توجد حكومة سرية تدير حكومة «قنديل» المرشد ونائبه والرئيس لا يصلحون لإدارة مصر «قيادات جماعة الإخوان المسلمين،وتحديدامرشدها العام الدكتور محمد بديع،ونائبه المهندس خيرت الشاطر،وثالثهم مندوبها فى القصر الرئاسى،الدكتور محمد مرسى،كانوا فى صدارة المشهد السياسى الراهن،بتقلباته وتحولاته..ذهبنا إلى أستاذ الطب النفسى،الدكتور يحيى الرخاوى،نستشيره ونسأله ليقدم لنا تحليلا علميا موضوعيا غير مؤدلج،عن تصرفات وسلوكيات هؤلاء الذين يحكموننا. يقول الرخاوى: من خلال «قراءة النص البشرى» فإن تصرفات قيادات هذه الجماعة غامضة معظم الوقت،لأنهم ظلوا سنوات طويلة جدا يعملون تحت الأرض، فضلا عن اعتقادهم أنهم كانوا مضطهدين،ولذلك حين وجدوا أن كل مؤسسات الدولة أصبحت فى أيديهم،انتابهم الغروروالزهو،واحتقار الخصوم،وربما التفكير فى تصفيتهم. لا يستبعد الرخاوى أن يكون قضاء بعضهم فترات زمنية فى السجن،حولهم من ضحايا إلى جلادين،بدليل ما حدث أمام قصر الاتحادية،لافتا إلى أن التحول من «ضحية» إلى «جلاد»، هى عملية آلية (ميكانزم) نفسية تسمى التقمص بالمعتدى مثلما فعلت إسرائيل مع النازى. مضيفا:خبرة السجن خطيرة فى حياة أى إنسان، حتى فى حياة المجرم العادى، فما بالك بالنسبة لمن يعمل بالسياسة! هنا،يطرح هذا السؤال نفسه: هل تأثر الرئيس مرسى نفسيا بسبب دخوله السجن وانعكس ذلك على قراراته ؟ بعد لحظات من التفكير،يجيب «الرخاوى» «:خبرة السجن،خاصة إذا كانت ظلماً، لابد أن تترك أثرا عميقا عند من مرّ بها، فما بالك إذا كان الذى عانى من هذه الخبرة استاذا جامعيا عاش جزءًا من حياته فى الخارج ثم سجن ظلما، فمن الطبيعى أن تكون تصرفاته متأثرة بذلك، لكن هذا لا يبرر تخبطه، ولايمنحه حق الانتقام ممن لم يظلمه، بل كان ينبغى عليه أن يكره الظلم، ويحترم القضاء ويحب شعبه كله دون استثناء. والسؤال الآن:هل مرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع،ونائبه المهندس خيرت الشاطر،والرئيس الدكتور محمد مرسى،يصلحون كشخصيات قيادية؟ يجيب «الرخاوى»:لا أعتقد أن أيا من هؤلاء يصلح شخصية قيادية،على غرار الراحلين: «سعد زغلول»،»مصطفى النحاس» ،»محمد نجيب» و»جمال عبد الناصر»، لأنهم جميعا يفتقدون الكاريزما السياسية،كما أنهم بعيدون عن الوعى الجمعى للجماهير الحقيقية، لأنهم لا يلامسون إلا وعى من يحضرون اجتماعاتهم ويأتمرون بأمرهم. سألنا الرخاوى:من باعتقادك إذن يدير البلاد،ويمتلك صناعة القرار؟ لكن أستاذ الطب النفسى طرح طرحا آخر بقوله:ليس مهما التعرف على من يدير البلاد من بين الثلاثة، لأن ما استقر فى أذهان الناس هو أن هناك حكومة سرية وراء حكومة قنديل العلنية الظاهرة التى تقول الخطب وتصدر القرارات. سألناه:كيف؟ فقال:التخبط، والتراجع، والتردد حتى التناقض يشير إلى وجود هذه الحكومة السرية سواء برئاسة الشاطر أو د. بديع أو مكتب الإرشاد، كل هذا ضد الشفافية وضد الديمقراطية وضد العدل الذى يأمر به ديننا على كل المستويات. وعن قراءته وتحليله لشخصية خيرت الشاطر:يقول الرخاوى: الشاطر يبدو شخصا شديد الذكاء، لكنه عدوانى التوجه،يحتقر منتقديه ومخالفيه فى الرأى. سألناه:هل سوف يبقى الرئيس مرسى يدور فى فلك جماعته،ولا ينفصل عنها؟ يبدو الرخاوى مندهشا من السؤال،ثم يعقب:أتعجب من هذه الأصوات التى تطالبه بالانفصال عن أصله وعن جذوره، بل أرى إن من حقه أن يظل منتميا لجماعته،لأنها صاحبة الفضل عليه فى كل شئ. وعن تردد مرسى وارتباكه فى قراراته وتراجعه عن بعضها،يبرر الرخاوى ذلك بقوله:ما أعلمه هو أن هناك مستشارين غير رسميين يشيرون عليه بأمر فيقتنع به ثم يأتى فريق آخر يشير عليه بعكسه فيقتنع،فيتراجع عن الاول وهكذا ، وتكرار مثل ذلك يهز صورة الرئيس الذى هو رمز للدولة بقوة،وهذا خطر على الدولة عموما،ويضربها فى العمق، وعلى الاقتصاد خاصة، مؤكدا أن هذا التراجع أراه رشوة مؤقتة وخادع للشعب.