هل جربت أن تدخل مطعما لتطلب وجبتك عن طريق الإشارة، وهل جربت تلقى الإجابات على أسئلتك بالصور بدلا من الاستماع إلى شرح من النادل حول الوجبة ومكوناتها ؟، أحد مطاعم الجيزة، يقدم تجربة باختيار طقم العاملين من الصم والبكم، والتواصل معهم عن طريق الإشارة. منذ عام ونصف العام بدأ محمد عرفات التفكير فى مطعم يعمل به الصم والبكم لدمجهم فى الحياة دون النظر إلى صعوبة التواصل بينهم وبين الآخرين، وكسر شعورهم بأنهم فى عالم آخر غير الذى نعيش فيه. تحول المطعم من فكرة فى ذهن صاحبه إلى واقع من نحو 6 أشهر عندما عاد عرفات، من عمله فى السعودية وقرر فتح المطعم ليعمل وهو وأخوه نبيل معا، مستفيدا من خبراته السابقة وليكتسب خبرات شقيقه فى المطاعم وعمله السابق بها، ليساعده شقيقه فى تجميع طاقم العمل من الصم والبكم، لسابق عمله قبل ذلك طباخا، ثم كبير طباخين، فى عدد من المطاعم. اختار عرفات لمطعمه فى شارع العريشبالجيزة، اسم «كاندى»، وكاندى تعنى حلاوة الدجاج، ويقدم المطعم عدة وجبات، المكون الرئيسى لها هو الدجاج، بمختلف طرق تقديمه، خصوصا أن بعض العاملين سبق لهم العمل فى مطاعم أخرى قبل العمل فى كاندى والبعض خاض التجربة لأول مرة فى عالم المطاعم. التصميمات البسيطة المعبرة عن حال المطعم، وجدرانه ترجمات لغة الإشارة بالحروف، ليستطيع الزبون التواصل من خلالها إذا وجد صعوبة فى التواصل من طاقم المطعم عن طريق تهجى الكلمات، ولاعطاء الزبون بعض المعلومات عن لغة الاشارة، يوجد بعض اللوحات المعبرة عن المطعم وفكرته، لتكون محصلة اللحظات الاولى لتواجدك فى المطعم مزيجا من الانبهار والدهشة والمفاجأة. على الجدار المقابل جملة ترحب بالزبون وصور مفصلة عن مراحل نضج الدجاج بطريقة مبسطة وجاذبة للانتباه، ولوحات أخرى تعرض أفكارا لزيادة التنوع فى الوجبات لم تنفذ بعد. 4 أشخاص فقط من طاقم العمل فى المطعم، يستطيعون التحدث بطلاقة، منهم مدير المطعم، فترة الليل والصباح، والدليفرى والكول سنتر فى أصل 16 فردا يعملون فى المطعم، وفى بداية المشروع كان عرفات الأصغر يساعد «الكاشير» فى التواصل مع الزبائن ولتعريف الزبائن بفكرة المطعم ولكن مع مرور الوقت أصبح يجلس ليتابع العمل فقط. الاستغراب ثم الاعجاب بالمطعم كان رد فعل الزبائن فعلى غير العادة ان يكون مطعم كاملا من الصم والبكم، تعلم بعض الزبائن الدائمى التردد على المطعم بعض الاشارات الخاصة بالوجبات، ليصبح التواصل والتعامل أسهل، بعد ان صار للمكان زبائن يستمرون فى التردد عليه. عرفات يصف طاقم العمل لديه بأنهم يمتلكون طاقة ايجابية عالية وأمانة وخوفا من ربنا، ويتواصل طاقم العمل مع بعضه بلغة الإشارة ويملأ الطاقم المكان بالروح الجميلة والمرح وهم دائمو الابتسام للزبائن، فيما يستخدم هو «قلم الليزر» عند رغبته فى مناداة أحد أفراد طاقم العمل لجذب انتباهه. يتمنى عرفات أن تنجح فكرة المطعم وتتحول لسلسلة مطاعم جميع أطقم العمل بها من الصم والبكم ليكسر الحاجز النفسى الذى يشعرون به وأنهم قادرون على النجاح والعمل كالبقية.