كان جسدا مليحا وضيئا قويا. ومما قالوا فى وصف جسده رصلى: «كان أبيض مليحا مقصدا» [مسلم: 2340/99] أى: وسطا، فليس بنحيف ولا جسيم. فقد كان «كثير اللحم» [أحمد: 16603]، بمعنى أنه لم يكن نحيفا ظاهر العظام، بل كان يتمتع بجسم متوسط الامتلاء. أعضاؤه صلى الله عليه وسلم: أما أعضاؤه صلى الله عليه وسلم فقد كان «ضخم الكراديس» (هى رءوس العظام؛ أى: أنه رصلى ضخم الأعضاء، قوى العضلات، متماسك الجسد).[الترمذى: 3637]. طوله صلى الله عليه وسلم: كان الرسول ربعة من القوم، ليس بالطويل ولا بالقصير [البخارى: 3547 واللفظ له، ومسلم: 2347]، أى: وسط بين ذلك؛ فمن كان كذلك يوصف ب «ربعة ومربوع»؛ عن البراء بن عازب رضى الله عنهما قال: «كان النبى صلى الله عليه وسلم مربوعا بعيد ما بين المنكبين» [البخارى: 3551، ومسلم: 2337]. لونه عليه الصلاة والسلام: كان صلى الله عليه وسلم «أزهر اللون« [البخارى: 3547، ومسلم: 2330/82]، ليس بالأبيض الشديد البياض، وليس بالأسمر، بل إنه «مشرب وجهه حمرة» [الترمذى: 3638، وأحمد: 746]، ومما قالوا فى لونه «ليس بأبيض أمهق (الأبيض الشديد البياض، لا يخالطه شىء من الحمرة) ولا آدم (أسمر)» [البخارى: 3547، ومسلم: 2347]. ولما جاء رجل يسأل عن النبى صلى الله عليه وسلم قال له أصحابه رضى الله عنهم: إنه هذا الرجل الأبيض المتكئ [البخارى: 63]، مما يدل على تميز الرسول بالبياض والجمال. وعن عبدالله بن دينار، قال: سمعت ابن عمر رعنهما يتمثل بشعر أبى طالب: «وأبيض يستسقى الغمام بوجهه». رأسه الشريف: كان صلى الله عليه وسلم «ضخم الرأس» [الترمذى: 3637]؛ أى: «أن رأسه متوائم مع جسده؛ مما يزيد فى الهيبة والوقار والرزانة؛ ولذلك يصفونه بأنه كان ضخم الهامة« [أحمد: 944]، وكان «صلى الله عليه وسلم يضمخ (دهن الرأس والجسد بالطيب حتى كأنما يقطر ) رأسه بالمسك [النسائى: 3084، ابن ماجه: 3041]. وكان كثيرا مما يرفع رأسه إلى السماء [مسلم: 2531]. ولقد شج هذا الرأس الشريف فى سبيل الله تعالى، وذلك فى معركة أحد. [مسلم: 1791]. شعر رأسه الشريف: كان الرسول «سابغ الشعر» [أحمد: 16603]، وكان «كثير شعر الرأس» [عبدالله بن أحمد فى زوائده على المسند: 944]؛ وقد وصف شعره بأنه كان «فوق الوفرة ودون الجمة» [أبوداود: 4187، وابن ماجه: 3635]، ووصف بأنه «يبلغ شحمة أذنه» [البخارى: 3551، ومسلم: 2337]، ووصف بأنه «كان يضرب شعره منكبيه» [البخارى: 5903، ومسلم: 2338/95]، وكان يعتنى بتمشيطه وترجيله وتسريحه، وأحيانا يجعله «أربع ضفائر» [أبوداود: 4191، والترمذى: 1781م واللفظ له، وابن ماجه: 3631]، وأحيانا «يسدل»، ثم «فرق رأسه». [البخارى: 3558، ومسلم: 2336]، وبلغ من عنايته بشعره صلى الله عليه وسلم أنه كان حتى فى حال اعتكافه فى المسجد يهتم بتمشيطه وترجيله ويدنى رأسه لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها وهى حائض «فترجله» [البخارى: 296، ومسلم: 297/9]. وكان شعره صلى الله عليه وسلم وسطا من حيث الجعودة والسبوطة، ليس بالجعد القطط، ولا بالسبط (هو الذى يسترسل فلا يتكسر منه شىء)، [البخارى: 3548، ومسلم: 2347]. أما من حيث اللون فكان الرسول «شديد سواد الشعر» [أحمد: 16603]؛ إلا أن بعضه قد «احمر من الطيب» [البخارى: 3547]. وعندما أراد صلى الله عليه وسلم أن يحلق رأسه فى حجة الوداع أطاف به أصحابه رضى الله عنهم، فما يريدون أن تقع شعرة إلا فى يد رجل [مسلم: 2325]. جمته صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم «عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه» [مسلم: 2337/91]. والجمة من شعر الرأس ما تدلى على المنكبين.