لدى خوض غمار بطولة العالم لألعاب القوى التي تنطلق اليوم الجمعة بالعاصمة البريطانية لندن، يأمل العداء الجامايكي البارز يوسين بولت في تفادي المفاجآت المدوية وتحقيق انطلاقة جديدة تقوده إلى تتويج يشكل نهاية سعيدة لمسيرته الاحترافية. ويشارك بولت مساء الجمعة في تصفيات سباق 100 متر ويتطلع إلى استعراض قوته من خلالها والتأهل إلى النهائي المقرر غدا السبت ، والذي سيشهد آخر لقب فردي لبولت في حالة تتويجه بالذهبية. ولم يخسر بولت في أي نهائي بالدورات الأولمبية وبطولات العالم طوال عشرة أعوام ، ورغم أنه يخوض منافسات 100 متر حاملا سابع أفضل زمن خلال العام الجاري ، يظل أبرز المرشحين للتتويج نظرا لعروضه القوية المعهودة في المنافسات الكبرى. وقال بولت خلال استعداداته للبطولة "أنا واحد من قلة يجيدون التعامل مع الضغوط. ما زلت الأسرع بلا شك. أثق في قدراتي عندما اشارك في بطولة." وتوج بولت 11 مرة في بطولة العالم كما أحرز ثماني ذهبيات أولمبية وحطم الزمن القياسي العالمي لكل من سباقي 100 متر و200 متر بتسجيل 58ر9 ثوان و19ر19 ثانية ، على الترتيب. وكانت آخر خسارة لبولت في سباق ببطولة كبيرة ، في بطولة العالم 2007 حيث تفوق عليه الأمريكي تايسون جاي في سباق 200 متر ، لكن النجم الجامايكي حقق انطلاقة هائلة في العام التالي بأولمبياد بكين 2008 . ومنذ ذلك الوقت ، تمثلت الكبوة الوحيدة لبولت في ارتكاب خطأ في الانطلاق ليقصى من سباق 100 متر في بطولة العالم 2011 . والآن ، رغم وصول بولت إلى عمر ال31 عاما ورغم الإصابات المزعجة وفترات تراجع الأداء خلال استعداداته لبطولة العالم ، تبدو فرصته جيدة للتتويج من جديد حيث سارت بعض الأمور لصالحه. ففرصة بولت قوية في ظل غياب جاي عن بطولة العالم كما يغيب منافس قوي آخر ، هو الكندي أندري دي جراسي المتوج ببرونزية 100 متر في 2015 و2016 ، بسبب الإصابة. وباتت فرص بولت في التتويج مهددة بشكل رئيسي فقط من قبل الأمريكيين جاستين جاتلين ، الذي أحرز خمس فضيات في بطولات العالم والدورات الأولمبية من المركز الثاني خلف بولت ، وكريستيان كولمان الذي سجل حقق زمن في العام الحالي حيث سجل 82ر9 ثانية متفوقا بفارق 13ر0 ثانية على أفضل زمن لبولت هذا العام. وقال كولمان أمس الخميس "يبدو الأمر جنونيا عندما تكون مرشحا لمنافسة بولت أو تحقيق مفاجأة على حسابه." وأضاف "أعرف من خلال مشاهدتي لبطولات سابقة كيف تكون الأجواء ، وكيف تكون متابعة الجماهير لعروض بولت ، لذلك لدي شعور رائع إزاء كوني جزءا من هذه العروض التاريخية. لن أنشغل كثيرا بالأجواء وإنما سأخوض السباق وأتنافس بقوة." ويشكل بولت بطلا "مخيفا" لمنافسيه ومثيرا للجماهير من خلال عروضه القوية وشخصيته والتي جعلت من أنباء اعتزاله بنهاية بطولة العالم ، أمرا مؤلما لكثيرين. وقال البريطاني سيبستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى أمس الخميس "حزين لاعتزاله ، إنه رمز بارز" ، مضيفا أن بولت من طراز النجوم أمثال أسطورة الملاكمة الأمريكي الراحل محمد علي كلاي. وتابع سيبستيان كو "إنه (بولت) أفضل عداء في التاريخ. لكننا لن نفتقد فقط البطل المتوج ثلاث مرات على التوالي في الأولمبياد (بثنائية 100 متر و200 متر). وإنما سنفتقد شخصيته ورؤيته وأرائه."