خلال شهر رمضان نجد العديد من المشاهد المتناقضة فى المساجد، والتى لا تليق بالشهر الكريم أو ببيت من بيوت الله. ومن هذه المساجد مسجد «السيدة زينب»، حيث نجد مسنا يجلس يقرأ القرآن وبجواره شباب وأطفال نائمون على أرضية المسجد.. المصلون يتوافدون للصلاة والاحتماء من أشعة الشمس، لا تنقطع الضوضاء عن آذان هؤلاء، اشتباكات ونداءات بأصوات جهورية تملأ المكان لا تراعى سكينة وهدوء مكان العبادة. وساحة المسجد فى نهار رمضان أصبحت مباحة للجميع، البائعون يطوفون بالتمر والسوبيا وعرق السوس والنساء تدخل المسجد فى الساحة المخصصة للرجال، وعلى أبوابه تمتد خلافات المرتزقة والبلطجية إلى الداخل، سباب وضرب بين السيدات والشباب المرتزقة أمام وداخل مقام «السيدة زينب». أحمد -طالب أزهرى- يتدخل منتقدا سلوك بعض البلطجية الذين يقيمون داخل المسجد، وتطاول بعضهم على الدين بالسب: «الدين اللى سيدنا محمد حارب عليه سنين نيجى إحنا نسبه وجوّه الجامع». ولم يرحم البلطجية الصائمين والمصلين، ففى وقت الإفطار تنشب بينهم «خناقات» بجوار موائد الرحمن الممدودة فى أرجاء المسجد لتكدير صفوهم.. والذهول يخيم على وجوه الناس مما يشاهدونه. والمكان الوحيد الأكثر هدوءا هو مقام «السيدة» نفيسه، حيث يلتف الزوار والمريدون حول الضريح يقرأون القرآن، ومن يفضل الإفطار بجواره يجهز مائدته حسب أسبقية الحضور، فى حين يفضل أصحاب الموائد عدم الزج بأنفسهم فى الخلافات بين بلطجية المسجد، لينحصر اهتمام كل منهم فى تقديم وجبة الإفطار لأكثر عدد من الصائمين الحاضرين.