حذر وزير الموارد المائية والري، الدكتور محمد عبد العاطي، من تداول معلومات مغلوطة عن مصر بشأن قضية سد النهضة الإثيوبي، واستخدام مياه النيل. وقال "عبد العاطي"، في ندوة عُقدت بمجلس الشيوخ الفرنسي، حول دور الدبلوماسية المائية في تسوية الخلافات الخاصة بنهر النيل، إن مصر أرسلت خطابًا للبنك الدولي لمناشدته بالنيابة عن دول حوض النيل الشرقي لتمويل إنهاء دراسات إنشاء أول سد في النيل الأزرق. وأضاف أنه أثناء عمل الدراسات، تم الإعلان عن سد آخر، مؤكدًا أن هذه الحقيقة لا يعلمها الكثيرون، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن اللجنة الدولية للخبراء التي تم تشكيلها أثبتت وجود دراسات ناقصة وانعكس ذلك على تعديل تصميم السد. وأشار إلى قرار الاستعانة بشركة دولية لاستكمال دراستين أخرتين، وإلى أن تقرير هذه الشركة عكس فهم للشروط المرجعية وبالرغم من ذلك حدث تسويف في اجتماعات الوزراء ثم أراد الجانب الإثيوبي تغيير بعض شروط العقد وإدخال بنود جديدة عليه. وأكد أنه في سياق هذه التطورات كان من المهم إطلاع الرأي العام في مصر على تطورات الأمور في وجود مشكلة تسعى الدولة لحلها، منوهًا إلى وجود إعلان مبادىء يقضي، عند حدوث خلاف، برفع الأمر إلى المستوى الوزاري ثم إلى المستوى الأعلى سواء وزراء خارجية أو رئيس وزراء أو رئيس جمهورية. وذكر أن رفع الأمر إلى المستوى الوزاري استغرق خمسة أشهر للاتفاق على موعد ثم تم رفع الأمر إلى المستوى الأعلى وفقًا لإعلان المبادىء بعد عقد اجتماعين وزارين دون إحراز تقدم، مؤكدًا أنه كان من الضروري عرض الرؤية من جميع الأطراف وليس من طرف واحد. واستنكر وزير الري، ما يتم تداوله من معلومات مغلوطة أن مصر تسيء استخدام المياه أو أن كفاءة استخدام المياه ضعيفة، قائلًا إن مصر طبقًا للأبحاث العالمية تحقق أعلى إنتاجية لنقط المياه في العالم. وأبرز خلال الندوة تأثير ارتفاع منسوب سطح البحر على الدلتا، وعلى تغيير النشاط السكاني فضلًا عن تأثير نقص المياه على الهجرة غير الشرعية. وقد شهدت الندوة مشاركة الدكتور محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربي للمياه، والدكتور حسين العطفي، وزير الري الأسبق، والأمين العام للمجلس العربي للمياه، وكاترين موران دي ساي، رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية في مجلس الشيوخ، وأنخيل موراتينوس، رئيس وزراء إسبانيا السابق، وفادي وقمير، الخبير في علوم المياه، والرئيس الفخري للشبكة المتوسطية للأحواض المائية، بالإضافة إلى العديد من الدبلوماسيين وخبراء المياه.