- «السيسى» على رأس المشيعين بالجنازة العسكرية.. وأكاليل الزهور والأوسمة تزين موكب الرحيل - أساتذة وطلاب جامعة زويل يؤدون صلاة الجنازة خلف سيارة الجثمان - «جنازة طلابية» لتوديع صاحب حلم «مدينة العلوم والتكنولوجيا» - «عزازى»: مصرون على استكمال رسالته.. ودعوات للتبرع لاستكمال المشروع ودعت مصر عالمها الكبير الحائز جائزة نوبل فى الكيمياء الدكتور أحمد زويل، الأحد، فى جنازة عسكرية رسمية من مسجد المشير طنطاوى بمنطقة التجمع الخامس، تقدمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، تبعتها جنازة شعبية من مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا. ووضع جثمان الفقيد، الذى وافته المنية الثلاثاء الماضى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز ال70 عاما، على عربة مدفع تجرها الخيول، وتقدمها جنود يحملون أكاليل الزهور والأوسمة التى نالها زويل على مدى حياته، ليسير الموكب ومن ورائه لفيف من السياسيين والشخصيات العسكرية والعامة. وشهدت الجنازة العسكرية حضور رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول صدقى صبحى، والرئيس السابق المستشار عدلى منصور، وعضو هيئة كبار علماء المسلمين ومفتى الجمهورية السابق الدكتور على جمعة، ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية الدكتور أسامة الأزهرى، وعدد من كبار رجال الدولة، والدكتور مجدى يعقوب، وعدد من أصدقاء الفقيد الكبير، فضلا عن أسرة زويل، بعدما أم الشيخ على جمعة صلاة الجنازة على جثمان الراحل. وعقب الجنازة العسكرية، شارك المئات من الأساتذة والطلاب والمواطنين فى جنازة شعبية لزويل، وحرصوا على مرافقة الجثمان إلى مقر مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، حيث انطلق منها الموكب إلى مقابر أسرة الفقيد فى مدينة السادس من أكتوبر. وأدى أساتذة وطلاب جامعة زويل الصلاة على جثمان العالم الراحل خلف سيارة الإسعاف التى كانت تقله، مرتدين تيشرتات تحمل صورته. وفى سياق متصل، قال الرئيس الأكاديمى لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور صلاح عبية، إن جراح القلب العالمى الدكتور مجدى يعقوب من المقرر أن يتولى رئاسة مجلس أمناء مدينة زويل بعد وفاة العالم الراحل حسب اللائحة، نظرا لأنه أكبر الأعضاء سنا. وأكد مدير مدينة زويل، اللواء صلاح عزازى، أن مشروع الجامعة مستمر ولن يتوقف، وأن كل من يعمل فى الجامعة مصر على إتمام رسالة عالم نوبل، وهذا ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه الأخير. ودعا الطالب فى الدفعة الثالثة بمدينة زويل أحمد حشمت، الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى استكمال حلم الدكتور زويل، وبناء الجامعة التى كان يحلم أن تحمل اسمه لتكون صرحا تعليميا ينهض بالعلم فى مصر، مضيفًا أن المشكلات التى بدأت تحدث منذ وفاة العالم الراحل لم تشغل بال الطلاب، وأنهم سيظلون على عهدهم معه بتحقيق حلمه، موجهًا رسالة أخيرة إليه قائلًا: «ربنا يرحمك ويجعل علمك فى ميزان حسناتك، وسنحقق حلمك حتى نلحق بك». وأكد الطالب فى الفرقة الأولى بجامعة زويل محمد أبوسديدة، أن الجامعة ستستكمل امتحانات الطلاب الساعين للالتحاق بها هذا العام، مشيرًا إلى أن العالم المصرى الحاصل على جائزة نوبل فى الكيمياء كان يعد لحفل تخرج طلاب الفرقة الرابعة فى الجامعة منذ 6 أشهر، حيث اتفق على الملابس ونظام الحفل لكن الموت غيَّبه عن استكمال الترتيبات، وخاطبه قائلًا: «شكرًا على كل ما قدمته للعلم، ونعدك باستكمال حلم جامعة زويل الذى بدأت فى تنفيذه». واستنكر الطالب عصام دويدار تصريحات الهجوم على شخص الدكتور أحمد زويل بعد إعلان وفاته، مشددًا على أن فريق أصدقاء زويل على مستوى الجمهورية يشارك فى استكمال تحقيق حلم مدينة زويل ماديًا ومعنويًا وسيزيد بشكل أكبر بعد وفاته. وأشار إلى أن الدكتور زويل كان يقف أمام كل من يحاول النيل من الطلاب أو الجامعة وأنهم سيعانون كثيرًا بعد وفاته، داعيًا إلى التبرع لاستكمال بناء الجامعة عبر حساب الجامعة الذى يحمل رقم 10001000 فى جميع البنوك المصرية، مطالبًا بتفعيله بشكل أفضل. واستكمل: «أقول للدكتور زويل ربنا يجعل كفاحك فى ميزان حسناتك، ونحن نعتذر لك لأنك واجهت الصعاب وحدك فى بداية الأمر، ونعدك بأننا سنظل على عهدنا بدعم حلمك حتى النهاية». أحمد زويل، ولد فى مدينة دمنهور بالبحيرة عام 1946، وحصل على شهادته الجامعية فى مصر قبل أن يسافر إلى الولاياتالمتحدة ويحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا، وبعد ذلك حصل على زمالة مرحلة ما بعد الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا، قبل أن يلتحق بهيئة التدريس فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وفاز بجائزة نوبل عام 1999 لأبحاثه الرائدة فى علوم الفيمتو والتى أتاحت مراقبة حركات الذرات أثناء التحولات الجزيئية فى زمن الفيمتو ثانية وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية. وفى عام 2009، عين الرئيس الأمريكى باراك أوباما، العالم المصرى فى المجلس الاستشارى الرئاسى بالبيت الأبيض، وفى نوفمبر من العام نفسه عينه كأول مبعوث علمى للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط. ونال زويل أوسمة وجوائز من عدة دول، كما نال 50 درجة فخرية فى مجالات العلوم والفنون والفلسفة والقانون والطب والآداب الإنسانية، ومنح أكثر من 100 جائزة عالمية من بينها جائزة ألبرت أينشتاين العالمية، ووسام بنجامين فرانكلين، وجائزة ليوناردو دافنشى، وجائزة الملك فيصل، وميدالية بريستلى. ومنحت فرنسا زويل وسام جوقة الشرف الوطنى برتبة فارس، وأنشأت أيضًا جوائز عالمية تحمل اسمه وأنشأت مؤسسة تحمل اسمه وتعمل على دعم نشر المعرفة، وكان عضوًا منتخبًا فى عدد من الجمعيات والأكاديميات العلمية ومن بينها جمعية الفلسفة الأمريكية والأكاديمية الوطنية للعلوم والجمعية الملكية فى لندن والأكاديمية الفرنسية والأكاديمية الروسية والأكاديمية الصينية والأكاديمية السويدية. ورشح بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة زويل لعضوية المجلس الاستشارى العلمى للأمم المتحدة، والذى يقدم المشورة فى مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وفى مصر حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وكذلك على قلادة النيل العظمى وهى أرفع وسام مصرى.