ائتلاف شباب الثورة، يحملون رؤية عامة للمستقبل، وقد لا تعنيهم التفاصيل في الوقت الراهن. وربما يقلقهم ركوب البعض للموجة، والقفز على ظهر سفينتهم. ومنهم هؤلاء الذين يفكرون في تأسيس حزب باسم 25 يناير، وهم من مواليد وأبناء أحزاب قديمة، فيما يقول هؤلاء الشباب إنهم لم يفكروا في تأسيس حزب، وإنهم لا يطلبون سلطة.. وليس صحيحا على الإطلاق أن كل من يسعى إلى الإصلاح يرغب في السلطة. نحن فخورون بهؤلاء الشباب.. إلا أنه في تاريخ البلد أجيال ضحت، وقدمت لمصر الدم والروح والشهداء. أذكر منها جيل ما بعد حرب 67، الذي عاش في الجبهة 6 سنوات متصلة، وخاض حرب أكتوبر وحرر التراب الوطني، وكان قرار الحرب مدفوعا بمظاهرات وطنية لشباب الجامعات في عام 1971.. وفي حركة النضال الوطني أجيال قامت بأدوار وفقا للظروف المحيطة سواء في أزمنة الاحتلال بالاستعمار أو الاحتلال بالنظام.. كنت أتحدث كثيرا عن جزر الأنتيل الهولندية في إطار نقد العديد من الأوضاع الرياضية، ووسط أحاديث الفساد التي تنتشر الآن، اكتشفت لحضراتكم مجموعة مهمة من الجزر، يجب أن نلتفت إليها ولو من باب الحيطة، وهي جزر كايمان البريطانية(Cayman Islands) وتقع في غرب البحر الكاريبي، وتتكون من ثلاث جزر.. اكتشفها كولومبوس عام 1503 واستعمرها البريطانيون. وتعتبر الجزر مركزا استثماريا قليل الضرائب ومن المقاصد السياحية البارزة في العالم.. وهذا "ماشي" بلغة الزمن، أما ما لا يجب أن "يمشي"، فهو أنها تعد مركزا لغسيل الأموال، وتفوز بنسبة 25% من المال المهرب، وهي لا ترده إلى الحكومات.. كما يفعل كثير من الدول وبقدر ما اعتذرت للشعب الأنتيلي في مجال الرياضة فإنني اليوم أعتذر للشعب الكايميني (تعداده حسب موسوعة ويكبيديا نحو 45 ألف نسمة).. ولعله يقبل الاعتذار لأننا نعيش ثورة. والشعب يريد حقه فيما نهب منه، فإذا كانت بعض الأموال طارت إلى بنوك كايمان، أقول إذا، فربما لا يكون ذلك صحيحا، فإن علينا تتبع ما يخرج حتى لا يذهب إلى دول أوربية ومنها يطير إلى البحر الكاريبي. إلا النفاق. إلا هذا المرض بأي صورة.. إنه كارثة.. والنفاق ليس مسئولية المنافق وحده. ولكنها مسئولية أكبر على من يوافق على النفاق، ويصدقه، وينتشي به.. وبمناسبة ما يجري في مصر حاليا، هناك لفظ كرهته للغاية.. أرجوكم ما حدش ينطق بكلمة "شفافية"..