نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم الجمعة، حوار مع والدة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، اليوم الجمعة، وذلك لأول مرة بعد 7 سنوات من مقتله، تناول حياة نجلها منذ طفولته، وحتى آخر لقاء جمعهما عام 1999. وقالت غانم في المقابلة التى أجراها معها مراسل الصحيفة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط مارتن شولوف في منزل العائلة في جدة بحضور زوجها الثاني محمد العطاس وأحمد وحسن شقيقى أسامة، إن الأخير، وهو ابنها الأكبر، كان طفلا خجولا ومتفوقا في دراسته. وأشارت إلى أنه في العشرينات من عمره أصبح له شخصية قوية، وذلك أثناء دراسته للاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز في مدينة جدة، وحيث أصبح متطرفا أيضا. وأضافت: "لقد غيره الناس في الجامعة. أصبح رجلا مختلفا"، موضحة أن أحد الرجال الذين قابلهم هناك هو عبد الله عزام، وهو عضو في جماعة "الإخوان المسلمين" الذي نُفي لاحقا من المملكة وأصبح مستشارا روحيا له. وتابعت: "لقد كان جيدا إلى أن التقى ببعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في أوائل العشرينات من عمره. كنت أقول له دائما أن يبتعد عنهم، ولم يعترف لي أبدا بما كان يفعله، لأنه كان يحبني كثيرا". من جانبه، قال حسن، شقيقه الأصغر، إنه "في أوائل الثمانينيات سافر أسامة إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال الروسي. وكل من قابله في الأيام الأولى احترمه كثيرا. في البداية ، كنا فخورين به. حتى الحكومة السعودية كانت ستعامله بطريقة نبيلة ومحترمة، إلى أن جاء أسامة المجاهد". وتابع: "أنا فخور به كأخي الأكبر. لقد علمني الكثير. لكنني لا أعتقد أنني فخور به كرجل" وذكر أفراد العائلة أنهم رأوا أسامة آخر مرة في أفغانستان عام 1999، وهو العام الذي زاروه فيه مرتين في قاعدته خارج مدينة قندهار. وأضافت الأم "كان سعيدا جدا لاستقبالنا". وقال أشقاء أسامة إنه "من المهم أن نتذكر أن الأم نادرا ما تكون شاهدا موضوعيا". إذ أوضح أحمد: "لقد مرت 17 سنة على أحداث 11 سبتمبر ولا تزال تنكر ما يقال عن أسامة. لقد أحبته كثيرا ورفضت إلقاء اللوم عليه. بدلا من ذلك ، تلوم من حوله. إنها تعرف فقط جانب الصبي الجيد، الجانب الذي رأيناه جميعا. لم تتعرف أبدا على الجانب الجهادي لديه". وحول أحداث 11 سبتمبر، قال أحمد : "أُصبت بالصدمة والذهول. كان شعوراً غريباً جداً. أدركنا منذ البداية (أن أسامة كان الفاعل)، في خلال ال48 ساعة الأولى. شعرنا جميعنا، من الأصغر إلى الأكبر بيننا، بالعار والخزي منه. وأدركنا أننا سنواجه كلّنا تبعات مروّعة. ومضي قائلا: "عاد جميع أفراد أسرتنا الذين كانوا في الخارج، إلى السعودية". كان هؤلاء موزعين في سوريا ولبنان ومصر وأوروبا. وتابع: "فرضوا علينا حظر سفر في السعودية. حاولوا قدر استطاعتهم إبقاء العائلة تحت السيطرة". وبعد انقضاء نحو عقدَين من الزمن، بات بإمكان عائلة بن لادن التنقل، بحرية نسبيًا، داخل المملكة وخارجها.