تحدثنا أمس عن علاقة الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله بالرئيسين الراحلين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، واليوم نستكمل لقطات من حياة الداعية مع الرئيسين الراحل محمد أنور السادات، والحالى محمد حسنى مبارك. فى نوفمبر عام 1976 اختار ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوى وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، وظل فيها لمدة عامين، وذكر الدكتور محمود جامع فى كتاب أصدره عن الشعراوى أن السادات قابل الشيخ فى إحدى المرات وسأله الرئيس الراحل: «هل صحيح يا شيخ شعراوى أنك لا تجلس على مكتبك فى الوزارة وتركت الكرسى الوثير وجلست على كرسى «خرزان» بجوار الباب»؟.. فقال الشعراوى: نعم هذا صحيح.. ورد السادات: «وليه»؟ فقال الشعراوى «حتى أكون قريبا من الباب.. وعندما «ترفدنى» أجرى سريعا وأقول «يا.. فكيك».. وأحمد الله وأنفد بجلدى».. وضحك السادات طويلا.. وكان السادات يرغب فى تعيين الشعراوى شيخا للأزهر، ونما إلى علم السادات أن الشعراوى رفض، مما أغضب الرئيس الراحل، وحكى لعثمان أحمد عثمان، الذى بدوره نقل الأمر إلى الشعراوى فأكد الأخير أنه لم يعرض إليه أى منصب، واتضح أن الدكتور فؤاد محيى الدين هو الذى حجب المنصب عن الشعراوى وكانت حجته التى ساقها للسادات أن الشعراوى «سيسبب لنا المتاعب، وليس طيعا، ولن يسمع كلامنا فى أشياء كثيرة»، ورشخ الشيخ بيصار بدلا منه. أما لقاء الشيخ الشعراوى مع الرئيس مبارك فكان الأقوى بين مقابلات الشيخ مع رؤساء مصر، وفى هذا اللقاء قال «الشعراوى» لمبارك بعد نجاته من حادث الاغتيال فى أديس أبابا عام 1995 قوله الشهير الذى علق بأذهان الكثيرين «يا سيادة الرئيس إنى أقف على عتبة دنياى مستقبلا آخرتى ومنتظرا قضاء الله فلن أختم حياتى بنفاق ولن أبرز عنتريتى باجتراء». ثم تحدث الشعراوى عن الحكم وفى النهاية قال قولته الشهيرة: «إذا كنت قدرنا فليوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله على أن تتحمل».. وكان هذا هو اللقاء الأخير فعلا. وترك الشيخ الشعرواى بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية فى مصر، فهو أول من أصدر قرارا وزاريا بإنشاء أول بنك إسلامى فى مصر هو بنك فيصل. والشيخ محمد متولى الشعراوى ولد فى أبريل عام 1911 بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية وحفظ القرآن الكريم فى الحادية عشرة من عمره، والتحق الشعراوى بكلية اللغة العربية سنة 1937، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، وفى سنة 1987 اختير عضوا بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين)، ومنح الإمام الشعراوى عدة أوسمة والدكتوراه الفخرية فى الآداب من جامعتى المنصورة والمنوفية. وله عدد من المؤلفات أشهرها تفسير الشعراوى للقرآن الكريم.. وتوفى رحمة الله عليه فى 17 من يونيو 1998عن عمر يناهز87 عاما ودفن فى قريتة دقادوس.