- المرصد: داعش تتبنى عمليات منفذيها ليسوا على صلة مباشرة بالتنظيم .. والمواجهة العسكرية وحدها غير مجدية نشر مرصد الأزهر الشريف، تقريرًا، اليوم الثلاثاء، عبر موقعه الرسمي بعنوان «الذئاب المنفردة.. منهج داعش» الجديد للتمدد جغرافيا، قال فيه إن الانهزام العسكري الذي تعرض له تنظيم داعش جغرافيًا في أرض خلافته المزعومة، له أكبر الأثر في محاولته التمدّد خارج هذه الحدود جغرافيًّا؛ من خلال تنفيذ عملياتٍ بسيطة لا تتطلب تخطيطًا كبيرًا في أنحاء مختلفة من أوروبا، في فرنسا وبريطانيا وألمانيا. وأضاف المرصد: "الملفت للنظر هو محاولة التنظيم الاستفادة من كل خطوة تحدث لتحويلها وقودًا لعمليات إرهابية، بحيث يضمن بقاء تأثيره بغض النظر عن قدرته الفعلية على أرض الواقع، ولعل هذا الأمر يُمثل استراتيجية لدى داعش تميزت بها عن غيرها من الجماعات الإرهابية الأخرى، وهو ما جعل المتابع لهذا التنظيم يدرك أنه أشد خطورةً من غيره من جميع التنظيمات الإرهابية، حتى ولو لم يكن التنظيم هو الأكثر اتباعًا بين التنظيمات الأخرى أو الأكثر عُدّةً وعتادًا". وأوضح المرصد أن "الولاياتالمتحدةالأمريكية شهدت الأسبوعَ الماضيَ حادثًا عنيفًا، عندما قام أحد الأفراد بدَهْس عددٍ من المواطنين في ميدان (تايمز سكوير)، ممّا أسفر عن مقتل شخص وإصابة ما لا يقل عن 22 آخرين". وأضاف: "رغم صدور تصريحات من مسئولين بأن السائق كان سكرانَ، أو أنه كان تحت تأثير المخدرات، والكشف عن أنه قد تم سجنه مرتين في السابق بسبب القيادة تحت تأثير الكحول، فضلًا عن التصريح بأن الحادث لم يكن إرهابيًّا، إلّا أن أتباع التنظيم بدءوا يستغلون الحادث لدعوة مَن يؤمن بفكرهم لتنفيذ عمليات مشابهة في الولاياتالمتحدة، وذكر موقع Newsweek في اليوم التالي للحادث خبرًا بعنوان "من وحي حادثة تايمز سكوير: "داعش" تهدد بهجوم في المركز السياحي بنيويورك"، جاء فيه: أن مؤيدي تنظيم "داعش" الإرهابي هدّدوا بتنفيذ هجماتٍ مشابهة على المركز السياحي في نيويورك، حيث دعا أحد أتباع التنظيم على إحدى القنوات بموقع تليجرام، "الذئابَ المنفردةَ" إلى تنفيذ هجماتٍ مماثلة". وأكد المرصد أن "الواضحُ أن التنظيم وأتباعه يحاولون الاستفادة من كل موقف، ولو لم تكن لهم به صلة، ولعل هذا الاستغلال قد ظهر في حادثة ويستمنستر؛ فبرغم أن منفذ الحادث "خالد مسعود" لم تكن له صلة مباشرة بتنظيم "داعش"، إلّا أن التنظيم سارع بتبنّيه الحادثَ؛ لمجرد ارتباط "خالد مسعود" بأيديولوجيةٍ متطرفة". وذكر المرصد: "ما يهم أتباع تنظيم داعش أو المؤمنين بفِكره هو وقوع الحادث، ومحاولة الترويج له، حتى ولو لم تثبت صلة التنظيم به، وإذا أضفنا إلى ذلك منهجية داعش الجديدة في العمليات الإرهابية الذئاب المنفردة؛ فسوف ندرك أن خطر "داعش" لا يزال قائمًا، وأن المواجهة العسكرية فقط غير مُجديةٍ بالمرّة، وأن مواجهةً شاملةً ترتكز على عدة محاور، أهمها المحور الفكري، لا بد أن تكون حاضرة، وهذا الجانب الفكري هو ما يحاول الأزهر الشريف القيام به، من خلال مرصده العالمي لمواجهة الفكر المتطرف، ومن خلال جهود إمامه الأكبر، الذي يسعى بكل ما أوتي من قوّةٍ لعَرْض صورةِ الإسلام الصحيحة، بسماحتها ونقائها ويُسْرها".