«الكريمة العظيمة المشيرة الرئيسة ستنا السيدة زينب، واجبرينا بكرماتك، اجبرى بخاطرنا وريحى قلب الملهوف» كلمات طالما خرجت من حناجر مريدى وزوار مقام السيدة زينب بوسط القاهرة، والذى يعد قبلة محبى آل البيت، وحصن الأمان لعابرى السبيل. يعد مسجد السيدة زينب ابنة على بن ابى طالب، والسيدة فاطمة الزهراء أحد أشهر مساجد القاهرة، حيث يأتيه المريدون من كل صوب وحدب باحثين عن الروحانيات والبركات والنفحات التى طالما ارتبطت بحفيدة الرسول الكريم، كما يسكنه المتعبون نهارا فيفترشون أرضه فى راحة وطمأنينة. اختلفت الروايات حول تاريخ إنشاء المسجد الموجود بحى فى السيدة زينب بالقاهرة حيث أخذ الحى اسمه من صاحبة المقام، فلم تذكر المراجع التاريخية سوى أن وإلى مصرعلى باشا الوزير، والى مصر من قبل السلطان العثمانى سليمان جدد المسجد عام 1547م ثم أعاد تجديده مرة أخرى الأمير عبدالرحمن كتخدا عام 1768م، 1798م. وشهد المسجد خللا فى بنائه عام 1798 ميلاديا، فهدمه عثمان بك المرادى وشرع فى بنائه ورفع جدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر، قبل أن يستكمل بناءه محمد على باشا، وفى عام 1940م قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد القديم تماما وأقامت المسجد الموجود حاليا. ارتبط بمسجد «أم العواجز» قصص وحكايات عدة عن بركاتها ونفاحاتها جعلت المصريين والعرب، يشدون الرحال إليه فى كل الأوقات تبركا بها، وكذلك أبناء القاهرة وضواحيها المنهكون من هموم الحياة، والباحثون عن الراحة والسكون يحتضنهم «المسجد» ويتعلقون بالضريح طالبين فك كربهم، وإزالة همومهم. يستقبل جامع السيدة زينب فى شهر رجب من كل عام، آلافا من أبناء الطرق الصوفية ومحبى السيدة، لإحياء المولد الرجبى لها، على أنغام وأصوات الأنشايد الصوفية التى تبهج الروح وتسكن القلوب وتزكى النفوس.