طارق الشناوى: المنافسون نجحوا فى استغلال نقطة ضعفه بدفعه لمعركة «أنا الأول» فأصيب بالبارانويا ياسر عبدالعزيز: هوسه الرقمى محاولة لتأكيد الذات بعد الوصول لمكانة أكبر من كل الأحلام عمرو قورة: أسلوبه يشبه كيم كارديشيان.. وأنصحه بالتوقف عن استفزاز الناس والانتباه لعمله يحيى الرخاوى: المريض النفسى أعز من أن تصبح مآسيه وآلامه سبة تلصق بمن لا نحب «أنا فى الساحة واقف لوحدى.. وانتو صحابك ليا باصين، انا جمهورى واقف فى ظهرى.. نمبر وان وانتوا عارفين».. بهذه الكلمات بدأ الفنان محمد رمضان أغنية «نمر وان» الذى طرحها أخيرا وحققت أكثر من 2 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة تقريبا، حيث يستعرض فى مقدمتها رأى بعض المعارضين له، بالإضافة إلى إشادة عمر الشريف بموهبته بعد عملهما معا فى مسلسل «حنان وحنين»، قبل أن يغنى لنفسه عن تفوقه الرقمى، وكأنها رسالة لمنتقديه ومنافسيه. فى هذا التقرير، يتحدث الخبراء عن هوس محمد رمضان بالمكانة الرقمية، وإلى أى مدى يمكن أن يؤثر ذلك على مكانته الفنية؟ يقول الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز، إن سلوك محمد رمضان يقع فى باب التحليل النفسى بأكثر مما يقع فى باب التحليل الفنى، فهو فنان لديه قدر من الموهبة، لكن بسبب ما يسمى الهوس الرقمى، وما يبدو من عدم توازنه النفسى والاجتماعى، فهو ينزع دائما نحو محاولة تأكيد الذات، وذلك من خلال حرصه المستمر على إبراز تفوقه الرقمى، بالإضافة إلى اختياراته للملابس والاكسسوار، واستعراضه للسلع الاستهلاكية التى يستخدمها مثل السيارات الفارهة والبيوت الفاخرة. وأكد عبدالعزيز، أن رمضان يحب أن يؤكد دائما على أنه فى المكانة الأولى، رغم أن الناس يمكن أن تعرف أنه الأول، عندما تقرأ أنه يحظى بأعلى نسب مشاهدة، وأنه يتقاضى الأجر الأعلى، لكن ما يحتاج إلى تأكيد بالفعل، هو تأكيده لذاته، لأنه يشعر بأنه فى مكانة أكبر من كل الأحلام، فهو يريد أن يملأ المكان أمام نفسه، وبالتالى يأتى بهذه التصرفات ليؤكد هذا المعنى لنفسه قبل المنافسين والجمهور، دون أى قصد لأن يصدم العامة كما يردد البعض. وأوضح عبدالعزيز، أن ما يفعله «رمضان» مفيد وإيجابى على المدى القصير فى عنصر الرواج، لكنه على المدى البعيد سيكون سلبيا فى عنصر المكانة، وهذا يدل على أن أحدا لم يقل لمحمد رمضان إنه يمكن أن يعيش أطول ويكون أمامه تحديات أكبر، وبالتالى هو قرر أن يخوض المعركة الصغيرة بأدوات المعارك الكبيرة، ويرهن نفسه لهذا الهدف أن يكون رقم 1، لكن عليه أن يتعلم من تجارب محمد سعد ومحمد هنيدى، ويعرف أن المكانة الرقمية ليست مكانة فنية، والرواج أيضا لا يعكس المكانة، وفى المقابل ينظر لتجربة فنانين مثل يحيى الفخرانى وأحمد زكى، رغم عدم تحقيقهما مكانة رقمية لكن لهما مكانة فنية، كما يجب أن ينظر لعادل إمام نفسه الذى كان رقم واحد رقميا لسنوات طويلة، كيف لم يكن يستهول هذه المكانة على نفسه، وكان أكثر اتساقا مع ذاته، يعرف أنه رقم واحد ويسعى للحفاظ على ذلك، لكن لم يكن يسعى لتأكيد ذلك لنفسه. يرى الناقد طارق الشناوى، أن تصرفات محمد رمضان هى نموذج لمن يعانى «البارانويا»، فهو مصاب بجنون العظمة والاضطهاد، يبالغ فى إحساس بأنه الأول والأهم وأيضا فى إحساسه بأن الآخرين ضده ويترصدون به، وفى ذلك تبديد للطاقة لأنه يعيش طول الوقت فى حالة دفاع عن النفس، ويعتقد أنه مشروع من أجل الحياة، كما أنه يعيش فى حالة توجس خيفة من الآخرين لاعتقاده أن الجميع يتربص به، والأسوأ مما سبق أنه وصل لمرحلة أن الاعتراف بالخطأ مثل ارتكاب المعصية فى حين أن عدم الاعتراف بالخطأ هو الخطيئة الأكبر. وأكد الشناوى، أنه لا يزال على قناعة بأن «رمضان» موهوب ونجم جاذب للجمهور، لكن حالة الصراع مع الجميع تخصم من رصيده، فهو يخونه ذكاؤه حتى فى الدفاع عن النفس، ويخسر الكثير من المتحمسين له. مشكلة رمضان تكمن فى بنائه النفسى المهزوز، فالنجاح يحتاج لقوة للتعامل معه، أكثر من القوة التى يحتاجها الإنسان لمواجهة الفشل، كما أن المنافسين استغلوا نقطة ضعفه، وجعلوه يدخل فى منطقة يصعب الخروج منها، بدفعه لمعركة «أنا الأول»، فتحولت إلى عقدة نفسية، ويجب أن يعالج نفسه منها بنفسه، فبدون العودة للأرشيف يمكن القول بأن كل أفلام سعاد حسنى لم تكن رقم 1 من حيث الإيرادات، لكن هذا لم يكن يتعارض مع كونها النجمة الأولى، فليس بالأرقام تكون الأول، فربما تخونك الإيرادات مرة واثنتين. وبالمناسبة هناك جزء مما يفعله محمد رمضان كان يفعله عادل إمام فى الخصوم والمنافسين، فكان يضع داخل مسرحه الأرقام التى يحققها فى المسرح والسينما إلى جانب أرقام أحمد زكى ونادية الجندى ومحمد صبحى وغيرهم، لكنه كان أذكى من «رمضان»، لأنه لم يتحدث بذلك عن نفسه ودفع آخرين لعزف تلك النغمة نيابة عنه. وختم الشناوى، أنه لا يزال بصيص من الأمل رغم كل ما يرتكبه من حماقات، اذا استيقظ لنفسه، واستطاع التغلب على مرض البارانويا الذى يعانى منه. عمرو قورة الرئيس التنفيذى لوكالة C.A.T المعنية بإدارة أعمال الفنانين، يقول، إن المعنى الوحيد لصناعة محمد رمضان أغنية بعنوان «نمبر وان»، أن لديه إحساسا بأنه ليس «نمبر وان»، فللأسف هو شخص سهل استفزازه، ومن المتوقع أن يكون ساهم فى الحالة التى وصل إليها، حديث الناس عن تفوق أمير كرارة فى المنافسة الرمضانية ب«كلبش» وفى العيد ب«حرب كرموز». وكشف قورة، أن الأسلوب الذى ينتهجه محمد رمضان معروف فى العالم، ويلجأ إليه عادة الذين لا يمتلكون الموهبة، مثل «كيم كارديشيان وأخواتها»، فى الفن، وترامب فى السياسة، وتركى آل الشيخ فى الرياضة، مثل هؤلاء الأشخاص، يصدرون أنفسهم وتصرفاتهم باعتبارها الخبر وليس أعمالهم. وأضاف «قورة»، أن الخلفية الثقافية للبعض أحيانا لا تمنحهم القوة على مواجهة التغييرات الجديدة التى تطرأ على حياتهم، فالشهرة وأن تكون أغلى ممثل فى مصر هذا يمكن أن يصيب أى شخص بالجنون إذا لم يكن لديه أساس سليم، لذلك هو يحتاج إلى من يقدم له النصيحة الصادقة وليس من يجامله، فالفنان فى الخارج حتى اذا كانت خلفيته فلاحا جاء من الحقل، عندما يصبح نجما يكون لديه وكيل أعمال يتحكم فى تصرفاته، والنجم يسمع كلامه، فليس من الشطارة ألا تسمع لأحد الا لنفسك، وتتعامل مع كل الأمور ب«الفهلوة» كما يحدث فى مصر. وأوضح قورة، أنه لو كان وكيلا لأعمال محمد رمضان لنصحه، بأن يتوقف عن استفزاز الناس بالحديث عن أنه غنى، ولديه سيارات فارهة وغيرها من الأمور التى لا تصح خاصة فى ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التى تعيشها البلد، لأن هذا يخلق شيئا يكبر بداخل الناس ضد محمد رمضان وهو يغزيها، فالجمهور ليس غبيا، وإذا كان البعض لا يتكلم حتى لا يتهم بالغيرة، فليس معنى ذلك أنه ضد ما يفعله «رمضان». أما الأمر الثانى الذى يجب أن يهتم به محمد رمضان، هو «الشغل»، فالتركيز على رقم 1، جعله لا يقدم جديدا فى عمله الفنى، ورأى الناس وليس رأيى فقط أنه أصبح يكرر نفسه فى معظم الأفلام والمسلسلات، فرغم أن الله أهداه «حب الناس»، لكنه يفسدها ويهدرها، بل ويخسر المكانة التى وصل إليها بأفعاله. تواصلنا مع الدكتور يحيى الرخاوى، أستاذ الطب النفسى، ليشخص حالة محمد رمضان، وهل تصرفاته التى تستفز البعض، دليل على أنه مريض نفسى، فأكد، أنه يرفض أن يصنِف أية شخصية عامة، فنية أو سياسية بصفات يطْلِقها على المرضى مثل البارانويا أو الهوس، مؤكدا أن المرضى أعز عليه من أن تصبح مآسيهم، وآلامهم، سبة تلصق بمن لا نحب، حتى لو بدا أن مثل هؤلاء الأشخاص يشاركون المرضى الكرام بعض صفاتهم. وأضاف الرخاوى، أن أى إنسان من حقه أن يفرح بنفسه، ولا بد أن لهذا الشاب الهائص جمهوره الذى يحب ما يؤديه، وبالتالى العيب ليس فيه ولكن فى الذين يتقبلون ما يؤديه. واختتم الرخاوى حديثه قائلا:«رغم أننى لا أتابع فن محمد رمضان، وبالتالى ليس لى الحق فى تقييمه، لكن بعد مشاهدة أغنية «نمر وان»، لا أنكر أننى أحببت لونه المصرى الأسمر الغامق، وقد شعرت أنه ربما لا يعرف قيمة هذا اللون المصرى الجميل، وإلا ما فعل به كل هذا التشويه».