قال محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، إن سد النهضة لم يكتمل بما يسمح لملء خزانه، وأن المياه التي تجمعت حوله كانت نتيجة لموسم الفيضان وسريان المياه في مجراها الطبيعي، وليس لتخزينها كما تردد. وأضاف «عبد العاطي»، خلال لقائه ببرنامج «المواجهة»، المذاع عبر فضائية «اكسترا نيوز»، مساء الثلاثاء، أنه يصعب ملء خزان سد النهضة في عام واحد فقط لوجود خطورة على الجسم الإنشائي للسد، وهو ما يستدعي التدرج في ملئه، موضحًا أن خزان السد لن يملأ لمرة واحدة بل سيتم ملئه وتفريغه أكثر من مرة، وكذلك سيكون هناك عملية إدارة للخزان. وأوضح أن ملء خزان السد تحكمه اتفاقية إعلان المبادئ الموقعة من قبل قيادات الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، مضيفًا أن الاتفاقية تحدد أسلوب ملء الخزان في مواسم الفيضان والجفاف. وأكد أن مصر متمسكة بهذه الاتفاقية وتتوقع تمسك الطرفين الآخرين بها أيضًا حتى لا يكون هناك إضرار بالمصالح المائية لمصر، مشيرًا إلى تحديد الاتفاقية لقيام إحدى الشركات بدراسة لآثار السد على مصر والسودان، وأسلوب ملئه في مواسم الجفاف والفيضان، على أن تقدم نتائج هذه الدراسة للدول الثلاث لبناء اتفاقهم عليها. ولفت إلى استغراق التفاوض حول شروط الدراسات لوقت كبير للغاية، وأن هناك اختلاف بين الدول الثلاث حول التقرير الاستهلالي الذي قدمته الشركة الفرنسية التي تدرس آثار السد، مشيرًا إلى وجود نقاش سياسي حاليًا بين مصر وإثيوبيا للتغلب على الخلاف الفني الموجود حاليًا. وأوضح أن حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار متر مكعب، بينما احتياجاتنا الفعلية تبلغ 114 مليار متر مكعب، لافتًا إلى تغطية مصر لهذا الفارق باستيراد بعض الأغذية بدلًا من زراعتها لتوفير المياه، مثل استيراد 10 مليون طن من القمح، وكميات أخرى من البقوليات لتوفير المياه التي تكفي لزراعتها. وتابع: «كنا سلة غذائية في وقت سابق، لكن تراجعنا بسبب زيادة عدد السكان وبالتالي زيادة استهلاك المياه وعدم توافرها للزراعة، لأن كمية المياه ثابته بينما معدل زيادة السكان في تزايد».