- جمهور المهرجان يمتثل لتعليمات الفريق الكورى.. والعرض العمانى يفرض حالة من البهجة استضاف مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى على هامش دورته الثانية، مجموعة كبيرة من رؤساء ومديرى المهرجانات المسرحية الدولية والعربية، والذين شاركوا فى ندوة خاصة حملت عنوان «اللقاءات المهنية» والتى فتحت النقاش حول كيفية التواصل مع رؤساء ومدراء المهرجانات فى العالم العربى للخروج بافكار تثرى الحراك المسرحى. وأكد المشاركون فى الندوة على ضرورة ايجاد آليات للتواصل بينهم، وذلك بهدف فتح المجال امام تبادل الخبرات، وتبادل العروض المسرحية الجيدة التى يستحق جمهور المسرح فى الوطن العربى الاطلاع عليها. شارك فى الندوة من مديرى ورؤساء المهرجانات المسرحية الدولية والعربية احمد ابورحيمة من الإمارات العربية والاسعد الجاموسى من تونس، ود. لومينتا دانا برسان من رومانيا، وعصام ابوالقاسم من دوله السودان، ومحمد خميس من سلطنة عمان، وإلميرا سيراتشيفا من روسيا، ادار الندوة د. فهد الهاجرى من الكويت. أكد فى بداية الندوة ان تجميع هذه النخبة من المسرحيين اللقاءات المهنية يهدف إلى كيفية التواصل مع مسئولى المهرجانات فى العالم العربى بهدف التحاور والتشاور فيما يخص الانشطة التى تقدمها مهرجاناتهم. وتحدث الهاجرى عن مهرجان الكويت الدولى للمسرح الاكاديمى، والذى يجمع بلدانا عربية واجنبية، بجانب العروض الاكاديمية التى يقدمها المسرح الكويتى. وأكد دور التواصل بين المهرجانات، مشيرا إلى تجربة مهرجان شرم الشيخ، والذى استقطب استقطاب المهرجان والفنانة وفاء الحكيم مدير المهرجان، وسيدة المسرح سميحة ايوب الرئيس الشرفى للمهرجان، وقال: نريد أن نخرج من هذه التجربة بخلق فضاء مسرحى خاص بعالمنا العربى. ومن جانبه استعرض أحمد أبورحيمة من الإمارات ملامح النشاط المسرحى فى امارة الشارقة وقال: لدنيا العديد من المهرجانات ومنها مهرجان الشارقة، الذى يهتم بالعروض المحلية الإماراتية، كما اشار إلى ثلاثة مهرجانات خرجت من العلبة الايطالية، ومنها مهرجان «الكشف» والذى يذهب للكشافة بمعسكراتهم وتقديم العروض بها فى حفلات السمر، واشار إلى مهرجان «الشارقة للمسرح الصحراوى» والذى يشكل الفضاء والصحراء جزءًا أساسيا منه، وعادة ما يكون بمشاركة اماراتية اضافة إلى بعض الدول العربية خاصة الخليجية، وهو تظاهرة تهتم بكل ما يتعلق بالثقافة الصحراوية، والعادات والتقاليد البدوية والشعبية. واضاف بأنه على الجانب الآخر يوجد بالإمارات مهرجان للهواة، يقدم بدون الالتزام بفرق محددة، ويمكن لأى شخص أن يشارك به، حيث يقام بساحة تضم 45 مكعبا ضخما يستخدم منها المتسابق ما يشاء ليشكل ديكوره فى فضاء الساحة، فيما تهتم إمارة الشارقة بالمسرح المدرسى، وتقيم له تظاهرة خاصة تنتهى بمهرجان ختامى يشارك فيه 18 فرقة. وتحدث الاسعد الجاموسى مدير مهرجان قرطاج المسرحى المسرح التونسى ومهرجان قرطاج الذى يعد واحدا من اهم التظاهرات المسرحية العربية، وقال بأن أيام قرطاج المسرحية قررت فى 2014 إن يصبح مهرجانا سنويا بعد ان كان كل سنتين، ولم تحسم المسألة بعد، لأن شخصية هذا المهرجان منذ بدايته كانت مبنية على مشاركة عربية وأفريقية منذ 84، وتم تجاوز مسالة المسابقة منذ 2005، وذلك باعتبار أن تطور المهرجان أن يكون ملتقى عربيا وأفريقيا ولقاءات مهنية بين المسرحيين لخلق تفاعل واحتكاك مفتوح بشكل أكبر، وأصبحنا لا نكتفى ببرامج العروض، ولكن ايضا المشاركة بالانتاج، ففى 2015 قام المهرجان بإنتاج عروض مشتركة مع فرنسا، وإيطاليا، وبليجيكا، فضلا عن إنتاج عرض مع دول عربية، وقدم المهرجان اربع مسرحيات ضمن فاعلياته، وواصل هذا العام دعم ومشاركة الانتاج فى بعض العروض العربية الأفريقية. وأضاف: بدرنا بإقامة افتتاحات جهوية مسبقة قبل المسابقة الرسمية بأسبوع، فى مناطق نائية بتونس للتأكيد نشر المهرجان بجميع الربوع البلاد. وعلق قائلا: بهذا استفادة المهرجان بوجود 120 ألف متفرج بكل هذه الجهات. وتحدث محمد الخميس، مدير مهرجان المسرح الكوميدى بسلطنة عمان، عن الحركة المسرحية فى بلاده، وأبروها مهرجان المسرح العمانى، والمسرح المدرسى، والكليات الخاصة، ومهرجان مسرح السلطان قابوس، والمؤسسات المسرحية الاهلية. وقال إن مهرجان الروستاق العربى للمسرح الكوميدى، لم يأت مصادفة، فنحن نعلم بأن جمهور المسرح بالوطن العربى هو فى حقيقة الامر جمهورا نخبويا، زمن هنا أسسنا مهرجانا للمسرح الكوميدى كمحاولة من لأن نأتى بالجمهور العادى لدار العرض، خاصة وأن عامة الناس يستهويهم العروض الكوميدية، وليس التجارية. وأضاف: جاءت فكرة المهرجان فى 2016 بمشاركة عمانية وبحرينية وجزائرية، والعرض الفائز فى مهرجان المسرح العربى الكوميدى، اخترنا العرض الفائز فى دورة المهرجان الأولى للمشارك باسم المسرح العمانى فى مهرجان شرم الشيخ. ووصف الخميس مرجان الرستاق بأنه الأول من نوعه فى الوطن العربى، لأنه للكوميديا فقط، وقال إن ما يميزه ايضا تلك الجائزة التى يمنحها الجمهور، وذلك بعيدا عن قرارات لجان التحكيم، حيث يتم رصد تصويت على العروض بشكل يومى ويتم منح الجائزة للعرض الذى يحصل على اعلى نسبة تصويت. واستعرضت لوميتا دانا برسان رئيس مهرجان سيبيو للفنون برومانيا عن اهم ما يهدف اليه مهرجان سيبيو وتجربتها من خلال الدورات السابقة بالاضافة إلى أن اهتمام المهرجان بفنون الاداء بشكل عام والذى يتضمن عروضا مسرحية وعروضا راقصة والموسيقية وجميع الاشكال المسرحية الاكاديمية. وأكد المسرحى السودانى عصام ابوالقاسم على اهمية التواصل والتطوير فى اشكال المهرجانات المسرحية العربية كى تخلق سوقا وفضاء للعمل المسرحى بشكل عام. بينما اكدت الميرا سيراتشيفا من روسيا أهمية تجربة مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، ودوره فى لم شمل كل هذه الثقافات من جميع انحاء العالم والانفتاح على ثقافات اخرى والتى صرحت من خلال الندوة بأنها جاءت بصدد تدشين المهرجان الشبابى بموسكو والتى ستكون فى الأول من شهر سبتمبر القادم والتى اكدت أهم النقاط والمعايير لاختيار العروض المسرحية لهذا المهرجان وهو اختيار العروض الاكثر احترافية من داخل روسيا ودول الاتحاد السوفيتى السابق، وشددت على اهمية المهرجان فى دمج الشعوب ببعضها البعض وان الدعوة ستكون عامة للمشاركة فى المهرجان. وقال د. سامح مهران، رئيس المهرجان الدولى للمسرح التجريبى، ان كل مهرجان ممكن يبقى ليه خصوصية ما، مطالبا باعادة التفكير فى كثير من الامور المحيطة بالعمل المسرحى، وادارة مهرجاناته، وفى مقدمتها العمل على الوصول للناس، مشددا على ضرورة ان يحقق كل مهرجان تسمية عنوانه، بما يساعد على جذب الجمهور المستهدف، وتقديم عناصر محفزة للفرق، وطالب بأن يعلن كل مهرجان عما سيقدمه فى الدورة القادمة لتذهب كل فرقة بهذا الاتجاه. على صعيد آخر، شهد المهرجان عرضين الأول من سلطنة عمان يحمل عنوان «النواخذة»، وهو عرض كوميدى يتناول بالنقد الساخر العديد من العوارض السلبية فى المجتمع العربى، واستطاع العرض ان يفرض حالة من البهجة على جمهور المهرجان عبر اداء تمثيلى راق، فيما حرص مدير الفريق على إلقاء كلمة قبل العرض شرح فيها اسم العرض والذى يعنى فى اللهجة العمانية «ربان المركب» والذى قال ان العرض يلامس الثقافة الشعبية فى منطقة الخليج. اما العرض الثانى فهو من كوريا الجنوبية، ويحمل عنوان «الوردة»، وهو عرض يعتمد بشكل كبير على الاداء الحركى، والتى مثلت لغة بصرية قادرة على اختراق مشاع المشاهدين، خاصة وأن العرض قد حظى باقبال جماهيرى كبير من الشباب، والذين التزموا بتعليمات الفريق والتى كان فى مقدمتها ان يجلس الجمهور على الأرض، حيث قامت ادارة المهرجان باخلاء القاعة تقريبا من المقاعد بناءً على طلب الفريق الكورى، كذلك امتثل الجمهور بالصمت التام وعدم التصفيق او التشجيع او الضحك بصوت عال اثناء العرض.