• الإسلام لا يعترف بالعقيدة المفروضة تحت تهديد السلاح والمُجتلبة ببريق الذهب والأموال أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن إكراه غير المسلمين على الدخول في الإسلام من الأمور المنهي عنها في الشريعة الإسلامية؛ لأن الإسلام لا يعترف بالعقيدة المفروضة تحت تهديد السلاح، ولا يعترف كذلك بالعقيدة المُجتلبة عن طريق بريق الذهب والأموال. وأضاف المركز، في بيان اليوم، أن الله، عز وجل، نهى في العديد من الآيات القرآنية عن إكراه الغير في الدخول إلى الإسلام، ومنها قوله تعالى في سورة البقرة: «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ»، وقوله جل شأنه في سورة الكهف: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖفَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ». وأشار إلى أن محاولات بعض المتشددين إجبار غير المسلمين على الدخول في الإسلام، منافية لصحيح الشرع، وللنصوص القرآنية والأحاديث النبوية، لافتًا إلى أن إكراه الغير على الإسلام لا يصنع إنسانًا مؤمنًا، ولكنه يصنع جيلًا من المنافقين. ولفت إلى أنه روي عن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، أن امرأة يهودية عجوز جاءته تشتكي إليه فقرها وعجزها عن علاج ابنها المريض، فأخذها الفاروق إلى بيت مال المسلمين وفرض لها ما يكفيها ويكفي علاج إبنها، ففرحت المرأة وشكرته، ولما رأى عمر الرضا والسرور على وجهها قال لها مشفقًا عليها: «يا أَمة الله، إني أدعوك إلى الإسلام، ففيه خيرا الدنيا والآخرة»، فقالت اليهودية، في حرية وأمان: «أما هذه فلا يا أمير المؤمنين»، فما كان من عمر إلا أن ندم، وخاطب نفسه مؤنبًا إياها: «يا عمر.. أليس هذا من الإكراه في الدين؟»، ثم سُمع وهو يقول بصوت مرتفع: «اللهم أشهد أني أبرأت ذمتي من إكراهها على الدخول في الإسلام». وجاء ذلك ضمن الحملة التوعوية التي أطلقها مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تحت عنوان: «شركاء الوطن»، وذلك تزامنًا مع بدء احتفالات الأخوة المسيحيين بأعيادهم. وتهدف الحملة إلى ترسيخ مبادئ المواطنة والعيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، بالإضافة إلى إظهار صورة الإسلام الوسطي الصحيح، وإبراز تعاليمه السمحة.