تصاعدت حدة الانتقادات الأمريكية لتصريحات دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهورى لانتخابات الرئاسية الأمريكية، لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بشأن رؤيته للقضايا الخارجية وسياسة بلاده تجاهها. فترامب قال للصحيفة إنه سيعتمد مبدأ «أمريكا أولا» فى سياسته الخارجية، ليمنع «استغلال» الولاياتالمتحدة بشكل منهجى وحتى من حلفائها الدوليين، حيث ركز على أن غياب التوازن فى العلاقات مع دول حليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية. وأمس، دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وسائل الإعلام الأمريكية إلى التوقف عن التركيز على نسب المشاهدة لكشف المرشحين فى الانتخابات الرئاسية الذين لا يترددون فى «الكذب» والذين «تعتبر حملاتهم بعيدة عن المنطق». وبدون أن يذكر المرشح ترامب بالاسم، استغل أوباما مراسم لتوزيع جوائز على صحفيين فى واشنطن ليندد بشدة بالتغطية الإعلامية للحملات الانتخابية. وقال إن «ما نراه اليوم يقوض ديمقراطيتنا ومجتمعنا»، فى تعبير واضح عن استياء البيت الأبيض من التغطية المتواصلة التى تخصصها شبكات التلفزيون لترامب وحملته رغم الجدل الذى تثيره. ولفت أوباما إلى أن الانتقادات الشديدة التى يوجهها بعض المرشحين إلى دول أخرى بدأت تثير القلق فى الخارج. وقال إن القادة الأجانب يدركون ان «الولاياتالمتحدة ليس فيها مكان للسياسات غير المتوازنة»، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس. وقبل تصريحات أوباما، قال وزير خارجيته جون كيرى ردا على سؤال حول ردود فعل القادة الأجانب خلال تنقلاته، إن «ما يحصل الآن محرج لبلادنا». وأضاف كيرى عبر شبكة سى بى إس الأمريكية، أن المسئولين فى البلدان الأخرى «لا يمكنهم تصديق ذلك، أنهم مصدومون ويجهلون إلى أين سيؤدى كل ذلك بالولاياتالمتحدة». فى غضون ذلك، وصفت صحيفة نيويورك تايمز التى أجرت الحوار مع ترامب، تصريحاته ب«الضجيج الخطير» على صعيد السياسة الخارجية الأمريكية، مضيفة فى افتتاحيتها، أمس، أن تلويح المرشح الجمهورى باستخدام السلاح النووى لملاحقة مسلحى «داعش» توضح وجهة نظره المثيرة للجدل فى أمور حيوية ودقيقة مرتبطة بمسائل الأمن القومى الأمريكى. وتابعت الصحيفة أن تبعات التلويح باستخدام السلاح النووى مدمرة على جميع الأصعدة بدءا من الأرواح والدمار وحتى الكلفة المادية والعملية للقيم الأمريكية فى العالم، ولاسيما بعدما توافقت واشنطن وموسكو على خفض ترسانتهما النووية. ومضت قائلة إن ترامب لا يؤمن ب«الانعزالية». لكنه وصف بلاده بأنها أمة فقيرة مديونة تمول بصورة غير متكافئة تحالفات دولية مثل حلف الناتو والأمم المتحدة، وقال إن غياب التوازن قائم فى العلاقات مع دول حليفة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية، معتبرا أنه «تم التقليل من احترامنا والسخرية منا واستغلالنا لسنوات عدة من قبل أناس كانوا أكثر ذكاء ومكرا وصلابة». وأضاف «لذلك الولاياتالمتحدة تأتى أولا. ولن نتعرض للاستغلال بعد الآن». وعلقت على ذلك قائلة إنه من الصعب أن يحقق ترامب مثل هذا. فى السياق ذاته، قال الكاتب الشهير روجر كوهين فى مقال بعنوان «اضطراب ترامب العالمى»، إن المرشح المثير للجدل يرغب فى تمزيق النظام العالمى ما بعد عام 1945»، مشيرا إلى تصريحاته بشأن الحلف الأطلسى الذى اعتبره «قديما ويتوجب تغييره للتركيز بشكل أكبر على الإرهاب». وكذلك موقفه الرافض للاتفاق النووى مع إيران ورؤيته للعلاقات مع السعودية وذلك للتنافس مع روسيا فى العديد من الملفات الدولية.