اندلعت معارك عنيفة في محيط مطار الحديدة غرب اليمن صباح الثلاثاء، بعدما بدأت قوات الحكومة عملية جديدة تهدف إلى اقتحامه، مدعومة بغارات مكثّفة تشنها طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية على مواقع للحوثيين فيه، بحسب مصادر عسكرية. وقال قادة في القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قوة كبيرة تشارك في العملية، التي انطلقت بعد وصول تعزيزات ضخمة إلى محيط المطار الواقع في جنوب مدينة الحديدة، في سابع أيام الهجوم الهادف إلى استعادة المدينة ومينائها الاستراتيجي. وأضاف المسؤولون، أن العملية تترافق مع غارات مكثفة لطائرات التحالف على مواقع يتحصن فيها المتمردون داخل المطار. ولم تعلن المصادر عن وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات المهاجمة. وكانت القوات الموالية للحكومة، قد بدأت الأربعاء الماضي بمساندة التحالف العسكري هجوما واسعا تحت مسمى «النصر الذهبي»؛ بهدف اقتحام مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر، في أكبر هجوم تشنه هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو 3 سنوات. وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة انسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه. لكن التحالف العسكري، الذي يضم الإمارات، يرى فيه منطلقا لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ، التي تطلق على السعودية، ويتهم التحالف إيران بتهريب الأسلحة إلى المتمردين ودعمهم عسكريا، وهو ما تنفيه طهران. ويدعو التحالف إلى تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة أو للحكومة المعترف بها دوليا لوقف الهجوم، وكانت الإمارات، التي تقود القوات المهاجمة، أكّدت أن الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف إلا إذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط. ويدور النزاع بين القوات الموالية للحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين في اليمن منذ نحو 4 سنوات. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة. وستمثّل السيطرة على مدينة الحديدة، التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري للقوات الحكومية في مواجهة المتمردين، منذ استعادتها 5 محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء. وأدى النزاع في اليمن منذ التدخل السعودي على رأس التحالف إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص، وتسببت المعارك الأخيرة في محافظة الحديدة بنزوح نحو 5 آلاف عائلة عن منازلها.