حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمس من على منبر الأممالمتحدة، الذى اعتلاه لأول مرة خلال انعقاد قمة المناخ العالمية أمس فى نيويورك، من أن الأجيال المقبلة ستواجه «كارثة لا مناص منها»، إن لم تتصرف الأسرة الدولية «بجرأة وسرعة فى آن». وأضاف «نفهم خطورة التهديد المناخى ونحن عازمون على العمل. وسنتحمل مسئولياتنا تجاه الأجيال المستقبلية» مؤكدا أنه يقود حقبة جديدة من العمل الأمريكى بشأن التغيير المناخى. وأكد أوباما أنه «عازم» على العمل من أجل المناخ لكنه اعترف أن التحديات القادمة فى قمة كوبنهاجن فى ديسمبر المقبل هى «الأصعب»، محذرا من مفاوضات صعبة قبل المؤتمر العالمى للتغير المناخى الذى سيعقد فى نهاية العام وقال إن الاتفاق الذى يمكن أن يخرج به المؤتمر لن يكون «مثاليا». وقال أوباما الذى تعتبر بلاده من كبار الملوثين فى العالم وأمام عشرات القادة من العالم بأسره اجتمعوا فى مقر الأممالمتحدة فى نيويورك أن «التهديد المتمثل بالتغير المناخى خطر وداهم ومتزايد». ودعا أوباما «الدول الصاعدة» والتى ستنتج نحو نصف الزيادة فى انبعاثات الكربون للعمل كذلك. وقال أيضا إنه على الدول المتقدمة أن تكون قدوة وأن تساعد ماليا وفنيا الدول الأقل نموا فى محاربة ارتفاع حرارة الأرض. وتعهد الرئيس الأمريكى بأنه سيعمل على إلغاء الدعم الحكومى لمصادر الطاقة الكربونية. وكما كان متوقعا تجاهل أوباما ضغوط الاتحاد الأوروبى ودول متقدمة أخرى المطالبة بإعلان أمريكى عن أهداف محددة لخفض معدل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى بحلول 2020. وقد أقر مجلس النواب الأمريكى قرارا يهدف إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 17% بحلول عام 2020 مقارنة بمستويات عام 2005 و83% بحلول عام 2050. ويتعين أن يصادق مجلس الشيوخ كذلك على القانون. وكان رئيس الوزراء اليابانى يوكيو هاتوياما قد أعلن أن بلاده تعتزم الحد من انبعاثات الغازات الدفينة بنسبة 25 بالمائة مع حلول 2525، بينما يعتزم الاتحاد الأوروبى الالتزام بتخفيض يتراوح بين 20 إلى 30 بالمائة، فى الوقت الذى لا تريد الولاياتالمتحدة أن يتجاوز التخفيض نسبة 7 بالمائة. من ناحيته تعهد الرئيس الصينى هو جينتاو أمس بخفض انبعاثات ثانى اكسيد الكربون فى بلاده «بهامش كبير»، بحلول 2020 مقارنة مع مستوياتها فى عام 2005. إلا أن الرئيس الصينى قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إنه سيتم قياس الخفض استنادا إلى وحدة إجمالى الناتج المحلى. وتمسك الرئيس الصينى بموقف الدول النامية وهو أن على الدول الغنية بذل المزيد من الجهد فى هذا المجال بسبب مسئوليتها التاريخية عن المشكلة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد ناشد دول العالم التوصل لاتفاق سريع للحد من الانبعاثات الضارة وناشد دول لعالم بالقول «إن المنزل يحترق ولابد من التوصل إلى اتفاق فى قمة كوبنهاجن». من جهة أخرى تبدأ اليوم بمقر الأممالمتحدة المناقشات العامة فى إطار الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة حوالى الساعة الثالثة عصرا بتوقيت القاهرة، وسيكون الافتتاح بخطاب لبان كى مون يليه كلمة للرئيس البرزايلى لولا دا سيلفا الذى تسلم بلاده رئاسة الجمعية العامة ثم العقيد القذافى الذى ستتسلم بلاده الرئاسة ويعقب ذلك كلمات للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى والروسى فلاديمير ميدفيديف ثم الإيرانى محمود أحمدى نجاد ثم رئيس وزراء بريطانيا جوردن براون.