• المجلة الأمريكية: دول مجلس التعاون منقسمة بشأن إيران.. والرئيس الأمريكى شجع الخط المتشدد تجاهها فى الخليج اعتبرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، أن الرسالة الواضحة التى أعلنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والمسئولون السعوديون، خلال زيارته للرياض، الشهر الماضى، بأن إيران قوى مزعزعة للاستقرار فى الشرق الأوسط والتأكيد على ضرورة مواجهتها، أدت لتشجيع الخط المتشدد تجاه إيران فى الخليج، وعقدت من فرص الحوار بين دول الخليج العربى وطهران. وأوضحت المجلة فى تقرير لها أمس، أنه فى الوقت الذى أشار فيه بعض المراقبين إلى أن تلك الزيارة أثارت انقساما بين دول الخليج العربى، إلا أنه «لايمكن توجيه اللوم إلى ترامب على هذا الانقسام»، قائلة إن «دول الخليج العربى ليست (جبهة) متراصة، فالخلافات بينهم كانت منتشرة، لكن ترامب شجع الخط المتشددة فى الخليج»، على حد تعبيرها. وذكرت المجلة أن كيفية التعامل مع إيران كانت دائما موضع نقاش داخل مجلس التعاون الخليجى، وعلى الرغم من أن جميع دول المجلس تهدف للتصدى لطهران، فإنهم يختلفون بشأن كيفية القيام بذلك. وأضافت المجلة أن الصفقة النووية بين مجموعة (5+1) وإيران جلبت تلك الانقسامات إلى الواجهة، مشيرة لمعسكر متشكك فى الصفقة تتزعمه السعودية ويضم البحرين وغالبية الإمارات، ومعسكر آخر يأمل فى الاستفادة من الصفقة عبر شراكات تجارية جديدة ويضم سلطنة عمان وإمارة دبى، بينما وجدت الكويتوقطر أنفسهما فى منطقة وسط، إذ كانوا متحمسين لاحتواء إيران والحد من التوترات وتقاسم المصالح معها بما يشمل حقول الغاز والتجارة. وتابعت «فورين أفيرز» أن«الصراع فى اليمن أدى إلى تعقيد الأمور»، لافته إلى أنه فى حين أن الرياض على قناعة بتورط إيران فى الصراع، إذ تقود المملكة تحالفا ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من طهران، كان البعض الآخر فى مجلس التعاون الخليجى أقل يقينا بشأن ذلك الدعم الإيرانى، مشيرة إلى رفض سلطنة عمان الانضمام إلى تحالف دعم الشرعية فى اليمن. وأشارت المجلة إلى أنه «مع استمرار الصراع اليمنى، ازدادت الخلافات داخل دول مجلس التعاون الخليجى»، لافته إلى أن حملة تحالف (دعم الشرعية) لم تفعل شيئا يذكر لتحسين أمن الدول المشاركة فيه ومصداقيتها وصورتها، على حد تعبيرها. وقالت المجلة إن «البعض بدأ فى التشكيك فى هذا الجهد، خاصة عندما تم تجاهل مصالحهم أو اعتبارها ثانوية بالنسبة للرياض» مضيفة أنه «على سبيل المثال، كانت أبوظبى مهتمة بشكل رئيسى باحتواء انتشار التطرف الاسلامى فى جنوب اليمن، ولكن فى بعض الأحيان، كان هذا الهدف يتعارض مع معركة الرياض ضد الحوثيين». وتابعت: «لكن النقاش والخلافات بقيت خلف الأبواب المغلقة». كما لفتت المجلة إلى مفارقة تتمثل فى أنه مع تزايد تلك الخلافات، وثقت السعودية والإمارات تقاربهما العلنى، حيث أشار المسئولون السعوديون إلى أن الإماراتيين «أقرب حلفائهم فى المنطقة». إلى ذلك، أشارت المجلة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجى بدت متحدة تماما بشأن إيران فى يناير الماضى، عبر الخطاب الذى بعث به أمير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح إلى طهران، والذى حدد الشروط المسبقة التى أقرتها دول المجلس للحوار مع إيران، ومن أهمها عدم التدخل فى الشئون العربية. لافته إلى أن طهران ردت بشكل إيجابى على فكرة الحوار، لكنها قالت إن الشروط المسبقة غير مقبولة. ورأت المجلة أن «المبادرة الكويتية إلى جانب نجاح المفاوضات بين طهرانوالرياض بشأن موسم الحج فى وقت سابق، بدا أنه يمهد الطريق لسياسة موحدة لدول مجلس التعاون الخليجى تشجع الحوار مع إيران». وأشارت المجلة إلى أن زيارة ترامب للرياض جاءت مع نمو هذه المناقشات واعادة انتخاب الرئيس الإيرانى المعتدل حسن روحانى»، موضحة أن «ترامب عقد الأمور، فاحتضانه للخط الأكثر تشددا تجاه إيران أرسل إشارة إلى الأخيرة بأن واشنطن ستواصل سياستها المعتادة فى عزلها». وأوضحت المجلة أن الشجار بين حلفاء واشنطن فى الخليج بات علنى وصاخب، لاسيما مع قيام 5 دول عربية من بينها السعودية والإماراتوالبحرين بقطع العلاقات مع قطر متهمين إياها بدعم الإرهاب، مشيرة إلى أن تلك الخطوة تعد آخر ما بذل فى إطار جهود طويلة لعزل القطريين، إثر احتضانهم لإيران. وأكدت «فورين أفيرز» على ضرورة أن يدرك الرئيس الأمريكى أن دول الخليج العربى ليست متحدة، وأن بينهم توترات ستظل موجودة دائما، فكل دولة منهم معنية بالتصدى للمخاوف المتعلقة بأمنها، داعية «إدارة ترامب إلى الاستفادة من نفوذها لتشجيع الحوار الإقليمى الذى يمكن أن يعالج بشكل أفضل تلك الانقسامات القائمة».