قال اللواء أسامة المندوه، ضابط الاستطلاع المصري خلال حرب السادس من أكتوبر، إن نصر أكتوبر العظيم كان ملحمة عبور كسرت بكل المقاييس ما أقامه حاييم بارليف، واعتقدت إسرائيل أنه خط لا يقتحم ولا يقهر. وأضاف «المندوه»، والذي أصدرت دار الشروق مؤخرًا كتابه «خلف خطوط العدو» عن قصة العملية البطولية التي قام بها خلف خطوط العدو خلال حرب أكتوبر، في لقائه ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع عبر شاشة التليفزيون المصري، الخميس، أن القوات المسلحة لم تدخل في اختبار حقيقي في حرب 1967، بل أخذت على حين غرة ودُمرت القوات الجوية على الأرض، متابعًا: «تخرجت من الكلية الحرب في عام 67، وأول كلمة استقبلني بها قائد الكتيبة على الجبهة بأن قال إننا أول دفعة لا تتحمل نتائج ما حدث في الحرب، وأننا أول من سيلقى على عاتقهم استعادة الأرض، فأجبته: واستعادة الكرامة المصرية بل وكرامة الشعب العربي كله، ولذلك كررت في كتابي عنوان "الاستعداد لمعركة استعادة الكرامة"». وأوضح أنه في حرب الاستنزاف، كان ضباط وجنود كتائب الاستطلاع يتسابقون على عبور القناة لاستطلاع المجهول الذي هو «خط بارليف»، وكنا نرى أمامنا نقاط قوية وألغام وسلوك، وهو خط وضع كحدود نهائية وكخط لا يقتحم ولا يقهر ولا يستطيع أحد اختراقه، مضيفًا أن المهمة الأساسية لمجموعات خلف الخطوط، هي عبور القناة ومحاولة اكتشاف المجهول في الجهة الشرقية. وتابع: «المجموعات تعبر القناة وتبيت في الجهة الشرقية 24 أو 48 ساعة، تلحظ نقاط العدو ونقاط الضعف والقوة ومداخل نقاطه العسكرية، وكل هذه المعلومات التي تراكمت خدمت عملية اقتحام هذا الخط في 6 أكتوبر وتدميره في أقل من 6 ساعات». وأشار إلى عدم توافر تكنولوجيا الاتصال الموجودة حاليا لدى مجموعات خلف خطوط العدو، وأن ما كان موجودا وقتها هو جهاز لاسلكي يزن 20 كيلوجراما، ويبلغ طول سلكه 15 مترا، وهو ما يعرضه لإمكانية اكتشافه من قبل العدو، وهذا يضع ضغوط أخرى على المجموعات الموجودة خلف خطوط العدو. وكانت «دار الشروق» احتفلت الثلاثاء الماضي، بإصدار كتاب «خلف خطوط العدو»، للواء أسامة المندوه، والذي حرره ووثقه الكاتب الصحفي، خالد أبو بكر، مدير تحرير جريدة «الشروق»، في أحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، ويتناول الكتاب بطولة مجموعة من رجال الاستطلاع بقيادة اللواء المندوه خلف خطوط العدو، وبقائهم هناك لشهور طويلة بالتزامن مع قيام حرب 6 أكتوبر 1973.