نشأ فى إعلام الدولة.. أيد 25 يناير.. اعتذر عن دعم الإخوان.. واختتم مشواره ب«هعيش لوحدى باقى عمرى» يبقى الإعلامى محمود سعد من الوجوه المحيرة لمن لا يعرفه، فرغم أنه نشأ فى إعلام الدولة، إلا أنه كان معظم الوقت صوتا مختلفا حتى فى تجربة «البيت بيتك» التى كانت مقربة للنظام منذ انطلاقتها فى 2004 على التليفزيون المصرى. وكانت المفاجأة الأولى لمحمود سعد عندما رفض التعرض لمظاهرات 25 يناير 2011، وتمسك بعدم الظهور على الشاشة، ليقف إلى جانب الثورة منذ لحظتها الأولى، ويصبح الناجى الوحيد فى ماسبيرو من «قوائم العار» التى كتبت فى ميدان التحرير خلال ال18 يوما. التحق محمود سعد بعد إسقاط مبارك مباشرة بقناة «التحرير» التى تم تأسيسها لتكون صوت الميدان، قبل أن ينتقل إلى قناة النهار التى ولدت فى 30 يونيو 2011، وكان أول موقف له بعد الثورة هو إعلانه دعم محمد مرسى رئيسا للجمهورية ضد أحمد شفيق، الذى اعتبر ترشحه فى هذا الوقت عودة لنظام مبارك. لم يستمر تأييد محمود سعد كثيرا، وانقلب عليه مثل معظم مذيعى 30 يونيو، ورغم إعلانه التوقيع على استمارة حملة تمرد على الشاشة، ودعوته للمصريين بالنزول ضد حكم الإخوان، إلا أن قناة النهار حاولت منعه من الظهور قبل أيام من 30 يونيو من تقديم برنامجه، ليخرج معلقا على هذا القرار فى مداخلة مع الإعلامى جابر القرموطى: «أنا مكتوب عليا كل ثورة أتابعها من البيت وانا لابس البيجاما». ولكن محمود سعد شارك فى تغطية الثورة، وظهر على الهواء ليلة احتفال المصريين ببيان عزل مرسى، قائلًا: «أنا بعتذرلكم إنى شاركت فى هذا الكابوس، لكن مكنش قدامنا مفر، كويس إنهم فازوا بالحكم عشان نعرفهم على حقيقتهم ونخلص منهم للأبد». توالت بعد ذلك مواقف محمود سعد، التى تعرض بسببها للمنع من الظهور، ففى حلقة السبت 25 أكتوبر 2014 فوجئ سعد عند وصوله الاستديو بأنه ممنوع من الظهور فى البرنامج دون أن يبلغه أحد، وأن الإعلامى خالد صلاح سيقدم البرنامج بدلا منه، ليعلق على هذا القرار بعد عودته «عمر الشقى بقى، أنا زى القطط بسبع أرواح، ياما دقت على الراس طبول». ورغم تأكيد سعد، أنه لا يعلم سبب عدم ظهوره، إلا أن المتابعين أرجعوا هذا القرار لهجومه على الرئيس والحكومة فى حلقة سابقة قال فيها: «العدل أساس الملك، وحتى الآن الرئيس والحكومة لم يطبقا العدل فى مصر، موضحا أنه فى غياب العدل يغيب الملك، وأن العدل غاب عن مصر فى الماضى، وحتى الآن لم يحاول أحد تطبيقه»، إضافة إلى عرض صورة، للرئيس عبدالفتاح السيسى، وقت أن كان وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربى، وإلى جواره عدد من النشطاء، وثوار 25 يناير، وعقب سعد: «السيسى، أصبح رئيسًا للجمهورية، فى الوقت الذى بات أغلب ملتقطى الصورة معه، فى السجون، أو ممنوعين من السفر، مضيفًا أنه يهدى هذه الصورة إلى السيسى، والفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الذى كان موجودًا فى الصورة». مواقف كثيرة أخرى اتخذها محمود سعد كانت مسار جدل، واتهم على اثرها بأنه «طابور خامس»، لكن هذا لم يمنعه من الاعتراف بشرعية 30 يونيو، على الهواء أكثر من مرة، واستمر سعد على شاشة «النهار» حتى نهاية ديسمبر الماضى ليعلن رحيله على الهواء قبل إعلان القناة خريطة 2016، واختتم ظهوره بقول: «كما قالت أنغام، هعيش لوحدى باقى عمرى بس اعيشه باحترام، الإنسان إذا مكانش يحترم نفسه وجمهوره يكون عنده مشكلة كبيرة، الموقف كان كده ولا تسألونى عن التفاصيل، أميل إلى فكرة التوقف».