أكد الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، حرص مصر على تعزيز التعاون في المجال الصحي مع الدول العربية، وتبادل الخبرات؛ من أجل النهوض بالمنظومة الصحية في الدول العربية. جاء ذلك في كلمته أمام أعمال الدورة ال49 لمجلس وزراء الصحة العرب، التي انطلقت، اليوم الخميس، بمقر الجامعة العربية، برئاسة الأردن. وفي كلمته أمام وزراء الصحة العرب، أكد الوزير على أهمية تكثيف عقد ورش العمل التدريبية وإنشاء معهد تدريب صحي عربي يسهم في النهوض بالمنظومة الصحية في العالم العربي. واستعرض وزير الصحة، جهود مصر في مكافحة فيروس «سي»، وقال: «إننا سعينا بشكل سريع للتخلص من الفيروس حيث تم زيادة مراكز العلاج المنتشرة من 53 إلى 183 مركزا تابعة لجهات مختلفة وبرعاية وزارة الصحة، وتم ميكنة المنظومة الصحية بشكل فعال للقضاء على هذا الفيروس وعلاجه بعد الاختبارات والتحاليل في أسبوع واحد». وأضاف، أنه تم علاج 1.5 مليون مريض خلال عامين بتكلفة تقدر بنحو 4 مليارات جنيه، مشيرا إلى أنه سيتم استكمال المسح الطبي الشامل ل50 مليون مواطن خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث تم بالفعل مسح 5 ملايين منهم ليتم الانتهاء من علاج هذا الفيروس بحلول 2020 على غرار التجربة المصرية السابقة في القضاء على مرض البلهارسيا وشلل الأطفال. واستعرض كذلك جهود المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب خلال الفترة الماضية حول تطوير القطاع الصحي والاتفاق على تقديم تقرير ربع سنوي حول متابعة تنفيذ القرارات وتعيين نقاط اتصال مباشرة لتسهيل عملية المتابعة. ومن جانبه، دعا أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى تكثيف الجهود العربية وتقديم الدعم لتحسين الأحوال الصحية والتخفيف من الآثار الناجمة عن الصراعات الداخلية والنزاعات المسلحة في بعض الدول العربية كسوريا واليمن والصومال، وبما يُمكِّن من تحسين الأوضاع الصحية في تلك الدول ويخفف من الأعباء على الدول المضيفة. وشدد «أبو الغيط»، في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، على أهمية متابعة تنفيذ وتحديث واستكمال الاستراتيجيات الصحية العربية التي أقرها مجلس وزراء الصحة العرب، كالاستراتيجية العربية لتطوير خدمات الرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة، والاستراتيجية العربية للصحة والبيئة، والاستراتيجية العربية لحماية حقوق اللاجئين. وقال «أبو الغيط»، إنه من المهم أيضاً العمل على تعزيز العلاقات العربية مع التجمعات والدول الشريكة لها وخاصة في أوروبا وآسيا؛ لتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة معها في المجال الصحي والاستفادة من خبراتها في هذا المضمار. وأضاف «أبو الغيط»، أن المجلس يعقد دورته مع استمرار الظروف الاستثنائية الصعبة التي تتعرض لها بعض الدول العربية في ظل النزاعات والصراعات التي تمر بها والتي تشكل تحديات خطيرة لأمنها واستقرارها وكان لها تداعياتها المعروفة ليس فقط على مواطنيها وإنما أيضاً على الدول المجاورة المستقبلة للاجئين الذين فروا منها. وتابع «أبو الغيط»، أن الصراعات والنزاعات التي تواجه المجتمعات العربية تستدعي حشد جهود كبيرة لمواكبتها واستيعاب تبعاتها الخطيرة على حياة المواطن ومعالجة الآثار الإنسانية التي تصاحبها، مؤكدا ثقته في أن مجلس وزراء الصحة العرب سيواصل جهوده المقدرة لتعبئة الدعم اللازم للمتضررين جراء هذه الأزمات واحتواء الآثار الصحية والإنسانية الناجمة عنها؛ وذلك بالرغم من صعوبة الموقف وجسامة هذه التحديات. وقال «أبو الغيط»، إن الصحة هي الركيزة الأساسية لحياة سعيدة والتي تُمكّن الإنسان من العيش بحياة طبيعية وتحقيق طموحاته وتجعله قادراً على الإنتاج والإنجاز، مشيرا إلى أن أهداف التنمية المستدامة 2030 لاتزال ترتكز على القضاء على الفقر والارتقاء بمستويات الصحة والتعليم والأمن الغذائي والتغذية، لذلك تم اختيار موضوع «بناء نظم صحية مرنة لتحقيق غايات هدف التنمية المستدامة الثالث 2030»؛ ليكون محوراً رئيسياً للمجلس لهذا العام. ونوه بأهمية عرض التجارب الناجحة والرائدة في المجال الصحي لكل من المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية السودان والمملكة المغربية خلال أعمال الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب. وشدد على أن نشاطات وخطط مجلس وزراء الصحة العرب تكاد تكون الأهم في هذه اللحظة الدقيقة، حيث إن الاهتمام بصحة المواطن يكاد يكون من أكبر التحديات التي تواجه صناع القرار، والتي تستوجب وضع خطط استراتيجية ومراقبة دقيقة لأوضاع المواطن الصحية. من جانبه، ناشد وزير الصحة اليمني الدكتور ناصر باعوم، الدول العربية، على تقديم الدعم الصحي لبلاده التي تعاني أوضاعا صحية كارثية؛ بسبب ما تشهده من صراع جراء الانقلاب الحوثي الذي تدعمه إيران. وأشاد وزير الصحة اليمني، رئيس الدورة السابقة لمجلس وزراء الصحة العرب، خلال كلمته، بالدعم الصحي والإنساني الذي قدمته بعض الدول العربية لبلاده خاصة السعودية والكويت والإمارات. وقال «باعوم»، إن الصراع في اليمن أدى إلى نتائج كارثية في القطاع الصحي، حيث يفتقد 16 مليون شخص للرعاية الصحية، وهناك 1.5 مليون طفل يعانون سوء التغذية، كما أن 50% من المرافق الصحية مغلقة جزئيا أو كليا، و17 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي. وأشار «باعوم» إلى أن المنطقة تشهد حروبا ونزاعات خلّفت أعدادا متزايدة من الضحايا، كما أصبح من الصعب تقديم الرعاية الصحية إلا في الحدود الدنيا، بالإضافة إلى وجود عقبات تتعلق بنقص مياه الشرب أو تقديم الخدمات كالكهرباء وغيرها، وكذلك انتشار الأمراض والأوبئة التي أودت بحياة الملايين. ودعا وزير الصحة اليمني، إلى تضافر الجهود واستغلال الإمكانيات وتطوير الآليات لتحسين وتجويد القطاع الصحي عربيا، معربا عن تطلعه لتعاون عربي حقيقي للتصدي للتحديات في هذا القطاع. وحث الدول العربية على المشاركة الفاعلة باللجان الفرعية للمجلس وتفعيل القرارات الصادرة عنه. ومن جانبه، أكد الدكتور محمود الشياب وزير الصحة الأردني، رئيس الدورة الجديدة ال49 لمجلس وزراء الصحة العرب، على أهمية الاجتماع، والذي ينعقد في ظل ظروف صعبة بالغة الحساسية تمر بها المنطقة العربية، وألقت بظلالها على الجوانب الصحية والاجتماعية للدول العربية ودول الجوار. ودعا «الشياب» لتعزيز العمل العربي المشترك وتكاتف الإمكانيات للنهوض بالقطاع الصحي والنأي بالصحة عن الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة، والعمل على تحقيق التكامل العربي في مجال صناعة الدواء.