مقاوم من أصل سورى، عرف بمواقفه الوطنية ونضاله من أجل القضية الفلسطينية، حيث كان ينقل السلاح إلى المقاومة، ما عرضه للاعتقال والسجن ثم النفى، وظل يؤكد أن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، إنه هيلاريون كبوتشى مطران كنيسة الروم الكاثوليك فى القدسالمحتلة. عرف المطران كبوتشى بنشاطه فى خلايا حركة التحرير الوطنى «فتح» ودعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى وكان مسئولا عن نقل أسلحة المقاومة الفلسطينية فى سيارته الخاصة، واعتقلته الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عام 1974. وبعد أن حكمت السلطات الإسرائيلية على كبوتشى بالسجن 12 عاما قضى منها أربع سنوات، تم الإفراج عنه بوساطة الفاتيكان ودول أوروبية بعد أن دخل فى إضراب عن الطعام، فأطلقت إسرائيل سراحه بشرط أن يخرج من فلسطين دون عودة، ونفى فى نوفمبر 1978 إلى روما التى أمضى فيها بقية حياته حتى وفاته عن عمر يناهز 94 عاما. كان كبوتشى يحلم بالعودة إلى فلسطين ومن أشهر تصريحاته «أنتظر عودتى إلى وطنى، إلى قدسى، إلى شعبى، أنتظر نهاية غربتى». وخلال منفاه واصل المطران كبوتشى نضاله دعما للقضية الفلسطينية، واستثمر علاقاته مع الفاتيكان لفضح الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينين، وشارك فى حملات رفع الحصار عن قطاع غزة، وكان على متن سفينة إغاثة ضمن فى أسطول الحرية عام 2010. كان لا ينفك كابوتشى أن يعبر عن حزنه لرحيل المسيحيين من القدسالمحتلة، وعلق على ذلك فى تصريحات إعلامية قبل سنوات «أقولها والألم يحز فؤادى المسيحيون يرحلون، والمسيحية اليوم فى فلسطين فى خطر» موضحا أن سبب هذا الرحيل الحياة الصعبة تحت الاحتلال للجميع مسيحيين ومسلمين». وكان كابوتشى شديد التعلق بالقدس وكان يعتبر «القدس هى قلب فلسطين النابض واعتبرها بمثابة الروح للجسد، وبمثابة الروح لأرض فلسطين»، وحرص كابوتشى دائما على التأكيد أن إسرائيل «عليها أن تختار بين أمرين لا ثالث لهما، إما السلام وإما الحرب» ولفت إلى استمرار الاحتلال الاسرائيلى والعيش بسلام فهذا غير وارد على الإطلاق». ونال المطران المقاوم وسام نجمة القدس من السلطة الوطنية الفلسطينية تقديرا لتاريخه النضالى ولدفاعه عن حقوق الشعب الفلسطينى. وكرمته كل من السودان ومصر وليبيا والعراق وسوريا والكويت بطابع بريد يحمل صورته.