عن عمر ناهز 76 عاما، غيب الموت، اليوم، المفكر الاقتصادى الجليل محمود عبدالفضيل، أحد أبرز علماء اليسار الاقتصادى، وصاحب المدرسة البحثية الجادة فى الاقتصاد المصرى، الذى تخرج على يديه مئات الباحثين الاقتصاديين المرموقين. تخرج عبدالفضيل فى كلية التجارة، جامعة القاهرة عام 1962، ونال دكتوراه الدولة فى العلوم الاقتصادية من جامعة السربون عام 1972. وعمل خبيرا بقسم الاقتصاد التطبيقى بجامعة كامبردج خلال الفترة 19721975 ثم خبيرا فى البنك الدولى. شغل عبدالفضيل منصب أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعمل خلال عمله الأكاديمى الصارم على إيصال أعقد الأفكار بأيسر الطرق، كما استطاع أن يبث فى الأرقام الجامدة روحا وحياة وأن يربط الدلالات الاقتصادية لهذه الأرقام باتجاهات الريح السياسية والاجتماعية، ما جعله أحد أبرز رواد ما يعرف بالاقتصاد الإنسانى. وقدم كتبا ودراسات استثنائية، تنوعت بين دراسات مؤسسة فى الاقتصاد السياسى، مثل دراسته عن التنمية وتوزيع الدخل فى الريف المصرى فى الحقبة الناصرية (إحدى أهم ما كتب عن الاقتصاد السياسى للمرحلة الناصرية). فقيد اليسار المصرى ظل طوال حياته عضوا بهيئة تحرير مجلة كمبردج للاقتصاد، المعقل الأساسى للكينزية الجديدة، وهى، بحسب تلاميذه، تقوم على التطبيق العملى لسياسات النيوليبرالية. والمفكر الاقتصادى البارز الدكتور عبدالفضيل كان أحد أبرز الكتاب الذين أثروا محتوى جريدة «الشروق» بمقالاتهم وتحليلاتهم الفريدة، والجريدة تنعى الفقيد وتتقدم بخالص التعازى لزوجته السفيرة ماجدة بركة ولأبنائه.