استقبلت مظاهرات صاخبة أمام مقر الأممالمتحدة في نيويورك يوم الأربعاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والزعيم الليبي معمر القذافي الذي رحب به أيضا تجمع نظمته حركة أمة الإسلام التي يتزعمها لويس فرقان. وتجمع أكثر من ألف إيراني يقيمون في المنفى وهم يرفعون لافتات تصف الرئيس الإيراني "بالديكتاتور" وأعلاما ما قبل الثورة الإسلامية ويغنون أمام صور متظاهرين مضرجين بالدماء خلال الاضطرابات التي تلت إعادة انتخاب أحمدي نجاد في إيران. وكتب على احدى اللافتات "آية الله الكونت دراكولا". ونظمت التظاهرة الاحتجاجية بعناية وعزفت خلالها الموسيقى الإيرانية بينما قام متطوعون شباب بتوزيع الأعلام الخضراء شعار المعارضة الإيرانية. لكن الانقسام السياسي في إيران كان واضحا إذ شارك متظاهرون من قدامى المجاهدين والمعارضة العلمانية التي تختلف مع المجموعة الأولى في كل شىء باستثناء تغيير أحمدي نجاد. وكان الرئيس الإيراني حمل في خطاب مطول في الأممالمتحدة على وضع العالم الراهن ، مستعيدا بكلام مبطن خطابه التقليدي المعادي لإسرائيل والولايات المتحدة. وقال "لم يعد مقبولا أن تهيمن أقلية صغيرة على السياسة والاقتصاد والثقافة في أجزاء كبرى من العالم من خلال شبكاتها المتشعبة وأن تقيم نوعا جديدا من العبودية وتضر بسمعة دول أخرى بما فيها حتى دول أوروبية والولايات المتحدة، من أجل تحقيق اهدافها العنصرية". كما تظاهرت مجموعة صغيرة من الليبيين وأقرباء ضحايا اعتداء لوكربي (1988) للتعبير عن احتجاجهم. وقد ركزوا في هتافاتهم على الإفراج عن عبد الباسط المقرحي الذي كان يمضي عقوبة بالسجن في بريطانيا بعدما أدين بالتورط في الهجوم. وردد المتظاهرون "القذافي يجب أن يرحل" و"قاتل". وكانت محاولات عدة قام بها القذافي لنصب خيمته في مواقع في نيويورك فشلت. لكن الزعيم الليبي حصل على بعض الدعم من الزعيم الأمريكي المسلم لويس فرقان الذي نشر حوالى 300 من أعضاء حركته "أمة الاسلام" الذين وضعوا نظارات سوداء. وقام هؤلاء الذين كان يفصلهم عن المعارضين للقذافي حاجز معدني ، بالرقص على وقع الطبول الأفريقية وهم يرفعون لافتات كتب عليها "الأخ القذافي" "ويعيش ملك أفريقيا".