على وقع أزمة سياسية واقتصادية حادة، يواجه نيكولاس مادورو سائق الحافلة السابق الذى دخل الساحة السياسية من باب العمل النقابى وتولى رئاسة فنزويلا خلفا لراعيه زعيم اليسار الراديكالى هوجو تشافيز، أزمة تهدد بإسقاطه، وتعد الأسوأ فى تاريخه. مادورو البالغ من العمر 53 عاما، والذى وصفه سلفه الراحل شافيز بالشخص «الثورى بالكامل»، و«رجل التجربة»، بات الآن على بعد خطوات من الخروج من الحكم وانتهاء العصر التشافيزى على يده، فى ظل محاولة المعارضة المسيطرة على البرلمان، الإطاحة به. وبعكس الرؤساء المنتخبين حديثا، لم ينعم مادورو بشهر العسل فى بداية حكمه عام 2013 عقب وفاة تشافيز، إذ إن المعارضة اعترضت على فوزه بفارق ضئيل على إنريكى كابريليس الذى يريد إجراء استفتاء لاقالته. وما زاد من الأمر سوءا أنه بعيد بدء ولايته الرئاسية، بدأت أسعار النفط التى تؤمن 96% من دخل البلاد، فى التراجع مما دفع بفنزويلا التى كانت من الدول الغنية المنتجة للذهب الأسود بفضل أكبر احتياطات تملكها فى العالم، إلى أزمة اقتصادية خطيرة. ومنذ ذلك الحين، أخذت شعبية مادورو تتراجع إلى درجة أن 68% من الفنزويليين باتوا يأملون فى تغيير فى الحكومة، كما كشف استطلاع للرأى أجراه معهد «فينيبارومترو». ولصراع مادورو مع المعارضة جذور تعود ل2014 أى بعد عام على وصوله للسلطة وفى بدايات أزمة اقتصادية نسبها إلى «اليمين» المدعوم من الولاياتالمتحدة، حيث أسفرت مظاهرات للمعارضة تطالب برحيله عن سقوط 43 قتيلا. ويقول بعض التشافزيين، إن «مادورو ليس تشافيز»، معتبرين أن مشروع الزعيم الاشتراكى الراحل ينهار بأيدى مادورو. وفى أوج الصعوبات الاقتصادية، حاول الرئيس الإبقاء على البرامج الاجتماعية فى مجالات الصحة والتعليم والسكن، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وفى مؤشر إلى هذا التراجع للشعبية، جاء ما وصفه مادورو ب«صفعة» تلقاها فى السادس من ديسمبر الماضى، عندما تعرض تيار تشافيز لأكبر هزيمة انتخابية منذ 17 عاما، خسر فيها هيمنته على البرلمان، ما فتح الباب أمام الأزمة الطاحنة التى يعيشها الرئيس الاشتراكى حاليا وتنذر بإبعاده عن السلطة إذا نجحت محاولات المعارضة إجراء استفتاء على بقائه بمنصبه. وشغل مادورو عددا من المناصب قبل أن يصبح رئيسا، أبرزها وزير الخارجية فى الحكومة التى شكلها تشافيز بعد انتصاره فى انتخابات الرئاسة عام 2012. ومادورو وتشافيز التقيا فى اطار «الحركة الثورية البوليفارية 200» «إم بى آر200» التى أنشأها تشافيز وقام على رأسها بمحاولة انقلابية فاشلة على الرئيس كارلوس أندريس فيريز فى 1992.