حينما وصلت كأس العالم 1930 إلى مباراتها النهائية ، كانت الحماسة الجماهيرية على أشدها بين الأرجنتين واوروجواي . الأرجنتينيين وفدوا بكثرة من بلدهم لمشاهدة منتخب "التانجو" يلعب المباراة النهائية امام اصحاب الأرض ، فأمتلأت العاصمة مونتفيديو بكثير ممن يحملون العلم السماوي الشهير في شوارعها ، فيما تحفز أنصار اوروجواي لجيرانهم . الفيفا أسند مهمة إدارة المباراة النهائية للحكم البلجيكي جان لانجينوس الذي أدار مباراتين للأرجنتين ، أنتهت بفوز "التانجو" ومنهم مباراة قبل النهائي ، فيما ادار مباراة واحدة لأوروجواي فاز فيها المنتخب صاحب الأرض . جماهير الأرجنتين المتواجدة بكثرة في اوروجواي ، ذهبت حيث يقيم الحكم البلجيكي في احد الفنادق ، تتوعده وتهدده بمصير أسود اذا ما فازت اوروجواي باللقب ، وحينها ادرك لانجينوس انه في خطر فهو أيضاً يخشى غضب جماهير اصحاب الأرض . مع تزايد الضغط والوعيد ، ذهب لانجينوس إلى الإتحاد الدولي طالباً أن يتم إسناد المباراة إلى حكم أخر ، الأمر الذي رفضه الفيفا ، وهو ماوضع لانجينوس في ورطة حيث يخاف على حياته . جماهير اوروجواي زادت الأمور صعوبة بالنسبة للحكم البلجيكي ، فقامت بتهديد لانجينوس بما هدده به جماهير الارجنتين ، لتصبح الأمور أكثر صعوبة . الفيفا "سنتناريو خاطب حكومة اوروجواي بضرورة تأمين الحكم البلجيكي قبل وبعد واثناء المباراة ، وهو مااستجابت له الحكومة ، ليتم إقناع لانجينوس بالذهاب إلى ملعب " بالعاصمة مونتفيديو لإدارة المباراة امام أكثر من 60 الف متفرج . سيارات تملأ الطريق للتأمين ، وسياراتين لتأمين لانجينوس بمفرده ، وقد إستخدمت الحكومة في أوروجواي حيل عديدة لإخفاء مكان الحكم البلجيكي حتى لاتصل إليه الجماهير الغاضبة . المباراة إنطلقت وسط حماس جماهيري لا نظير له ، الشرطة نجحت في فصل جمهور البلدين عن بعضهما البعض بعد حدوث إشتباكات ، اجواء لم تطمئن لانجينوس الذي سيكون بعد دقائق بمفرده في الملعب يسمع تهديد الالاف من الجماهير له . 6 اهداف في أول نهائي كأس عالم ، واوروجواي تحقق اللقب الأول في تاريخ بطولات كأس العالم ، والرئيس الفرنسي للفيفا جول ريميه يسلم خوزيه ناسازي لقب البطولة ، الأفراح دفعت جماهير اوروجواي للنزول في أرض الميدان للإحتفال بنجوم الإنجاز ، فيما دفع الزحام بعضاً من جماهير الأرجنتين للنزول في الملعب لتقع مناوشات بسيطة بين جمهور البلدين . كل ذلك يحدث بينما لانجينوس حائر في أرض الملعب بمفرده ، حيث إنشغلت الشرطة بفض الإشتباك وإعادة الجماهير إلى مقاعدها ، وبينما هو مرتبك شاهدته جماهير اوروجواي فتوجهت نحوه وهي اللحظة التي لم يتمناها الحكم البلجيكي . ماحدث كان مفاجأة ، حيث نسى جمهور اوروجواي انه كان يهدد لانجينوس ، واحتفلت به الجماهير ورفعته عالياً قاذفة اياه في الهواء ، وشكر لانجينوس العناية الالهية التي إنقذته من الغضب الجماهيري بفوز اوروجواي بأول كأس عالم في التاريخ .