عمرو العيسوي لاعب نادي زفتى, وأحد شهداء ثورة 25 يناير, إنه حقاً فخر للرياضة المصرية. لطالما كان عمرو واحداً من شباب مصر المخلصين, عرف بين جيرانه وزملائه بالطيبة وحسن الخلق والتدين وشهد له الجميع بأنه كان حقاً مفخرة لهم. قضى عمرو كثيراً من أيام طفولته يلعب كرة القدم في مع أقرانه بشوارع حدائق القبة, وقد حلم عمرو يوما ما أن يكون نجماً مشهوراً, وقد بدأ كلاعباً بمركز شباب حدائق القبة, ولما أتخذ درب التألق وأظهر من مواهبه ما أعجب كل من شاهده انتقل عمرو لنادي زفتا, ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد ولكن القدر قرر أن تتوقف مسيرة عمرو. شارك عمرو العيسوي في ثورة 25 يناير منذ انطلاق شرارتها الأولى, ولم يتررد في الإنضمام لصفوف الشباب المصري المطالب بالتغيير والإصلاح ليدفع حياته ثمناً للحرية. لم يكن عمرو يعلم أنه سيسقط يوم 30/1/2011, إلا أنه وإن سقط برصاص الطغيان فقد أرتفع في أعلى عليين, وإن مات جسده فلا زالت ابتساماته مرسزمة في ذاكرة كل من رآه, ولا زالت ترانيم قرائته للقرءان يتردد صداها فى أرجاء بيته لتخفف من ألم أمه قائلةً: "ولا تحسبن الذين قتلو في سبيل الله أمواتاً بل أحياءً عند ربهم يرزقون". تروي أم الشهيد عمرو مأساة أبنها وقد أغرورقت عيناها بالدموع قائلة:" بعدما صلى العصر طلبت منه أن يتناول طعامه وطلبت منه عدم النزول إلى الشارع في ذلك اليوم فقال لي: لو أن كل أم أمرت أبنها بعدم النزول إلى الشارع لن يتغير شيء وسنستمر في العيش تحت الظلم والقهر ولا تستبعدي أن يأتو ليهينوا الحريم".. ويواصل أخو الشهيد سرد قصته قائلاً: "في يوم استشهاد عمرو كنا نجلس وفوجئنا بسيدة من الجيران تصرخ قائلة: ألحقوني البلطجية خطفوا بنتي ويريدوا أن يغتصبوها..فهب عمرو وجمع أخوانه زملائه وخرجوا لنجدتها". وواصل:" قام عمرو وزملائه بعمل لجنة شعبية عند كوبري غمرة وكنت معهم, وفجأة وجدت أخي عمرو وصديقه عمرو السيد قد سقطا بطلق ناري وكانت إصاباتهم في نفس المكان". وتابع: "من حسن حظنا وجدنا توكتوك فحماناه وزميله فى التوكتوك وتوجهنا لمستشفي الجلاء ولكن كان الأوان قد فات وكانا في زمة الله". وتواصل أمه: "أخبرونى انه في غيبوبة وعندما كنت أسأل عنه كانوا يخبروني أنه تعافي ومرت ثلاث أيام ولكن أباً لم يعد عمرو إلى البيت.. وعندها علمت أنهم يخفون عني خبر وفاته". كان الأيام الأخيرة لعمرو قبل زواجه وقد أعد شقته وهيأ أمره.. حتى بدلة الزفاف قام بشرائها قبل أيام من أنطلاق الزغاريد التى لم تنطلق أبداً ولكن أنطلقت رصاصات الغدر بدلاً منها. وتساءلت أم الشهيد: "ماذا لو كان أبن حبيب العادلي هو من مات كيف سيكون الحال" مؤكدةً انها تطالب بالقصاص من كل الغادرين الذين تسببوا في ثكل أبنها. لكن الفصل الأخير من المأساة لم يأت بعد..فقد أبدى مسئولي اتحاد الكرة تعاطفا كبيرأً لقد قالو لأسرة الشهيد "البقاء لله" مكتفين بهذه الجملة تكريماً لعمرو, وبخلوا بإقامة حفل تكريم لروح الشهيد بدعوى أنه لاعب غير مشهور. وتساءل أخو الشهيد عمرو: "ماذا لو كان زيدان أو أبو تريكة هو من مات..هل سيكون موقف اتحاد الكرة مختلفاً". لا شك أن عمرو قد ترك بصمة خالدة في تاريخ الكرة المصرية, وإن كان بعيداً عن الأضواء والنجومية فلن ينسى شباب مصرالأحرار شخصاً مثل عمرو العيسوي الذي لم يتردد في الوقوف جنباً إلى مطالب الشعب. ولا شك أن من خرج من عباءته وأتهم شباب الثورة بالعصيان بل وتمادى وسبهم..هو من سيكون أجدر بالنسيان حتى ولو كان أشهر من عمرو العيسوي. اضغط لمشاهدة الفيديو: *