قوات الاحتلال تعتدى على المتظاهرين فى الخليل وبيت لحم ورام الله.. وخطيب الأقصى: القدس ستبقى مفتاح الحرب والسلام قادة الفصائل الفلسطينية يتقدمون مسيرة «مليونية القدس» فى غزة.. والاتحاد الأوروبى يجدد التزامه بحل الدولتين انطلقت، اليوم، مسيرات حاشدة فى أرجاء الأراضى الفلسطينية فى إطار «جمعة غضب ثانية»، للتنديد بقرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، بالتزامن مع انطلاق فاعليات «مليونية القدس» فى جميع محافظات قطاع غزة، استجابة لدعوة أطلقتها القوى والفصائل الفلسطينية للتأكيد على التمسك بالمدينةالمحتلة عاصمة لفلسطين. وأدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، أمس، فى المسجد الأقصى، وسط قيود اسرائيلية شملت نشر المئات من عناصر الشرطة على مداخل البلدة القديمة فى مدينة القدس وأزقتها وفى محيط المسجد الأقصى. من جانبه، أدان خطيب المسجد الاقصى، الشيخ اسماعيل نواهضة، القرار الأمريكى، مشيدا بردة الفعل الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية على قرار ترامب. وقال نواهضة إن «الحق أبيض واضح والباطل إلى زوال، وهذه الهبّة الفلسطينية والعربية والاسلامية أوضح دليل على ذلك وصفعة للقرار وابلغ رد على ترامب وجماعته»، مضيفا أن «القدس عاصمة فلسطين وستبقى مفتاح الحرب والسلام». وشهدت البلدة القديمة فى القدسالمحتلة، انتشارًا واسعًا لقوات الاحتلال وعناصر وحداته الخاصة وعناصر المخابرات ووحدات المستعربين و«حرس الحدود»، ووضع الحواجز الحديدية على أبواب القدس القديمة لتحديد مسارات الوافدين للأقصى، بحسب وكالة معا الفلسطينية. وعقب صلاة الجمعة، نظم الفلسطينيون مسيرات غضب فى مختلف محافظات الضفة الغربيةالمحتلة، حيث انطلقت مسيرة من أمام مسجد جمال عبدالناصر وسط رام الله، وجابت شوارع المدينة تنديدا بالقرار الأمريكى ورفع المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها «القدس عاصمة فلسطين الأبدية». كما خرجت المظاهرات الفلسطينية فى مدينة نابلس والخليل وطوباس وبيت لحم والبيرة ورام الله وطولكرم، والتى قمعها الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة عالية، وإطلاق الرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، وفقا لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا». وفى قطاع غزة، شارك عشرات آلاف المواطنين فى جميع محافظات القطاع، بعد صلاة الجمعة، ب«مليونية القدس» رفضًا لإعلان الرئيس الأمريكى. وتقدم المسيرات التى دعت لها لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، قادة الفصائل بمحافظات القطاع الخمس، فيما حمل المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد تمسكهم بمدينة القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. فى غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم، أن اكثر من ألفى فلسطينى أصيبوا خلال المواجهات مع الجيش الاسرائيلى المستمرة منذ أسبوع بعد اعتراف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالقدسالمحتلة عاصمة لاسرائيل. وبحسب بيان وزارة الصحة فإن عدد الاصابات فى الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس بلغ جريحا 2468، نقل 514 منهم إلى المستشفيات، بينما بلغ عددهم 301 شخص فى قطاع غزة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وفى الأردن، ندد آلاف الأردنيين فى وسط عمان، بقرار ترامب، حيث انطلقت مسيرة تحت شعار «القدس لنا» من أمام المسجد الحسينى، تضامنا مع القدس. وفى سياق متصل، قال رئيس المجلس الأوروبى، دونالد توسك، إن موقف الاتحاد الأوروبى تجاه القدس «لم يتغير» وأن قادة الاتحاد ملتزمون بحل الدولتين. وأضاف توسك، فى تغريدة له على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أمس: «إن قادة الاتحاد الأوروبى يؤكدون مجددا التزامهم القوى بحل الدولتين، وفى هذا السياق فإن موقف الاتحاد الأوروبى حول القدس يظل بدون تغيير». كما أعلن رؤساء البرلمانات العربية فى بيان ختامى صادر عن اجتماعهم الطارئ أمس عن سحب الرعاية من الولاياتالمتحدة كدولة راعية للسلام، باعتبار أنها خرجت من الشرعية الدولية وأصبحت طرفا خصما، لا حكما فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. وأكد رؤساء البرلمانات العربية دعمهم للرئيس الفلسطينى محمود عباس، ودعم «حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 1976»، وفقا لوكالة «صفا» الفلسطينية. بدوره، أعرب وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، عن اعتقاده بأن إدارة الرئيس ترامب جادة بشأن إحلال السلام بين الإسرائيليين والعرب. وقال الجبير فى مقابلة مع محطة فرانس24، أمس، إن الأمريكيين «يعملون على أفكار ويتشاورون مع كل الأطراف وبينها السعودية ويدمجون وجهات النظر التى يعرضها عليهم الجميع»، مشيرا إلى أنهم قالوا إنهم يحتاجون لمزيد من الوقت لوضع خطة للتسوية فى الشرق الأوسط وعرضها. ونفى الجبير وجود أى علاقات للمملكة مع إسرائيل رغم أنها تشاركها القلق من نفوذ إيران بالمنطقة، مؤكدا أن لدى الرياض «خارطة طريق» لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل بعد اتفاق سلام مع الفلسطينيين. إلى ذلك، أعلنت تركيا أنها تعتزم نقل سفارتها لدى السلطة الفلسطينية من رام الله إلى القدسالشرقية. وقال وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو إن بلاده تقوم بحملة دولية، لنزع اعتراف بدولة فلسطين من الدول التى لم تعترف بها حتى الآن، مضيفا أنه بمجرد نجاحهم فى تلك الخطوة، ستفتح السفارات فى عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة فى القدسالشرقية، وفقا لصحيفة ديلى صباح التركية. وكانت الحكومة اللبنانية أعلنت أمس، «تشكيل لجنة خاصة لدراسة مقترحات وزير الخارجية جبران باسيل بشأن تكريس القدس عاصمة لفلسطين». وكان باسيل قد طالب بإنشاء سفارة لبلاده فى القدس عاصمة فلسطين، مشيرا إلى أنه طرح على الرئيس الفلسطينى تبادل أراض بين لبنانوفلسطين لهذه الغاية.
