خطوة بخطوة، يسير الباحث البيئى، أسامة غزالى، فى مشروعه «توثيق الحرف اليدوية فى مصر»، ليجوب المحافظات والمدن والقرى من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب. ما أن يسمع غزالى عن شخص/ حرفى أتقن حرفة يدوية ما، حتى ينطلق إليه، للسماع منه وتوثيق حرفته وصناعته، وتاريخها وانتشارها الجغرافى وأنواعها، وكل ما يتعلق بها، وتوثيقه وتدوينه، حتى أصبح لديه مخزون معلوماتى كبير عن الحرف وأماكنها وصناعها، دفعه لأن يصنع خريطة، للحرف اليدوية فى كل محافظة، مستعينا بتدويناته وتوثيقه الذى قام به. عن رحلته لوضع الخريطة، يقول غزالى ل«الشروق» إن مشكلة مصر أن الحاكم والمحكوم لا يدركان حقيقة «إيه هيا مصر».؟! حتى الكلام عن سوء الإدارة، يطرح سؤالا آخر «إدارة إزاى» ؟! وحتى الآن نحن غير مدركين للأبعاد والحقائق حتى نستطيع الإدارة. خلال رحلته لتوثيق الصورة، قابل الباحث البيئى، صورا تحكى جزءا من الإبداع الحرفى عند المصريين، خصوصا فى المحافظات الطرفية، والأقاليم، مهما كانت حلاوة الصورة، إلا أن الواقع شىء مختلف، خصوصا عندما تقابل هؤلاء الحرفيين/الفنانين، فى القرى النوبية مثلا، أو فى الواحات البحرية، أو نجع بعيد فى أحد مراكز محافظة البحيرة، لتسمع قصصا عن الفنون والحرف، لم يعشها حتى رواتها، وإنما تناقلوها أبا عن جد، فى حواديت الصباح والمساء، وهو ما يعطى للحرفة بعدا تاريخيا وجوا اسطوريا يضيف لها «ألقا كبيرا». بعد جهد طويل، أصدر غزالى أول منتجاته، «خريطة الحرف اليدوية للواحات» بمحافظة الوادى الجديد، وهى خريطة وثقت الحرف اليدوية فى الواحات، وخصصت لكل حرفة لونا معينا، ووزعته جغرافيا على الخريطة فى أكثر الأماكن تواجدا وكثافة. مطالعة الخريطة تكشف وجود حرف ربما يعرف بها المرء للمرة الاولى، مثل صناعة «أطباق سعف الدوم الملونة، فخار الواحات بالرمل، كليم صوف الغنم، سجاد يدوى صوف، كليم قصاقيص قطن، أثاث جريد النخيل، أرابيسك جريد النخيل، حرق على الخشب، الرسم على الرمال الخشب، النحت على كرناف النخيل، تشكيل الصلصال الواحاتى».