- هيو لوفات: تل أبيب أكثر المستفيدين من الاضطراب الإقليمى.. وغياب «دولة فلسطينية ذات سيادة» يخلق تعقيدات لدولة الاحتلال مع المجتمع الدولى قال هيو لوفات، منسق مشروع إسرائيل فلسطين فى المجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية إن مصر تلعب دورا محوريا فى دعم المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين من أجل إنهاء النزاع القائم بينهما، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن «للقاهرة دورا مهما فى تعزيز المصالحة بين الفلسطينيين أنفسهم». وأضاف لوفات، فى حوار ل«الشروق» عبر البريد الإلكترونى اليوم: «فى الحقيقة، مصر فى موقف فريد لحرصها على العلاقات مع إسرائيل من ناحية والسلطة الفلسطينية فى قطاع غزة وحركة حماس من ناحية أخرى». وعن دور إسرائيل فى منطقة الشرق الأوسط خاصة بعد ثورات الربيع العربى، أكد لوفات أن «تل أبيب تعد أكثر المستفيدين من حالة الاضطراب الإقليمى فى أعقاب ثورات الربيع العربى، مضيفا: «التخوفات المتعلقة بامتداد النفوذ الإيرانى فى المنطقة دفع إسرائيل لايجاد أرضية مشتركة مع بعض الفاعلين الإقليميين (دول الخليج) على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية مع هذه الدول». وتابع: «إسرائيل حريصة دائما على عدم الانخراط فى الحروب الأهلية فى البلدان المجاورة لها، إلا أن تدخلها فى سوريا ينحصر فى منع حزب الله اللبنانى من تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان». وفيما يتعلق بالسياسة الإسرائيلية بشأن بناء المستوطنات على الأراضى الفلسطينية، رأى لوفات أن «سياسة تل أبيب بشأن المستوطنات خلال العقود الأخيرة لم تتغير، فالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أيدت مشروع الاستيطان»، مؤكدا أن «المسار العام للسياسة الإسرائيلية ظل كما هو منذ 1967». وأضاف: «بالنظر إلى الأوضاع الأن على الأرض، نستطيع القول أن إسرائيل حققت رؤيتها المتمثلة فى (دولة فلسطينية ناقصة)»، إلا أنه أشار فى الوقت نفسه إلى أن غياب «دولة فلسطينية ذات سيادة»، قد يخلق تعقيدات لدولة الاحتلال بشأن علاقتها مع المجتمع الدولى واللاعبيين الإقليميين، فضلا عن الفلسطينيين أنفسهم. وعن مستقبل العلاقات بين اسرائيل وحركة حماس خاصة بعد انتخاب الحركة القيادى يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسى فى غزة، قال الخبير الأوروبى: «على الرغم من أن السنوار يعتبر أكثر صلابة وتشددا إلا إنه سيكون له سلطة أقل» مشيرا إلى أنه «إذا كان هناك تصعيد فى غزة، فمن الواضح أنه سيكون له دور فى تحديد رد فعل حماس لكنه لن يحدد مسار السياسة العامة لحماس». وبسؤاله عن طبيعة الدور الأمريكى فى حل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى الإسرائيلى، أوضح لوفات أنه «من الصعب التنبؤ بمسار السياسة الأمريكية تجاه الصراع الإسرائيلى»، إلا أنه رجح أنه «فى أحسن الأحوال قد تكون جهود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أكثر نجاحا من جهود الرؤساءالأمريكيين السابقين». ورأى لوفات أن «موافقة واشنطن على قرار إسرائيل الخاص ببناء أول مستوطنة جديدة منذ مؤتمر أوسلو للسلام عام 1993(مستوطنة عمونة) أثبت أن ترامب يشكل تهديدا كبيرا لحل الدولتين الضعيف بالفعل». وفيما يخص الدور الأوروبى فى حل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، أوضح لوفات أنه لا توجد أى نية أوروبية لتغيير دور واشنطن كوسيط رئيسى يرعى اتفاق السلام بين الجانبين، مضيفا: «وعلى الرغم من ذلك يمكن للاتحاد الأوروبى أن يساهم فى تهيئة الظروف لإجراء مفاوضات سلام هادفة بين الجانبين بفضل علاقته مع إسرائيل من ناحية والفلسطينين من ناحية أخرى». وعن دور الأممالمتحدة فى تسوية الأزمة، قال منسق مشروع إسرائيل فلسطين: «دور الأممالمتحدة فى دعم المفاوضات الإسرائلية الفلسطينية محدود، كما أنها لا تبدى أى رغبة فى تغيير احتكار واشنطن لهذا الملف»، موضحا أنه ليس لها دور إلا من خلال اللجنة الدولية الرباعية المعنية بعملية السلام فى الشرق الأوسط والمكونة من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبى والأممالمتحدة.