مازالت الفيتامينات تغرى الإنسان بها. إذا غابت كان المرض وإن زادت ظهر العرض فأى قدر منها يفى بالغرض؟ يتفاوت القدر اللازم من الفيتامينات لصحة الإنسان وسلامة بدنه من إنسان لآخر بل ويختلف من مرحلة فى العمر لأخرى وما تحتاجه المرأة قد يفوقه احتياج الرجل فالأمر فى حقيقته يتعلق بالوحدة الأساسية للحياة: الخلية. تفاعلات الخلية الحيوية هى التى تحدد حاجة الإنسان للفيتامينات ونقص الفيتامين يظهر أهميته فعلاج مرض الاسقربوط الخطير يعتمد على فيتامين ج ويعالج فيتامين أ مرض العشى الليلى بينما تحافظ مجموعة فيتامين ب المركب على حيوية الإنسان وسلامة ذهنه. حقائق أكدها العلم عن الفيتامينات فسعى الإنسان إليها ليستزيد من فائدتها، لكن الحقيقة الأهم أن الفيتامينات لا تؤدى دورها بالكفاءة المتوقعة منها إلا إذا توافرت بقدر محدد ومحدود يتيح لها أن تجتهد فى أن تبلغ خط النهاية. فيتامين ج Vitamin C يلعب فيتامين ج أو حمض الأسكوربيك (Asscorbic acid) أدوارا عديدة مهمة فى حياة الخلية الحية. هو أحد العوامل المضادة للأكسدة مع فيتامين أ، أما فيتامين ه فله دوره فى تأخير معالم الشيخوخة على الخلايا والتصدى لما يحدثه التلوث من أضرار للخلايا. يساهم فى صنع الكولاجين الذى يدخل فى نمو الغضاريف والأسنان وأوتار العضلات والأوعية الدموية بل ويساهم فى التئام الجروح وانضاج كرات الدم الحمراء فى مراحلها المختلفة وصنع الهيمجلوبين المادة التى تحمل ذرات الأكسدة فى داخل الخلية الحمراء إلى كل مكان تصله الشرايين من جسم الإنسان. ولا تعد الجرعات الزائدة من فيتامين ج إذا ما تناولها الإنسان كمكملات غذائية ضارة إذ إنها تغادر جسده عبر الكلى مع البول لكنها قد تحدث بعضا من أعراض الإسهال أو قد تفسد بعضا من نتائج تحاليل الدم إذا ما أجريت وقت تعاطيها. لكن على عكس ما عرف عن فيتامين ج دائما ليست هناك علاقة مؤكدة بين الجرعات الكبيرة منه والوقاية من أمراض الشتاء وأعراض البرد لكنه يلعب دورا حيويا فى دعم مناعة الجسم عامة ويساعد على امتصاص الحديد. يذوب فيتامين ج فى الماء ولا يقوم الجسم بتصنيعه لذا فالإنسان يعتمد على المصادر الخارجية فى الحصول عليه: تحتوى جميع الخضراوات والفواكه على فيتامين ج ولكن بعضها يتميز بمحتوى عال منه مثل أنواع الفلفل الملونة والقرنبيط والكرنب والبابايا والمانجو وكل الحمضيات من الفواكه كالبرتقال واليوسفى ثم الكيوى والأناناس والليمون والفراولة. وإذا كان الجسم لا يصنعه فإنه لا يقوم بتخزينه أيضا لذا يحرص الإنسان على الحصول عليه بصورة مستمرة يتيحها وجوده فى قطاع عريض من الخضراوات والفاكهة المحببة. نقص فيتامين ج نتيجة غياب الفاكهة والخضراوات الطازجة لفترات طويلة يسبب مرض الأسقربوط الذى عرف قديما بداء البحارة نظرا لارتحالهم لفترات طويلة فى البحر واعتمادهم على المأكولات الجافة. تورم اللثة ونزفها والتهاب المفاصل وانيميا الدم وجفاف الجلد وتساقط الشعر وافتقاد الهمة والنشاط والإحساس الدائم بالإجهاد والإعياء كلها أعراض لمرض الأسقربوط الذى يعد تاريخا الآن. يرتبط فيتامين ج بالطزاجة لذا فهو سريع العطب تتناقص كميته كلما احتفظنا بالخضراوات والفاكهة حتى فى الثلاجة. تقل أيضا نسبة فيتامين ج فى الخضراوات المطهوة وتغيب تماما إذا ما أعدنا تسخينها. غسل الخضراوات ونقلها فى الماء لفترة طويلة يتيح لفيتامين ج الذوبان فى الماء فيتناقص قدره فى الخضراوات وتنعدم قيمتها لذا يجب غسل الفاكهة والخضراوات بماء جار وتجفيفها واستعمالها دون تأخير حفاظا على محتواها من فيتامين ج.