بالرغم من حصول معتز الدمرداش على جائزة الدكتورة نوال عامر، التى تقدمها نقابة الصحفيين لأفضل برنامج ومذيع معا لعام 2008، فإنه لم ينج من سهام النقد، تارة لاتهامه ب«الديكتاتورية» فى إدارة برنامج «90 دقيقة»، وتارة لخروجه عن الحياد، وافتعال المواقف البطولية فى لقاءاته. معتز يخلع رداء المذيع، ويجلس على «أريكة» الضيف فى محاولة للدفاع عن نفسه أمام سيل الاتهامات التى تلاحقه. يقول معتز الدمرداش: « أعترف بخروجى عن الحياد فى بعض الأوقات، لا أحب المزايدة، وما أقوله لصالح العدل والمساواة والحق، لأننا جميعا نحب هذه المعانى، ولكننى أخرج عن الحيادية عندما أشعر بأن هناك إنسانا مقهورا، القهر يضايقنى جدا ويجعلنى أتخلى عن حيادى وأهاجم من أستضيفه. يتهمك البعض ب«الديكتاتورية» فى إدارة برنامج «90 دقيقة» مما أوقع البرنامج فى حالة من عدم التوازن؟ الآراء كلها مرحب بها، ولكن الثقافة المهنية والبحث العلمى أهم.. بحوث المشاهدة تقول إن البرنامج فى الطليعة، وأنه يحظى بنسبة 90% من المردود الإعلامى لقناة المحور بجميع برامجها.. وحصلنا على جائزة أفضل برنامج فى رسالة ماجستير بجامعة القاهرة، كما حصلنا على جائزة الدكتورة نوال عامر التى تقدمها نقابة الصحفيين، وهذا يعنى أننا ناجحون. لكن البعض يرى أن البرنامج تأثر بغياب المذيعة مى الشربينى؟ مع احترامى لتلك الآراء.. فالبرنامج لم يتأثر من حيث المردود الإعلامى والتقييمى بغياب مى الشربينى عنه، فمى كانت تشاركنى فى شكل معين للبرنامج يعتمد على مذيع ومذيعة.. ويوجد شكل آخر وهو مذيع فرد.. يوجد شكل آخر وهو مجموعة مقدمين مثل عزت أبو عوف وأحمد موسى مع عمرو أديب مثلا.. كل هذه أشكال مطروحة.. وشكل «90 دقيقة» ترسخ حاليا وبات يحقق نتائج إيجابية، فلم يعد من الحكمة التغيير.. بل علينا اتباع المثل القائل «اللى تكسبه إلعبه». البعض يحملك مسئولية اعتذار رئيس تحرير البرنامج نتيجة تدخلك فى عمله؟ نحن فريق عمل متجانس جدا فى البرنامج.. والبرنامج كائن حى يتطور، فكلما تطورت ومشيت أكثر كلما طورت فريق الإعداد، وكلما أضفت خبرات جديدة.. بشير حسن أعطى ما عنده، وهو مشكور على ما أعطاه، ولكننا وصلنا إلى مرحلة أنه يجب أن يترك واحد منا البرنامج.. فكان يجب أن تحدث وقفة لنطور الإعداد حتى لا نقع فى فخ الجمود. ألا ترى أنك تتجاوز دور الإعلامى فى كثير من الأوقات؟ بصراحة تصورت فى وقت ما نتيجة الطلبات والشكاوى أننى سأصبح «حلال مشاكل» ولكننى لا أنتمى للسلطة التنفيذية، ولا أملك عصا سحرية لحل المشكلات فطردت هذه الفكرة من دماغى وركزت فى الأصل، وهو أن البرنامج يتواصل مع المشاهدين من خلالى، فلا أستطيع أن أتحول لبديل عن وزارة التضامن الاجتماعى. ألمح فى كلامك نبرة يأس وقبول بالأمر الواقع؟ بعد فترة من العمل فى «90 دقيقة»، كان عندى آمال كبيرة جدا.. أن أصبح قادرا على تغيير وإصلاح المجتمع، لكن مع التجربة بدأت أطور من فكرى.. بدأت أتعامل بمنطق« ما لا يدرك كله لا يترك كله».. أصبحت أتعامل بفن الممكن وليس الأحلام الوردية أو النظريات المكتوبة.. فى البداية كنت أعرض المشكلة وكان يقال عنى «نصير الغلابة».. الآن أصبحنا نتفاعل مع الجهة التنفيذية لحل المشكلة، الجهة التنفيذية قادرة على الحل ولكنها تحتاج ضغطا، أنا أمارس هذا الضغط، أيضا لم أعد أحب النقد لمجرد النقد. هل تعتقد أن الصوت العالى طريق إلى قلوب الجماهير؟ الخلطة السحرية فى الإعلام مضمون نجاحها بالاقتراب من ثالوث الدين والجنس والسياسة، وكلما أعطيت جرعة أكبر فى هذه العناصر كلما أصبحت تحظى بنسبة مشاهدة أكبر، هذا هو السهل، الصعب هو ما أحاول فعله، هو ترسيخ ثقافة جديدة فى مجتمعنا وهى ثقافة الاختلاف من خلال حوار، مع عدم تجاهل رغبات المشاهد، فلو كل الناس تتحدث عن مشكلة تخص هيفاء وهبى سأتحدث عنها،المهم طريقة التناول، بدلا من تناول الموضوع بشكل يثير غرائز الشاب. ما هى أهمية وجود فقرة دينية فى برنامجك، ألم يكن من الممكن استمرار معز مسعود فى برنامجه المستقل؟ إدارة المحطة رأت أن التركيبة الموجودة بينى وبين معز تركيبة ناجحة، ولذلك كان من الخطأ تجاوزها، فرأت بكل حكمة ومهنية أن نتشارك هذه التجربة فى البرنامج.. ربما لو ظهرت مع داعية آخر غير معز لم يكن ليحدث هذا التوفيق. ولماذا فقرة دينية أصلا؟ لأنك تتوجه إلى شرائح مختلفة من المشاهدين، ومن ضمن هذه الشرائح الشباب التائه الذى لا يفهم ماهية صحيح الدين، ونحن نرى أن معز بفكره المستنير الليبرالى الوسطى ممكن يرسخ قيمة جميلة فى مجتمع الشباب، فإيمانا منا بهذا، أحببنا أن نعطيه منبرا فى تسعين دقيقة.. ألا تفكر فى العودة للتليفزيون الحكومى مرة أخرى؟ السوق مفتوح والموافقة من حيث المبدأ قد تكون موجودة، ولكن بأى شروط وصلاحيات وبأى هامش ممنوح من الحرية، هذه منظومة كاملة لابد أن تتغير، لأن بقاءها على حالها يعنى أننى لا أصلح لهم، ولا يصلحوا معى، إنما الوزير عاوزك فى مكتبه، أصلك ناقشت مش عارف إيه، وفلان بيه زعل ومفيش صلاحيات، وأذهب لماسبيرو وأنا قلق وأنزل السلالم وأنا خائف، فلا أريد أن أخوض تلك التجربة!. ما هى البرامج التى تتابعها بانتظام؟ لا أشاهد برامج نهائيا، أنا أحب السينما جدا، وأذهب لها كثيرا.. أحب قنوات الأفلام والقنوات الكوميدية، ولا يوجد عندى وقت لمشاهدة برامج منافسة، لأنها تعرض فى نفس توقيت «90 دقيقة».. فأحسن من اهتمامى بها هو اهتمامى بنفسى.