- الحكومة العراقية أمرت الميليشيات الشيعية بالبقاء بعيدا عن المعارك داخل المدينة.. وواشنطن ترفض دعمهم جويا أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بأن المعارك داخل مدينة الفلوجة العراقية ضد تنظيم «داعش» مقتصرة على القوات الأمنية العراقية فقط، دون الميليشيات الشيعية التى تم إبعادها خوفا من تقويض حملة تحرير المدينة وتفاقم الانقسامات الطائفية القابلة للاشتعال فى البلاد. وأوضحت الصحيفة فى تقرير لها أمس الأول، أن «الحكومة العراقية أمرت الميليشيات الشيعية بالبقاء بعيدا عن القتال داخل المدينة»، مشيرة إلى أن «الجيش الامريكى رفض منح تلك الميليشيات دعما جويا، خوفا من أن تساهم مشاركتهم فى حشد تنظيم داعش سكان الفلوجة المحاصرين إلى صفه». ونقلت الصحيفة عن مجيد الجريسى، أحد زعماء العشائر بالفلوجة، الذى فر إلى بغداد بعد سيطرة داعش على المدينة قوله إن «الميليشيات طائفية تماما مثل داعش»، مضيفا «نرفض مشاركتهم فى هذه الحملة تماما». وأوضحت الصحيفة أن الميليشيات الشيعية التى تسمى بقوات الحشد الشعبى عرف عنها ارتكاب أعمال انتقامية وحشية ضد المواطنين السنة للاشتباه فى أنهم موالون ل«داعش»، إذ اتهمهم العراقيون وجماعات حقوق الإنسان بارتكاب أعمال تعذيب واختفاء قسرى وإعدام. ويخشى مسئولون عراقيون، حسب الصحيفة، أن يستغل تنظيم «داعش» سمعة تلك الميليشيات، ويقول لسكان الفلوجة إن هجوم القوات الحكومية سيؤدى إلى عنف طائفى. ونوهت الصحيفة إلى أن سكان الفلوجة ثاروا ضد الحكومة العراقية التى يهيمن عليها الشيعة عام 2013، بفعل أعوام من الإهمال والتجاهل ومظالم أخرى، وقد ساعدت تلك الاضطرابات فى نهاية المطاف على سيطرة داعش على المدينة. ورأت «واشنطن بوست» أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية وارتفاع الغضب الشعبى على أسلوب إدارة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى للأزمات فى البلاد، والموجة الأخيرة من تفجيرات داعش فى المناطق الشيعية فى بغداد، شكلت ضغطا على العبادى لشن هجوم على الفلوجة، لافتة إلى أن «الولاياتالمتحدة حليفته كانت تفضل أن يركز على استعادة السيطرة على مدينة الموصل (شمال) من قبضة التنظيم». من جانبه، قال مايكل بريجينت، خبير الشئون العراقية فى معهد هدسون الأمريكى إن «العبادى ضعيف أمام رغبات الميليشيات، التى يبدو أنها متلهفة للانتقام من الفلوجة بسبب استمرار تفجيرات داعش فى المناطق الشيعية فى بغداد وحولها»، مضيفا أن «رئيس الوزراء العراقى عاجز عن وقف الميليشيات الشيعية المدعومة من الحرس الثورى الإيرانى». فى المقابل، نفى أحمد الأسدى، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبى، اتهامات سوء المعاملة الموجهة للقوات، مؤكدا أنها «تخضع بالكامل لسلطة مكتب رئيس الوزراء»، مشددا على «التزامها بأوامر عدم دخول الفلوجة». وقال الأسدى إن «القتال فى المدينة مسئولية قوات مكافحة الإرهاب والجيش والشرطة»، مضيفا أن «مهمتنا هى محاصرة المناطق على مشارف المدينة، لكننا على استعداد لتوفير المزيد من المساعدة إذا لزم الأمر».