• «زهرة الصبار» يمثل مصر فى المسابقة.. والأفلام تتناول قضايا الهوية والتهميش وصراع الأجيال أعلن مهرجان دبى السينمائى الدولى عن المجموعة الأولى من الأفلام المشاركة فى مسابقة «المهر الطويل» فى الدورة الرابعة عشرة للمهرجان، والتى ستُقام فى الفترة ما بين 6 إلى 13 والتى تسلط الضوء بأعمالها على الثقافات والمجتمعات العربية المختلفة. وتتضمن المجموعة فيلم المخرجة المصريّة هالة القوصى «زهرة الصبّار» المدعوم من برنامج «إنجاز». يروى الفيلم قصّة ثلاث شخصيّات، هى عايدة، الممثلة الصاعدة والآتية من خلفية قروية، والتى تجد نفسها بين ليلة وضحاها، مطرودة من منزلها وتجول فى شوارع القاهرة بصحبة جارتها سميحة البرجوازية المنطوية، ودونما أيّ مال أو مكان تلجآن إليه. تبدأ عايدة بمساعدة شاب اسمه ياسين رحلة البحث عن مأوى. يتحرك الثلاثة فى رحلة لاكتشاف الذات ما بين أحداث عادية، وأخرى كارثية أحيانا، وتنمو بينهم صداقة تفوق الاعتياد، مثل زهرة رقيقة تتفتّح من بطن صبارة شائكة. وفيلم «إلى آخر الزمان»، فى عرضه العالمى الأول للمخرجة الجزائريّة ياسمين شويخ التى تُنجز هنا فيلمها الطويل الأوّل بدعم من برنامج «إنجاز» لمرحلة ما بعد الإنتاج، وهو برنامج تابع إلى سوق مهرجان دبى السينمائى الدولى. تدور أحداث الفيلم داخل مقبرة «سيدى بولقبور»، حيث جهّز حفّار القبور على، البالغ من العمر 70 عاما، كلّ شيء لاستقبال العائلات الوافدة إلى المكان بمناسبة الزيارة الموسمية للتّرحم على أرواح موتاها. يلتقى على الستينية جوهر التى تزور قبر شقيقتها، للمرة الأولى بعد فقدان زوجها. لدى جوهر رغبة فى أن يكون رُقادها الأخير إلى جوار شقيقتها، فتقرّر بدء تنظيم جنازة خاصة بها، وتطلب المساعدة من على. وخلال فترة الإعداد هذه يكتشف الاثنان بعضهما على وجل. وعلى الرغم من تردّد جوهر فى الانسياق وراء هذا الشعور المتجدّد فى عمرها الحالى، تصبح المقبرة مسرحا لقصة حب. ويعود المخرج المغربى نبيل عيوش مجددا إلى مهرجان دبى السينمائى الدولى مع فيلم «غزية»، الذى اختير ليمثل المغرب رسميا ل«أوسكار» أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية لعام 2018. يتطرق الفيلم إلى مفهوم الحريّة من منظور خمس قصص مختلفة، يبدأ بعضها فى الثمانينيات وأخرى فى الوقت الراهن فى الدار البيضاء، والرابط الوحيد بين القصص هو معلّم فى مدرسة فى قرية صغيرة فى جبال الأطلس. وتشارك المخرجة الفلسطينيّة آن مارى جاسر مع فيلمها المؤثر «واجب» الفائز بجائزة «دون كيشوت» فى مهرجان لوكارنو السينمائى والذى اختير لتمثيل فلسطين رسميا ل «أوسكار»، يتناول الفيلم قضية الصراع بين الأجيال، وتدور أحداثه فى مدينة الناصرة، عندما يعود الشاب شادى إلى مسقط رأسه، بعد سنوات طويلة من الغياب فى الخارج، لمساعدة والده فى التحضير لزفاف أخته. وخلال هذا اليوم تتوضح ملامح العلاقة الهشّة والمتوترة بين الرجلين، لتصل إلى ذروتها وتضع كلا منهما أمام تحديات مختلفة. يجمع الفيلم الممثل الفلسطينى الكبير محمد بكرى وابنه صالح بكرى لأول مرة على الشاشة الكبيرة فى فيلم طويل. وينضم إلى الأفلام المشاركة فى مسابقة «المهر الطويل» فيلم «جنّة بلا ناس» فى عرضه العالمى الأول للمخرج اللبنانى لوسيان بورجيلى. يتناول الفيلم قصّة سيّدة العائلة جوزفين التى تجد نفسها سعيدة للمرّة الأولى منذ سنتين، حين تجمّع أفراد عائلتها المتباعدة حول مائدة غداء عيد الفصح. فرحٌ ظاهرى يُخفى أجواء التوتّر السائدة فى العائلة، وتكفى حادثة بسيطة لإحداث تغيير جذريّ فى حياتهم، ولتُنسى هذه السيّدة وجميع أفرادَ عائلتها أجواء الاحتفال والفرح. وتتضمّن مسابقة «المهر الطويل» أيضا فيلم «آخر الرجال فى حلب»، للمخرج السورى فراس فيّاض، الذى سبق وحاز على جائزة لجنة التحكيم الكبرى فى «مهرجان ساندانس السينمائى»؛ وتتناول قصته اوضاع سكان مدينة حلب بَعد أكثر من خمس سنوات من المأساة السوريّة، حيث يُعدّ سكانها، أنفسهم لمواجهة حصار خانق من خلال رصد حياة اثنين من عمال الدفاع المدنى (ذوو الخوذ البيضاء)، ويُسجّل تفاصيل الحياة اليومية أثناء الحرب، مصورا مأساة الأحداث وتناقضاتها، التى تتشابه مع قصص العديد من السوريين الذين يعيشون تحت نيران الحرب. ومن لبنان أيضا، تشارك المخرجة رنا عيد بفيلمها غير الروائيّ «بانوبتيك» المدعوم من برنامج «إنجاز»، والذى يدور حول مدينتها بيروت. وهو رسالة موجهة من رنا عيد إلى والدها فى محاولة للتعبير عن حزنها إثر وفاته، وفيه استذكار للأوقات التى أمضتها فى الملاجئ تحت القذائف خلال الحرب الأهلية اللبنانية. تحاول رنا التصالح مع ماضى بلدها المضطرب، ليتغلغل الفيلم فى خفايا بيروت كاشفًا المفارقات العديدة السائدة فى لبنان، فى حين اختار البعض من شعبه إشاحة البصر عن عيوبه وعن تاريخه. تستكشف المخرجة بالصورة والصوت عددا من المعالم الشهيرة فى المدينة ومن خباياها. ويشارك المخرج العراقى محمد جبارة الدراجى بفيلمه «الرحلة». ويتناول قصّتى سارة المُقْدمة على تفجير نفسها فى محطة قطار وسط العاصمة بغداد وموظف المحطة سلام، الذى يدرك بأن المرأة تحمل حزاما ناسفا. يحاول سلام إقامة معبر للحديث معها كى ينقذ نفسه وكل من حوله فى المحطة. ويعود المخرج العراقى البلجيكى سهيم عمر خليفة، مع فيلمه الروائى الطويل الأوّل «زاغروس»، والذى يروى فيه قصة کردى يعمل راعيا للغنم ويعشق زوجته، ولکنها ترحل هى وابنتها إلى بلجيكا إثر شائعات انتشرت عن خيانة المرأة لزوجها. وبعد فترة يلحق الرجل بالمرأة وابنتها. وهناك يكتشف أمورا غريبة عن زوجته ما يهز ثقته بها. وعليه اتّخاد قرار حاسم. وقال مسعود أمر الله آل على، المدير الفنى لمهرجان دبى إنّ قائمة الأفلام الطويلة لهذا العام «تتضمّن مزيجا متنوّعا وغنيا من نتاج مبدعين عكسوا تاريخ وواقع وطننا العربى الثرى بالقصص والحكايات الإنسانية». بدوره قال أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربى بالمهرجان، بأنّ أفلام مسابقة «المهر الطويل» لهذا العام «تستكشف قضايا العالم العربى المعاصرة والمتعلّقة بالمناخ السياسى، إضافة إلى التقاط وإبراز المواضيع الاجتماعيّة التى يعانى منها المجتمع مثل الهويّة والتهميش واكتشاف الذات»، وأضاف بأنّ أبطال تلك الأفلام «يجدون أنفسهم فى مواجهة أوقاتٍ وظروفٍ عصيبة، ما يدفعهم إلى اكتشاف الذات فى رحلات طويلة، ونحن واثقون بأن هذه القصص ستثير اهتمام المشاهدين فى ديسمبر المقبل».