هذه المقالات منتقاة من الصحف المختلفة ولا تعبر عن رأي الموقع، وإنما نقدمها لحضراتكم لإبداء الرأي فيها.. تابعت على مدار الأيام القليلة الماضية كل ما كتبه وقاله الزميلان علاء صادق في جريدة "الأخبار" وعلى شاشة التليفزيون.. وعماد محجوب في مجلة "الأهرام الرياضي".. بشأن أخطاء وخطايا وجرائم ارتكبها حسن صقر كرئيس للمجلس القومي للرياضة.. وقدم الاثنان مستندات وأوراقا وأدلة تؤكد اتهاماتهما، وتشير -حسب تعبيرهما- إلى أن المجلس القومي للرياضة كان، ولايزال، كيانا قام على أسس فاسدة لا يحكمها قانون أو أي مصلحة عامة أو نفع للناس والرياضة المصرية.. بالإضافة لبلاغ للنائب العام تقدم به عمرو السعيد، رئيس اتحاد الجمباز، يتهم فيه صقر بإهدار المال العام واختفاء سبعة ملايين جنيه من تكلفة إعداد بعثة مصر لدورة سنغافورة الأوليمبية بالإضافة إلى اتهام عمرو السعيد لحسن صقر بتحويل المجلس القومي إلى إقطاعية خاصة يجري فيها توزيع مكافآت بلا حدود على موظفين كبار وضباط أمن دولة وصحفيين ومندوبي الجهاز المركزى للمحاسبات.. وقام حسن صقر في المقابل بالتشكيك في صحة كل تلك المستندات والأوراق والأرقام وأكد أنها كلها اتهامات غير صحيحة وأنه سيلجأ للقضاء دفاعا عن صورته وسيرته.. وعلى الرغم من ثقتي فيما قاله وكتبه علاء صادق وعماد محجوب، وانزعاجي من هذا الذي احتوته الأوراق والمستندات.. واحترامي للبلاغ الذي تقدم به عمرو السعيد للنائب العام مرفقا به ملف متخم بالأوراق والحكايات.. إلا أنه لا يستهويني، مثل كثيرين الآن، القيام بدور القاضي والجلاد معا، فأُصدر الحكم وأنا في بيتى بإدانة حسن صقر أو براءته، ثم لا أكتفي بذلك وإنما أقوم بنفسي أيضا بتطبيق الحكم، ومن يعارضني فهو فاسد أو عميل أو من ذيول النظام السابق والفاسد.. فهذه هي الفوضى الحاصلة في مصر الآن بعدما أصبحنا كلنا قضاة وجلادين يتخيل كل واحد فينا أنه الثائر الوحيد والشريف الوحيد، والعارف الوحيد، بكل الخبايا والأسرار والحقائق.. وبدلا من المشاركة في تلك الفوضى.. سأكتفي بانتظار قرار النائب العام وأحكام القضاء.. سأبقى مفتوح العينين أتابع وأراقب كمواطن صاحب مصلحة وحقوق في هذا الوطن.. ولكنني في الوقت نفسه سأدعو الناس جميعهم للانشغال بالمستقبل وكيف يمكن بناؤه بأسس واضحة تسودها النزاهة والعدل ولا ينقصها الشرف والاحترام.. فمن الواضح أننا كلنا الآن لم نعد ننظر إلا للخلف وبمنتهى الغضب والانفعال والخوف والحزن.. لكن لم يعد المستقبل يشغلنا.. مع أن الغد دائما أهم من الأمس.. وأنا لا تشغلني إدانة حسن صقر أو تبرئته بقدر ما يشغلني امتلاك ضمانات كافية وحقيقية ودائمة تمنع كل من يجلس على نفس ذلك المقعد من تكرار تلك التجاوزات والجرائم والخطايا.. فالتاريخ المصري شاهد علينا كلنا بأن صناعة فرعون بعد فرعون هي أشهر ما يجيده المصريون.. سرعان ما يحتفلون بسقوط فرعون أو غيابه.. ليبدأوا بمنتهى النشاط والهمة في صنع فرعونهم الجديد.. وسأفقد إيماني وفرحتي بثورة يناير إن لم تنجح في كسر هذه القاعدة التاريخية وتتغير الحياة في بلادنا فلا تعود تسمح بميلاد أي فرعون جديد في جميع المجالات.. ولهذا أدعو الناس لأن تترك للنائب العام والقضاء ملفات اتهامات حسن صقر الشخص، ونلتفت أكثر وأعمق لاتهامات رئيس المجلس القومي للرياضة، والأهم أن نبدأ التفكير في حدود واختصاصات وسلطات هذا المنصب.. رئيس المجلس القومي للرياضة.. وألا نفكر في الشخوص والأسماء وإنما نهتم أكثر بالأدوار والمهام.. خمسون سنة ونحن نتشاجر ونتجادل حول أسماء وزراء وهل يصلحون ويستحقون مقاعدهم أم لا.. لكننا أبدا لم نحدد بوضوح ما مهام وحدود وزير الداخلية أو الثقافة أو التعليم أو أي وزير آخر.. ولا المسئول الأول عن الرياضة المصرية بالطبع.. مع أن تلك هي المشكلة الحقيقية.. المهام والأدوار التي تتحدد حسب الظروف والأهواء.. وأريد الآن وضع حدود وتوصيف واضح للمطلوب ممن سيدير المجلس القومي للرياضة أيا كان اسمه.. فهذا هو الأهم والأجدى بتفكيرنا وانشغالنا واهتمامنا.