كتب - هبة الشافعى وأيمان عبد القادر مسجد السيدة زينب ، مسجد له روحانية خاصة ، ينسب إلى السيدة زينب بنت سيدنا على بن أبى طالب رضي الله عنه والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ، وشقيقة الحسن والحسين ، وحفيدة الرسول علية الصلاة والسلام .. ولدت السيدة زينب عام 5 هجرية ، قبل وفاة الرسول الكريم بست سنوات ، تزوجت بابن عمها الإمام عبدالله بن جعفر الطيار وكان لها 4 أبناء هم محمد وعليا وعباس وأم كلثوم والإمام على زين العابدين إستقرت فى مصر لفترة وتوفيت عام 62 هجرية عن عمر يناهز 57 عاما تم دفنها بضريحها الموجود حاليا داخل المسجد . . المعلومات تقول أنه تم ترميم هذا المسجد من قبل عدة مرات حتى عام 1940م ، وأقامت وزارة الأوقاف المبنى الحالي وقد أضيف إلى مساحته مساحات أخرى عام 1969م ، ثم تم تطويره ليصبح بشكله الحالي خلال عام 2000 م تناولته يد الإصلاح والتعمير فى أوقات مختلفة، ففى العصر العثمانى قام على باشا بعمارة فيه فى سنة 956 هجرية 1549م كما قام عبد الرحمن كتخدا فى سنة 1174 هجرية 1761م بإعادة بنائه، وفى سنة 1212 هجرية 1798م ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادى بهدمه وشرع فى بنائه ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر. وبعد خروجهم منها استئنف العمل إلا أنه لم يتم فأكمله محمد على الكبير، والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديو توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هجرية 1884م، وفى عهد الملك فاروق تم توسيع المسجد من الجهة القبلية وافتتحه بصلاة الجمعة فى 19 من ذى الحجة سنة 1360 هجرية = 1942م ويقع المسجد بميدان السيدة زينب وكان هذا المكان يعرف قديما في العصر المملوكي باسم خط السباع نسبة إلى قنطرة شيدها السلطان بيبرس البنقدارى " 658 ه " على الخليج المصري الذي كان يمر من أمام المسجد وكان على هذه القنطرة رسم للسباع وقد تم ردم الخليج المصري عام 1898م ومع عملية الردم اختفت قنطرة السباع وظهرت واجهة مسجد السيدة زينب ومنذ ذلك التاريخ أي في نهاية القرن التاسع عشر بدأ يطلق على الميدان بل والحي بأكمله اسم السيدة زينب المدفونة داخل المسجد. والواجهة الرئيسة للمسجد تطل على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل تؤدى إلى داخل المسجد مباشرة وترتد الواجهة عند طرفها الغربى وفى هذا الارتداد باب آخر مخصص للسيدات يؤدى إلى الضريح فيما يحيط بالركن الغربى البحرى سور من الحديد ويقع به قبتان صغيرتان ملتصقتان محمولتان على ستة أعمدة رخامية بواسطة سبعة عقود أقيمتا على قبرى العتريس والعيدروس وتقع الوجهة الغربية على شارع وأنشئت وجهات المسجد ومنارته وقبة الضريح على الطراز المملوكى وهى حافلة بالزخارف العربية والمقرنصات والكتابات. ويقع الضريح بالجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب رضى الله عنها تحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة صغيرة من الخشب ويعلو الضريح قبة مرتفعة ترتكز فى منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة ، ويحيط برقبتها شبابيك محلاه بالزجاج الملون . يحتل مسجد السيد زينب مكانة كبيرة في قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالونها اضافة الي ان المسجد يعتبر مركز من مراكز الطرق الصوفية ومريديها وتختلف الاوضاع في المسجد في شهرين من السنة علي عكس باقي الشهور ففي شهر رجب من كل عام يقام مولد السيدة زينب وفي شهر رمضان حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تماما من منطقة اثرية لها قيمتها الدينية ويتوافد اليها الاجانب الي اذدحام شديد حيث تتحول الي سوق للباعة الجائلين والشحاذين حيث يتواجد الكثير من الباعة يحملون مختلف البضائع منها الفوانيس الرمضانية وغيرها وبجانبهم بعض الفقراء الذين ينتظرون "الحسنة" من المارة والمصلين المقتدرين ، اضافة الي اختفاء الامن حول المسجد . الشيخ مصطفي عزت من كبار مشايخ مصر وامام مسجد السيدة زينب قال :أن الائمة بالمسجد في رمضان يتعددون حيث يأتى اكثر من شيخ خاصة في خطبة الجمعة مشيرا إلى أن المسجد يفتح للسيدات لصلاة الفجر ويغلق بعد الصلاة مباشرة ويفتح مرة اخري من الساعة 8 صباحا ويتم غلقة قبل صلاة المغرب بنصف ساعة منعا لدخول "الشحاذين " وحفاظا علي المسجد اما بالنسبة لباب الرجال فيظل مفتوحا طوال اليوم ويتزايد المتوافدون بكثرة في شهر رمضان و يوجد مكان للنوم بالمسجد والافطار خاصة للعابرين . أكد عزت ان رمضان يختلف كثيرا في مسجد السيدة زينب من حيث عمل الطقوس الدينة المعتاد عليها فيقوم المسجد بعمل حوالي 5 موائد رحمن داخل المسجد ويتم عمل الطعام بالمجهودات الذاتية اضافة الي وجود بعض " الطرق " مثل الطرق الشاذلية ، البرهانية ، الرفاعية التى تتواجد بالمسجد طوال الشهر الكريم لافطار المساكين حيث تقوم بفرش حصر كبير امام المسجد ويقوموا بافطار الصائمين والمساكين والذى يطلق عليهم " مساكين الست " اضافة الي توافد بعض المقتدرين امام المسجد لتقديم الوجبات والصدقات والشنط . واكد الشيخ ان معظم "المتوافدون" للصلاة بالمسجد خاصة السيدات يشتكون من التعليمات الزائدة التى تضعها ادارة المسجد مثل منع دخول السيدات باطفال داخل المسجد حتى اثناء الصلاة خاصة ان معظم "الوافدين " من السيدات من قري ومحافظات بعيدة عن القاهرة مما يؤدى الي انهيار السيدات في البكاء بسبب خيبة املها في صلاة ركعتين في مسجد السيدة وتابع الشيخ عزت أن اكثر المشاكل التى يعانى منها المسجد هى " السرقة " حيث تتزايد جرائم السرقة بشكل كبير بالمسجد بسبب عدم وجود شرطة على اعتبار أن المكان سياحى ويتوافد السياح عليه من كل الاماكن اضافة الي تزايد عدد مساكين السيدة امام المسجد لكن عندما تأتى الشرطة يتم طرد هؤلاء الناس حفاظا على الشكل العام . محمد حسن درويش 66 سنة عامل المسجد، يتسلم "أحذية " المصلين في الدخول والخروج قال : أنه خدم فترة طويلة في الجيش ثم دارت به الايام ولم يجد معاشا ولا مسكن فاضطر الي هذا العمل ليجد قوت يومه ياخذ يومته اخر اليوم بعد تسليمه للاحذية ، داخل المسجد ينام درويش اذا سمح له شيخ المسجد بذلك واحيانا ياتى عسكري ويمنعه من النوم في المسجد ويقول أيضا : " كان نفسى أحس في البلد دى انى بنى ادم لكن ده حظى وقدرى "