فى السنة السابعة، بدأ النبى صلى الله عليه وسلم، يكاتب ملوك الأطراف يدعوهم إلى الإسلام، فعن أنس رضى الله عنه: أن «نبى الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشى، وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله تعالى، وليس بالنجاشى الذى صلى عليه النبى». [مسلم: 1774]. وعن ابن عباس ر ضى الله عنها، أن رسول الله كتب إلى قيصر، وقال: «فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين (والمراد رعاياه) [البخارى: 2936 واللفظ له، ومسلم: 1773]. الخاتم النبوى: يقول أنس رضى الله عنه: «لما أراد النبى أن يكتب إلى الروم، قيل له: «إنهم لا يقرأون كتابا إلا أن يكون مختوما، فاتخذ خاتما من فضة، فكأنى أنظر إلى بياضه فى يده، ونقش فيه: محمد رسول الله» [البخارى: 2938 واللفظ له، ومسلم: 2092/56]. ملك الروم كاد أن يسلم: فى قصة طويلة مع قيصر الروم رواها أبوسفيان رضى الله عنه، أنه بعد استماع قيصر لصفات النبى صلى الله عليه وسلم، وآدابه، قال: «هذه صفة النبى، قد كنت أعلم أنه خارج، ولكن لم أظن أنه منكم، وإن يك ما قلت حقا، فيوشك أن يملك موضع قدمى هاتين، ولو أرجو أن أخلص إليه، لتجشمت لقيه، ولو كنت عنده لغسلت قدميه»، قال أبوسفيان: «ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرئ، فإذا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبدالله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإنى أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت، فعليك إثم الأريسيين»: و«قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَا نَعْبُدَ إِلَا اللَهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَهِ فَإِنْ تَوَلَوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَا مُسْلِمُونَ» [آل عمران: 64] [البخارى: 2940، 2941، ومسلم: 1773]. النبى يدعو على كسرى: عن عبدالله بن عباس رضى الله عنهما، أن «رسول الله بعث بكتابه إلى كسرى، فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه كسرى حرقه، فدعا عليهم النبى أن يمزقوا كل ممزق». [البخارى: 2939]. مارية القبطية هدية مصرية: فى السنة السابعة بعد صلح الحديبية، كتب النبى كتابا للمقوقس ملك مصر، وأرسله مع حاطب بن أبى بلتعة ر ضى الله عنه، وعند عودته أرسل المقوقس معه جاريتين هدية للنبى وهما: مارية بنت شمعون القبطية المصرية رضى الله عنها، وأختها سيرين، فاختار النبى لنفسه مارية، ووهب أختها سيرين لشاعره حسان بن ثابت الأنصارى رضى الله عنه. [الآحاد والمثانى: 3123]. وقد رزق النبى منها بابنه إبراهيم الذى توفى صغيرا. النبى يوصى بأهل مصر: مصر أرض مناقبها كثيرة، وها هو النبى يوصى بأهلها خيرا كرامة لجدته المصرية هاجر رضى الله عنها أم إسماعيل عليه السلام، ولمارية القبطية المصرية رضى الله عنها أم ولده إبراهيم رضى الله عنه، ومن دلائل نبوته أنه أخبر بفتح مصر قبل حدوثه، يقول صلى الله عليه وسلم «إنكم ستفتحون مصر، وهى أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحما» [مسلم: 2543/227].