأنف كبيرة الحجم، ودافعت والدتها عن ذلك، مؤكدة أن ابنتها لم تكن ترغب في الإساءة لأي شخص، وقالت "كاتي" عن ذلك: "شعرت أنه من المهم الحصول على مظهر يشبه المسلمين وإلا سيتضح أن الأمر تمثيل". وانتقد كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عداء البعض ضد المسلمين، حيث قال "بيلي هامبسون": "مجرد مشاهدة دقيقة من "أسبوعي كمسلم"، فما رأيته هو سلوك صادم تمامًا، وأضافت "ماي جرينجر": "مجرد 5 دقائق من «أسبوعي كمسلم» جعلتني غاضبة بالفعل، فحقيقة أن الناس لا يزال تفكيرهم جيدا تشعرني بالمرض"، وكتب آخر: "نجاح مبهر، فالناس جاهلون جدًا". ومن ناحية أخرى، انتقد البعض "كاتي" ووصفوها ب"الجاهلة" لتعاملها مع الإسلام من ناحية الشكل فقط، حيث عمدت إلى ارتداء ملابس تنكرية تشبه المسلمين ولونت بشرتها وأسنانها ووضعت أنفا كبير الحجم، ما اعتبره البعض إساءة للمسلمين وعنصرية واضحة.