• محمد بن سلمان ل«واشنطن بوست»: التغييرات فى المؤسسة العسكرية مخطط لها منذ سنوات.. ونهدف لنتائج أفضل لإنفاقنا الدفاعى • الصدمة ضرورية لكبح التطرف واجتثاث الفساد.. ووضع الحريرى فى لبنان حاليا أفضل من حزب الله وصف ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، أمس، الموجة الجديدة من الإصلاحات فى المملكة وحملة مكافحة الفساد بأنها جزء من العلاج ب«الصدمة» الذى يعد ضروريا لتطوير الحياة الثقافية والسياسية فى السعودية وكبح التطرف. جاء ذلك فى مقابلة بقصره فى الرياض مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، وذلك نهاية اليوم الذى صدرت خلاله مراسيم ملكية جديدة هزت البيروقراطية العسكرية والحكومية بالسعودية وشملت تعيين امراة فى منصب نائب وزير. وناقش ولى العهد السعودى على مدى أكثر من ساعتين، حملاته ضد الفساد والتطرف الإسلامى، فضلا عن استراتيجيته للمنطقة. وقال بن سلمان فى الحوار الذى أجراه الكاتب الأمريكى ديفيد اجناتيوس إنه «يحظى بتأييد عام، ليس فقط من الشباب السعودى القلق بل أيضا من العائلة الملكية»، رافضا الانتقاد لسياساته الداخلية والإقليمية التى وصفها البعض بأنها محفوفة بالمخاطر. وأوضح بن سلمان أن «التغييرات ضرورية لتمويل تنمية المملكة ومكافحة أعدائها مثل إيران». وبسؤاله عن إمكانية إطلاق سراح ناشطين حقوقين قبل زيارته للولايات المتحدة فى أواخر الشهر الحالى، قال بن سلمان إن «المعايير السعودية تختلف عن نظيرتها الأمريكية»، وأضاف لاحقا عبر أحد مساعديه: «سننظر فى إصلاحات فى هذا المجال، كما فى حالات أخرى». وبحسب أجناتيوس، فإن ولى العهد السعودى تحدث خلال المقابلة باللغة الإنجليزية بشكل كامل، فى حين أنه خلال المقابلتين السابقتين التى أجراهما معه، إذ كان يجيب باللغة العربية على أسئلة يطرحها عليه باللغة الإنجليزية. ورفض الأمير بن سلمان المخاوف لدى بعض المؤيدين فى الولاياتالمتحدة بأنه يقاتل على جبهات كثيرة جدا ويخاطر كثيرا، مشيرًا إلى أن اتساع نطاق التغيير وسرعته ضروريان للنجاح. وقال ولى العهد السعودى إن التغييرات التى أعلنها مساء الاثنين العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز هى جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب «الطاقة العالية» الذين يستطيعون تحقيق أهداف عملية تحديث (المملكة)، مضيفا: «نريد العمل مع من يؤمنون» بتلك الأهداف. وعن التغييرات فى المؤسسة العسكرية تحديدا، قال بن سلمان الذى يشغل أيضا منصب وزير الدفاع، إنه «تم التخطيط لذلك منذ عدة سنوات من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق الدفاعى السعودى». وأضاف أن «جيش المملكة، التى تملك رابع أكبر ميزانية للدفاع فى العالم، يقع فى المرتبة ما بين ال 20 أو 30 فى قائمة أفضل الجيوش فى العالم»، كما تحدث عن خطط طموحة لحشد القبائل اليمنية ضد المتمردين الحوثيين وداعميهم الإيرانيين. وحول حملة مكافحة الفساد، قال ولى العهد السعودى إنها كانت مثالا على العلاج بالصدمة الذى تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستشرى، مشبها ذلك بقوله «لديك جسد مصاب بالسرطان فى كل أجزائه، إنه سرطان الفساد، عليك استخدام (العلاج) الكيماوى، صدمة الكيماوى، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم». وتابع: «المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وقف هذا النهب». ومضى قائلا إنه شخصيا يتذكر الفساد، حيث حاول أشخاص استخدام اسمه وعلاقاته التى بدأت فى أواخر سن المراهقة. مشيرا إلى أنه «لقد كان الأمراء الفاسدون قلة، ولكن الجهات الفاعلة السيئة حظيت باهتمام أكبر. لقد أضرت بقدرة العائلة المالكة». وحول إطلاق سراح جميع المحتجزين بتهم الفساد (بفندق ريتز كارلتون الرياض)، ما عدا 56 شخصا، بعد ردهم أموال، قال بن سلمان إن «معظمهم يعرفون أنهم ارتكبوا أخطاء كبيرة، وقد أجروا تسوية». إلى ذلك، أكد الأمير بن سلمان أن «الصدمة» كانت ضرورية أيضا لكبح التطرف الإسلامى فى المملكة، ودافع الأمير عن الإجراءات التى اتخذها لتطوير البيئة الثقافية والدينية وإعطاء حقوقا أكبر للنساء مقابل الحد من قدرات الشرطة الدينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر)، قائلا إن «هدفها هو العودة إلى الإسلام كما كان فى عهد النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)». ورفض بين سلمان المقارنة بينه وبين جده الملك المؤسس عبدالعزيز أل سعود، قائلا: «لا يمكن أن نعيد اختراع أى فون (هاتف ذكى).. ستيف جوبز فعل ذلك بالفعل.. ما نحاول تحقيقه هنا شىء جديد». من جهة أخرى، قال ولى العهد السعودى إنه تعرض لانتقادات غريبة غير منصفة بشأن الضغط على رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى للاستقالة فى نوفمبر الماضى، مضيفا «إنه (الحريرى) الآن فى وضع أفضل فى لبنان، مقارنة بميليشيات حزب الله المدعومة من إيران.